الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موقعة «الحديد والنار» بين «الماكينات» و «النجوم السوداء»

موقعة «الحديد والنار» بين «الماكينات» و «النجوم السوداء»
22 يونيو 2010 23:32
يسعى المنتخب الألماني إلى تجنب سيناريو الخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 1938 وذلك عندما يخوض اختباراً صعبا للغاية أمام غانا اليوم على ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبرج ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة لمونديال جنوب أفريقيا 2010 وأعتقد الجميع أن “المانشافت” في طريقه لينهي الدور الأول بعلامة كاملة ودون عناء بعد أن دك شباك أستراليا برباعية نظيفة لكن المنتخب الصربي الذي كان خسر مباراته الأولى أمام غانا صفر-1 أعاد رجال المدرب يواكيم لوف إلى أرض الواقع بالفوز عليه بهدف سجله أسامواه جيان، لكن يمكن القول إن الخسارة التي مني بها أبطال العالم ثلاث مرات لم تكن مستحقة لأنه قدم أداءً متميزاً رغم لعبه بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 37 لحصوله على إنذار ثان، وحصل على الكثير من الفرص لإدراك التعادل بعد الهدف الذي سجله الصرب في الدقيقة 38 وابرزها ركلة جزاء للوكاس بودولسكي الذي أصبح أول لاعب ألماني يهدر ركلة جزاء في النهائيات منذ 36 عاماً. وكان أولي هونيس آخر لاعب ألماني يهدر ركلة جزاء وذلك في مونديال 1974 في ألمانيا الغربية في المباراة ضد بولندا في الدور الثاني، لكن المنتخب الألماني لم يتأثر لأنه خرج فائزا 1- صفر بهدف للمدفعجي غيرد مولر، خلافاً لمباراة صربيا التي عقدت من مهمة “المانشافت” الذي أصبح مطالباً بالفوز على “النجوم السوداء” من أجل تجنب دخول في معمعة حسابات الأهداف ونتيجة المباراة الثانية بين أستراليا وصربيا. وتتصدر غانا المجموعة بأربع نقاط، فيما تحتل ألمانيا المركز الثالث بثلاث نقاط وبفارق الأهداف عن صربيا، أما أستراليا فتقبع في المركز الأخير برصيد نقطة واحدة حصلت عليها بعد إجبارها غانا على الاكتفاء بالتعادل 1-1 في الجولة السابقة، ما حرم الأخيرة من حجز بطاقتها إلى الدور الثاني. وسيكون التعادل كافيا لغانا من اجل التأهل إلى الدور الثاني للمرة الثانية على التوالي وفي مشاركتها الثانية أيضاً، في حين سيتعين على الألمان أن ينتظروا نتيجة المباراة الثانية، آملين حينها فوز أستراليا بسبب فارق الأهداف الذي يملكونه (زائد 3 مقابل ناقص 4 لأستراليا)، أو تعادل الأخيرة مع صربيا (فارق الأهداف لمصلحة ألمانيا أيضاً)، أما في حال فوز الأخيرة وتعادل “المانشافت” فسيودع الدور الأول للمرة الأولى في 17 مشاركة، أي منذ النسخة الثالثة عام 1938 علماً بأن الألمان لم يشاركوا في النسخة الأولى عام 1930 وحرموا من المشاركة في نسخة 1950 بسبب دورهم في الحرب العالمية الثانية. وتقف الإحصائيات إلى جانب المنتخب الألماني الذي لم يخسر أي مباراة في الجولة الأخيرة من دور المجموعات منذ عام 1986 عندما سقط أمام الدنمارك (صفر-2) دون أن تؤثر هذه النتيجة على تأهله حيث بلغ النهائي وخسر أمام الأرجنتين. ثم تعادل عام 1990 مع كولومبيا صفر- صفر في طريقه للفوز باللقب للمرة الثالثة قبل أن يخرج فائزا في نسخات 1994 و1998 و2002 و2006. ومن المستبعد أن ينجح المنتخب الألماني بنسخته الشابة في تكرار نتيجة مواجهته الوحيدة السابقة مع الغانيين عندما سحقهم 6 -1 في لقاء ودي عام 1993 في بوخوم، لأن منتخب “النسور السوداء” الحالي مختلف تماماً عن السابق وهو مسلح بعزم رفع لواء القارة السمراء في الدور الثاني كون الممثلين الخمسة الآخرين للقارة في وضع صعب للغاية، وكانت الكاميرون أول الضحايا بخروجها من الدور الأول. وسيكون الألمان بواقعيتهم واندفاعهم المعهود عازمين ألا يكونوا من ضحايا الدور الأول أيضاً، وقد طمأن القائد فيليب لام وأكد قدرة منتخبه على الفوز على غانا، مضيفاً “أن خيبة الأمل كانت كبيرة بعد الهزيمة لكن الأمر أصبح بأيدينا الآن وعلينا تحقيق الفوز في المباراة الأخيرة، نحن محظوظون لأننا لسنا بحاجة لانتظار نتيجة الآخرين”. وشدد لام على ضرورة أن يستعيد اللاعبون الشبان الثقة مرة أخرى في هذه الفترة الصعبة وأشار إلى أنه يتحدث بشكل مستمر مع اللاعبين لتحفيزهم على تحقيق الفوز ونسيان هزيمة صربيا وإسعاد الجماهير الألمانية، مؤكداً أن “داي مانشافت” لن يخذل جمهوره وبان لن يغير طريقة لعبه التي ظهر بها في المباراتين الأوليين وبان التغيير الوحيد سيكون غياب كلوزه لطرده ومن المرجح جداً أن يبدأ كاكاو المباراة على حساب ماريو جوميز. ودافع لام عن الظهير الأيسر هولجر بادشتوبر الذي حمل مسؤولية الهدف الصربي، مشيراً إلى أن مسؤولية الهدف تقع على عاتق خط الدفاع بأكمله لعدم التمركز بشكل جيد، لكن لام انتقد زميله بودولسكي وطريقة تنفيذه لركلة الجزاء أمام صربيا لأنه سددها في الزاوية التي اختارها الحارس، وكلف لوف لاعب الوسط باستيان شفاينشتايجر لتسديد ركلات الجزاء التي قد يحصل عليها المنتخب بسبب اخفاق بودولسكي في مباراة صربيا. ويمكن القول إن لوف كان راضياً على أداء فريقه في مباراة صربيا رغم الخسارة الأولى لألمانيا في الدور الأول منذ 1986 وهو قال “لقد واجهنا بعض المشاكل في تمرير الكرات بيننا في الشوط الأول، لقد كانت صدمة كبيرة، خاصة بعدما اضطررنا لإكمال المباراة بعشرة لاعبين فقط ثم جاء بعدها الهدف مباشرة، في الشوط الثاني، حاول فريقنا بكل ما أوتي من قوة، حيث اظهرنا عزيمة وإصرارا كبيرين، لكننا لم ننجح، لم تكن مباراة سيئة، لكن كلوزه ربما كان عليه أن يكون حذراً أكثر، لن نستسلم الآن، لأن قدرنا ما زال بين أيدينا، والفريق عازم بقوة على مواصلة المشوار. اعتقد أننا سنفعلها”. وتابع “حاولنا في الشوط الأول مقاربة المباراة كما فعلنا ضد أستراليا، وفي الشوط الثاني قدم فريقي أداءً مشرفاً رغم إكماله المباراة بعشرة لاعبين، كنا نتمنى أن نخرج بالتعادل، وسنحت لنا فرص عدة، لكننا للأسف لم ننجح في ترجمتها”. وختم “على الرغم من كل شيء، فاني واثق من قدرة فريقي على بلوغ الدور الثاني”. وفي المقابل يأمل الغانيون الذين خرجوا في النسخة السابقة من الدور الثاني على يد البرازيل (صفر- 3)، أن يجد جيان أسامواه طريقه إلى الشباك للمرة الثالث على التوالي بعد أن منحهم الفوز على صربيا ثم التعادل أمام أستراليا، وهو وعد بأن لا يكتفي بهذا القدر خصوصاً أن فريقه على مشارف تحقيق إنجاز التأهل إلى الدور الثاني، مضيفاً “هذه البطولة قد تشكل منعطفاً في مسيرتي لكنني سأبقي قدمي على الأرض”. وكان جيان تألق أيضاً في مونديال 2006 عندما سجل أسرع هدف في تلك النسخة بعد 68 ثانية على انطلاق مباراة “النجوم السوداء” مع التشيك، لكنه واجه بعدها الكثير من الانتقادات بسبب طرده امام البرازيل بداعي “التمثيل”. ومن المتوقع أن يستعيد المنتخب الغاني خدمات قلبي دفاعه جون مينساه واسحاق فورساه بحسب ما أكد مدربه الصربي ميلوفان راييفاتش الذي اضطر للاستعانة بخدمات الشابين جوناثان مينساه ولي ادي لشغل مركزي قلب الدفاع في مباراة أستراليا بسبب إصابة الأوليين. وأكد راييفاتش أنه كان بإمكان مدافعيه المخضرمين أن يلعبا أمام أستراليا لكنه لم يكن يريد المخاطرة بهما، مشيراً إلى أن منتخبه لا يشعر بالضغط، وهو قال بهذا الصدد “لا اعتقد أن هناك ضغطا علينا. على الأرجح انهم يشعرون بالضغط أكثر منا لأنهم المرشحون، جميعنا نعلم أن ألمانيا تملك فريقاً جيداً، لكننا نؤمن باننا نملك أيضا فريقا جيدا. علينا أن نغلق المساحات وأنا متأكد انه بإمكاننا الفوز”. وستكون هذه المواجهة متميزة لكيفن-برينس بواتنج لأنه سيواجه المنتخب الألماني الذي مثله في الفئات العمرية قبل أن يقرر الدفاع عن ألوان غانا، وقد يلعب وجها لوجه مع شقيقه جيروم بواتنج الذي حافظ على ولائه لألمانيا، لكن من المستبعد جداً أن يشارك الأخير خلافاً لشقيقه الأساسي في تشكيلة “النجوم السوداء”. وأصبح كيفن-برينس بواتنج الذي نشأ وتكون في برلين قبل أن ينتقل إلى إنجلترا عام 2007 موضوعاً لحملة مشينة في ألمانيا سواء في الصحف المحلية أو هواة الكرة المستديرة بعد تسببه في إصابة قائد منتخب ألمانيا ميكايل بالاك وإبعاده عن النهائيات الحالية خلال مباراة فريق الأول بورتسموث والثاني تشيلسي في نهائي مسابقة كأس إنجلترا. أرقام وإحصائيات المباراة الوحيدة السابقة التي جمعت بين المنتخبين أقيمت في مدينة بوخوم عام 1996 وانتهت بفوز ساحق للألمان 6 -1 علماً بأن الأهداف الستة الألمانية سجلت في مدى 19 دقيقة بين الدقيقتين 69 و88. فاز المنتخب الألماني بمباراته الثالثة والأخيرة في الدور الأول في النسخ الأربع الأخيرة (1994-2006)، قبل ذلك تعادل مع كولومبيا عام 1990 وخسر أمام الدنمارك صفر - 2 عام 1986.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©