الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإسلام قدم حلولاً جذرية لمشكلة البطالة

الإسلام قدم حلولاً جذرية لمشكلة البطالة
17 ابريل 2015 00:59
حسام محمد (القاهرة) كشفت دراسة حديثة للمركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية والجنائية عن حدوث طفرة في الجرائم نظراً لانتشار البطالة، فالبطالة تنعكس كثيراً على نفسية الشاب، فكثير من الشباب تتدهور نفسياتهم من البطالة لدرجة تنعكس على تعاملهم مع آبائهم، فلو أن الوظائف برواتب متوسطة على الأقل متاحة لنسبة كبيرة من الشباب فسينخفض مستوى الجريمة. وكشف تقرير لمنظمة العمل العربية أن نِسبة البطالة بين الشباب في بعض الدول العربية تصل إلى 66 في المئة، وتقول الإحصاءات إن عدد العاطلين في البلاد العربية عام 2010م وصل إلى 35 مليوناً، فيما توقعت إحصاءات دولية أن عدد العاطلين في العالم العربي قد يقفز إلى 80 مليوناً عاطل بحلول عام 2020م. البطالة جريمة ويرى الدكتور سيد صبحي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أن وسائل الإعلام لابد أن تدق ناقوس الخطر لتزايد تلك الظاهرة الخطيرة خاصة وأن كافة الدراسات والأبحاث ربطت بين تزايد الجريمة والبطالة وإحدى الدراسات أكدت أن 94 في المئة من الجرائم التي شهدتها مصر في العام الماضي ارتكبها عاطلون عن العمل، إما بفعل عدم التوازن النفسي، وإما للرغبة في السرقة، حيث تؤدي حالة البطالة إلى تعرض الشاب لكثير من مظاهر عدم التوافق النفسي والاجتماعي، إضافة إلى أن كثيراً من العاطلين عن العمل يعانون الاضطرابات النفسية. ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة: البطالة كادت تتحول إلى غول يهدد مجتمعاتنا ونحن صامتون لا نحرك ساكناً ومشكلة البطالة نشأت عندما لم يلتزم الإنسانُ بالفطرةِ التي خلقه الله عليها، وأساء استخدامَ ما سخَّره الله له من نعم أو ينحرف عن الرشد في استغلالِ الموارد البشرية والطبيعية، فالإنسانُ هو سبب هذه المشكلة ولن تحل المشكلة إلاَّ من خلالِ الإنسان الرشيد الذي يُطبق أحكام ومبادئِ الشريعة الإسلامية ولابد من مواجهة تلك الظاهرة بأقصى سرعة لأن للبطالة آثاراً مخيفة ومن آثارها كثرة الجريمة وغياب الأمن وسفك الدماء وانتهاك الأعراض. وقال: لا يجوز في دين الله تعالى أن يعيش المجتمع الإسلامي مفككاً، لا تسوده روح الإخاء والتعاون فيما بينه على البر والتقوى ولا يجوز أن يعيش أناس ويموت أناس آخرون جوعاً وفقراً، وتشرداً وحرماناً، بل لابد أن يعيش الجميع في ظل الجميع ويعمل الكل على مصلحة الكل لهذا، فإن التكافل مطلوب لمواجهة البطالة مجتمعنا الإسلامي الحنيف مجتمع المحبة والإخاء، فهو يحثنا على التكاتف والانضمام متمثلاً ذلك في التكافل الاجتماعي الذي يعد من أهم الأسس التي بني عليها، وبتحقيقه نضمن السعادة والهناء في محيط من الوحدة والأمان. ولا يعني التكافل مجرد تعاطف مع الآخرين بترديد الشعارات والأحاديث فحسب، بل بالتواصل المادي والمعنوي، ويقول الله تعالى (إنما المؤمنون إخوة)، وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم، «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». تطبيق الشريعة ويقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية: تترك البطالة أثراً سيئاً عند العاطلين، فتتوتر أعصابهم، ويزداد سوء الحالة النفسية عندهم فيؤثر ذلك على نفسية أسرهم وأولادهم فتزداد بذلك قوائم المنحرفين، كما أن الزوجات لا يسلمن من أذى أزواجهن العاطلين فيقع الخصام والتشاجر بينهم الذي هو بداية الطلاق والفراق. ومواجهة البطالة تكون بتطبيق الشريعة الإسلامية، لأنها هي الحل للقضاء على البطالة والسرقة وتحقيق العدالة، معتبراً أنها الحل الجذري لكل مشاكل الخليقة على وجه الإطلاق فلو تم تطبيق الشريعة لما وجد جائع ولا عاطل ولا لص ولأنصف الناس فيما بينهم ولساد العدل. غياب التنظيمويضيف واصل: لا بد أن نتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «الخير في وفي أمتي إلى أن تقوم الساعة»، فالناس يدفعون الزكاة، وهذا أمر لا جدال فيه ولكن بسبب غياب التنظيم، فقد تراجع تأثير الزكاة في رفع المعاناة عن كاهل الفقراء، فقديماً كانت الدولة الإسلامية تقوم بدور رائع في جميع وتصريف أموال الزكاة في مصارفها الشرعية عن طريق جهاز بيت مال المسلمين، وكان يقوم على شؤون هذا الجهاز علماء موثوق بعلمهم ونزاهتهم، ولكن الدول أهملت هذا الدور وتركته في أيدي المؤسسات غير الرسمية مما جعل الناس يفقدون الثقة بتلك المؤسسات بفعل وجود قلة لا تحسن استغلال أموال زكاة المسلمين. ولهذا لم تعد الزكاة تؤدي دورها رغم أن الكثير من المسلمين يحرصون على إخراجها ومن هنا تراجع دور وتأثير الزكاة وإذا كنا نريد هذا الدور فيجب على الحكومات الإسلامية أن تعود للقيام بدور المنظم الرئيسي لجمع وتصريف أموال الزكاة. المسلم وقته ثمين يقول الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق: إذا تأملنا ديننا الحنيف سنجد أنه لم يدع المسلم يعاني ويلات البطالة، فالمسلم وقته ثمين، يقضيه إما في عمل أو عبادة أو ترويح عن النفس، فلا وقت للضياع أو للانحراف، فالبطالة من المنظور الإسلامي هي: ألا يجد الإنسان عملاً يكتسب منه ما يكفي حاجته وحاجة أسرته، أما إذا كان الإنسان يعمل عملا يسد من خلاله حاجة من يعولهم، وكان هذا العمل يستغرق ساعة أو ساعتين من يومه، فلا يعد في بطالة، ولو ظل باقي يومه بلا عمل، فالإسلام يشغل الإنسان بكثير من المتطلبات الأخرى في يومه: كالصلاة، والذِّكر، وسائر العبادات، فالشريعة الإسلامية سنَّت قوانين للتنمية والإعمار في الأرض، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «مَن أحيا أرضًا مَيتةً، فهي له».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©