السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الولايات المتحدة عن صفقات التجارة يهدد الدولار

تراجع الولايات المتحدة عن صفقات التجارة يهدد الدولار
15 مايو 2018 19:55
يظهر الاحتكاك التجاري باعتباره التهديد الأخير لموقع الدولار الأميركي في قلب النظام المالي العالمي. لعقود من الزمان، احتفظت البنوك المركزية بمعظم احتياطاتها من العملات الأجنبية بالدولار، مما يعكس الدور المسيطر الذي تلعبه الولايات المتحدة وعملتها في التجارة العالمية. ومع انسحاب الولايات المتحدة من الشراكات في حين تبرم دول مثل المكسيك واليابان صفقاتها التجارية الخاصة بها، يمكن تقويض هيمنة الدولار، حسب قول المستثمرين والمحللين. وتمت الإشارة إلى تلك الهيمنة على أنها «امتياز مفرط»، مما يسمح للولايات المتحدة بالاقتراض بثمن بخس والمضي قدماً تجارياً برغم عجز مستمر. على الرغم من أن النظام التجاري، الذي قد لا تكون في الولايات المتحدة لاعباً مركزياً فيه، قد يستغرق سنوات من التطور الكامل، إلا أنه سيكون له آثار مهمة على المصارف المركزية العالمية المكلفين بتخصيص نحو 11 تريليون دولار من الاحتياطيات. ويعمل الكثيرون الآن على زيادة الاستثمار في عملات مثل اليورو واليوان الصيني، مما يعكس تأثيرات، مثل هذه التحركات مثل الانسحاب الأميركي من اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية والشراكة عبر المحيط الهادئ. في حين أن الولايات المتحدة والمكسيك لا تزالان في حالة مفاوضات بشأن «نافتا»، والتي قد تتأرجح في الأيام المقبلة، حيث حدد بول ريان رئيس مجلس النواب مهلة يومٍ غداً الخميس لتلقي بنود الاتفاقية، فقد وقعت المكسيك صفقات تجارية كبرى في الأشهر الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول المحيط الهادئ. وقال أليخاندرو دياز دي ليون، محافظ البنك المركزي في المكسيك: «إنه في الوقت الذي تظل فيه الولايات المتحدة أهم شريك تجاري للمكسيك، إلا أنه يتوقع أن يلعب اليورو دوراً أكبر في حيازات العملات الأجنبية للبلاد في السنوات المقبلة، في ظل توازن التجارة الثنائية بين البلدان التي تتحرك في هذا الاتجاه». وقال دياز دي ليون: «إنها قناعة المكسيك بأنها اقتصاد منفتح للغاية ومنفتحة على التجارة والتدفقات المالية»، وأضاف أن الصفقات التجارية مع أوروبا «ستستمر بالتأكيد لتنويع حساباتنا الخارجية وزيادة أهمية اليورو». ويقدر جينس نوردفيج، الرئيس التنفيذي لشركة التحليلات المالية اكستانت داتا، أن البنوك المركزية العالمية قد تحول ما بين من 200 مليار إلى 300 مليار دولار من الاحتياطيات إلى اليوان واليورو وحفنة من العملات الأجنبية الأخرى هذا العام كنتيجة للتغيرات التجارية. ويستند تقديره إلى زيادة شراء البنوك المركزية للسندات الصينية في الأشهر القليلة الأولى من هذا العام. وبينما يحذر من أن محافظي البنوك المركزية يميلون إلى تعديل الاحتياطيات ببطء، «فإن التدفقات التي قد تخرج من هذا هي كبيرة بالفعل». وقليلون يطالبون بإنهاء فوري لحكم الدولار باعتباره عملة الاحتياط الأولى في العالم. وقد احتفظت البنوك المركزية بحوالي 63? من احتياطاتها بالدولار الأميركي في نهاية العام الماضي، وهو أدنى مستوى خلال أربع سنوات الأخيرة، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي. وفي الوقت نفسه، ارتفعت المخصصات لليورو إلى 20 ?، وارتفعت الاحتياطيات في الين الياباني إلى 4.9 ?. وقال كريستيان ديسيجليز، الرئيس العالمي للبنوك المركزية لدى اتش أي بي سي: «من المؤكد أن على المدى الطويل، إذا تغيرت العلاقات التجارية، سيكون لها تأثير على تركيبة العملة للاحتياطيات، بما أن التجارة تصبح أكثر باليورو (واليوان)، فستحتاج إلى عملات تتوافق معها». لطالما تم تشجيع البنوك المركزية على الاحتفاظ بعملة أجنبية كافية كاحتياطي لتغطية بضعة أشهر من الواردات، وفي كثير من الأحيان التزامات الديون، في حالة توقف تدفق الأموال إلى البلاد. ومن شأن التغييرات في العملات التي تشترطها هذه الواردات أن تشجع مديري الاحتياطيات على تعديل توزيع مخصصاتهم، في حين يقول المحللون: «إن الزيادة الأخيرة في الدين الصادرة بالعملات مثل اليورو يمكن أن تزيد من الحاجة إلى احتياطيات أكثر تنوعاً». يأتي ذلك في الوقت الذي يقلق فيه المستثمرون من أن الاقتصاد العالمي أصبح مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً باقتصاد الولايات المتحدة وعملتها. يتم إصدار 40? تقريباً من إجمالي التجارة العالمية بالدولار، وفقاً لورقة عام 2015 من خبيرة الاقتصاد بجامعة هارفارد جيتا جوبيناث، وقد اقترضت العديد من البلدان كثيراً من العملة في السنوات الأخيرة. لقد أصبحت مخاطر هيمنة الدولار موضع التركيز في الأسابيع الأخيرة، حيث أظهر ارتفاع الدولار المتواضع مخاوف حول قدرة بعض الدول الناشئة على خدمة ديونها بالدولار، ودفع المستحقات. وتسعى الأرجنتين، التي انخفضت عملتها إلى مستويات قياسية مقابل الدولار، للحصول على حد ائتماني من صندوق النقد الدولي للمساعدة في استقرار اقتصادها. في حين أن أكبر منافسي الدولار لا يزالون يعانون من أمور اقتصادية وتنظيمية، بما في ذلك الجدوى على المدى الطويل لنظام اليورو، والمخاطر الاقتصادية لنمو الصين، مع زيادة الديون، وارتفاع معدلات الإعمار، يعتقد المحللون أن اليورو واليوان قد يستفيدان من التحولات الأخيرة في التجارة العالمية. وقال دانيال مومنيلي، نائب محافظ بنك جنوب أفريقيا: «إن البنك المركزي لا يزال يحتفظ بمعظم احتياطياته بالدولار لكن تمت إضافة بعض العملات مثل الين الياباني واليوان لسلة الاحتياطيات في السنوات الأخيرة». وقال جان جاك باربيريس، الذي يساعد في إدارة احتياطيات العملة لأكثر من عشرين من البنوك المركزية في شركة الأصول الأميركية أموندي: «هناك تنويع يرجع إلى حقيقة أن الاقتصاد العالمي أقل تركيزاً على الولايات المتحدة». «في الوقت نفسه، لا تزال الولايات المتحدة محركاً رئيساً للاقتصاد العالمي، وهذا هو السبب في أن التطور في هذا الاتجاه بطيء جداً». * الكاتب: تشيلسي دولاني وجوشوا زومبرون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©