الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

وهب بن منبه.. أقدم من ألف كتباً في الإسلام

17 ابريل 2015 00:56
أحمد مراد (القاهرة) هو تابعي جليل، ينسب إلى الطبقة الثالثة من جيل التابعين، عرف بالزهد والورع، وملازمة العبادة، والمواظبة على طلب العلم، له معرفة واسعة بكتب الأوائل، أقدم من ألف كتباً في تاريخ الإسلام، هو وهب بن منبه بن كامل بن سيج الصنعاني، ولد في خلافة عثمان بن عفان، رضي الله، عنه سنة 34 هجرية، وترجع أصوله إلى اليمن، وكان أبوه يهودياً وأسلم على أيدي النبي صلى الله عليه وسلم. زهد وورع تلقى وهب العلم على أيدي عدد من الصحابة، وفي مقدمتهم حبر الأمة عبدالله بن عباس رضي الله عنه، وقد روى بعض الأحاديث النبوية عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري والنعمان بن بشير وجابر بن عبداللاه وابن عمر، وظل وهب على مدى سنوات حياته ملازماً لطلب العلم، مجتهداً في العبادة، فكان ممن قرأ الكتب ولزم العبادة، وواظب على العلم وتجرد للزهد والورع، وقيل إن وهب بن منبه صلى الغداة بوضوء العتمة أربعين سنة، ويقول ابن كثير، إنه سار مع وهب فباتوا بصعدة عند رجل فخرجت بنت الرجل فرأت مصباحاً، فاطلع صاحب المنزل فنظر إليه صافاً قدميه في ضياء كأنه بياض الشمس، فقال الرجل رأيتك الليلة في هيئة وأخبره، فقال: اكتم ما رأيت. مواعظ وحكم ومن أبرز الكتب التي ألفها وهب «ذكر الملوك المتوجة من حمير» و«قصص الأنبياء» و«قصص الأخيار»، وقد نسبت إليه العديد من الأقوال والمواعظ والحكم، ومن أقواله: إذا مدحك الرجل بما ليس فيك فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك، وقال: العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والصبر أمير جنوده، والرفق أبوه، واللين أخوه، وقال: المؤمن ينظر ليعلم، ويتكلم ليفهم، ويسكت ليسلم، ويخلو ليغنم، ونسب إليه قوله، استكثر من الإخوان ما استطعت، فإن استغنيت عنهم لم يضروك وإن احتجت إليهم نفعوك، ونصح بعض أقرانه قائلاً: لا يكون هّم أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه، فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقال كذلك: عجباً على الناس يبكون على من مات جسده، ولا يبكون على من مات قلبه وهو أشد. أبواب السلاطين وقال في نصيحته لعطاء الخراساني: كان العلماء قبلنا قد استغنوا بعلمهم عن دنيا غيرهم فكانوا لا يلتفتون إلى دنيا غيرهم وكان أهل الدنيا يبذلون لهم دنياهم رغبة في علمهم فأصبح أهل العلم اليوم فينا يبذلون لأهل الدنيا علمهم رغبة في دنياهم وأصبح أهل الدنيا قد زهدوا في علمهم لما رأوا من سوء موضعهم عندهم فإياك وأبواب السلاطين، فإن عند أبوابهم فتنا كمبارك الإبل لا تصيب من دنياهم شيئاً إلا وأصابوا من دينك مثله، يا عطاء إن كان يغنيك ما يكفيك فكل عيشك يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شيء يكفيك إنما بطنك بحر من البحور ووادٍ من الأودية لا يسعه إلا التراب. ضحك وغضب يقول مولى الفضل بن أبي عياش: كنت جالساً مع وهب بن منبه فأتاه رجل، فقال: إني مررت بفلان، وهو يشتمك، فغضب، وقال: ما وجد الشيطان رسولاً غيرك؟ فما برحت من عنده حتى جاءه ذلك الرجل الشاتم فسلم على وهب فرد عليه ومد يده وصافحه وأجلسه إلى جنبه. قال المثنى بن الصباح: لبث وهب بن منبه أربعين سنة لم يسب شيئاً فيه الروح. وعن سماك بن الفضل قال: كنا عند عروة بن محمد الأمير، وإلى جنبه وهب، فجاء قوم فشكوا عاملهم، وذكروا منه شيئاً قبيحاً، فتناول وهب عصا كانت في يد عروة فضرب بها رأس العامل حتى سال الدم، فضحك عروة واستلقى وقال: يعيب علينا وهب الغضب، وهو يغضب، قال: وما لي لا أغضب وقد غضب الذي خلق الأحلام، يقول تعالى: (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ). توفي وهب بن منبه سنة 110، وقيل سنة 114 هجرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©