الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثواب الأعمال الصالحة

8 سبتمبر 2008 00:01
قال النبي عليه أفضل الصلاة والسلام: ''ما من أحد يموت إلا ندم، قيل: وما ندامته يا رسول الله؟ قال: إن كان محسنا ندم أن لا يكون ازداد إحسانا وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون نزع (أي رجع) عن الذنوب''· رواه أبو هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ وأخرجه مسلم· يلفت هذا الحديث النظر إلى لؤلؤة نبوية، أوضحها الشيخ محمد أمين الجندي فى كتابه ''مائة قصة وقصة في أنيس الصالحين وسمير المتقين'' حيث قال: أن أي عمل يقوم به ابن آدم فهو له، فإذا كان هذا العمل خيرا، فإنه سوف يوضع في ميزان حسناته ويرتقي هذا العمل بصاحبه إلى أعلى عليين· وأما إذا كان هذا العمل سيئا، فسوف يقوده عمله هذا إلى النار· وقد روي أن أحد الصحابة مرض على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه يوما، فقيل له: إنه انتقل إلى رحمة الله: فقال عليه الصلاة والسلام: ''ألم يقل شيئًا؟'' فقيل له: إنه حين أحس بالموت قال: ليتها كانت كثيرة·، ليتها كانت الجديدة، ليته كان كاملا، فلم ندر ماذا يعني بذلك· فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ''كان هذا الصحابي يسعى ذات يوم جمعة مهرولا إلى المسجد فوجد في الطريق رجلا ضريرا وليس معه من يقوده إلى المسجد فأخذ بيده·· وعند الموت رأى ثواب ذلك (أي ثواب الخطوات) فقال ليتها كانت كثيرة· وكان يسعى لصلاة الصبح في يوم اشتد برده فوجد رجلا فى الطريق كاد أن يقتله البرد، وكان يلبس حلتين (أى كان يلبس جلبابين) إحداهما جديدة والأخرى قديمة، فأعطى الرجل القديمة، وعند الموت رأى ثواب ذلك فقال: ليتها كانت الجديدة، وفي أحد الأيام رجع إلى داره فسأل امرأته عما لديها من طعام فقدمت له رغيفًا من خبز الشعير، فلما هم بتناوله إذا بطارق يطرق الباب ويقول: إني جائع فأعطاه نصف الرغيف، وعند الموت رأى ثواب ذلك فقال ليته كان كاملاً''· فإذا كان المتصدق كما رأيت سيندم وسيتمنى أن يكون قد أكثر من الصالحات وفعل الخيرات· فما بالك إذن بالذي لم يقدم شيئا ينفعه: (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) النبأ :الآية ·40 ويذكر الشيخ طه عبد الله العفيفي في كتابه ''من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم'' أنه كان في بيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه خمس من الأنفس: علي وفاطمة، والحسن، والحسين، والحارث (وهو الخادم) لم يذوقوا في ليلتهم طعاما فباتوا ليلتهم على الطوى (أي بطونهم خاوية)· وما إن أصبحوا حتى دفعت فاطمة رداءها إلى علي ليبيعه ويقتاتوا بثمنه فباعه علي رضى الله تعالى عنه بستة دراهم· وبينما هو في الطريق إلى بيته لقي جماعة كاد الجوع يقتلهم فآثرهم بالدراهم الستة على نفسه وزوجته وأولاده وأعطاهم إياها· وما إن تجاوزهم بخطوات حتى أقبل عليه رجل فى يده ناقة فألقى عليه السلام ثم قال: يا أبا الحسن ألك فى شراء هذه الناقة؟ قال علي : أجل لو كان معي ثمنها· قال الرجل: خذها نسيئة (أي بثمن مؤجل) وأد ثمنها حين يفتح الله عليك·· قال علي : بكم تبيعها؟ قال: بمائة درهم، فاشتراها علي فقابله رجل آخر فقال له: أتبيع هذه الناقة يا أبا الحسن؟ قال نعم· قال: بكم اشتريتها· قال: بمائة درهم·· فقال له الرجل: أنا أشتريها منك بربح ستين درهما· فباعها له بعد أن دفع الرجل إليه المائة والستين درهما· ثم ذهب بعد ذلك قاصدا بيته فلقيه الرجل الأول فقال لعلي: أين الناقة يا أبا الحسن؟ قال: قد بعتها· قال: فأعطني حقي إذن· فدفع إليه المائة وبقي معه الستون· ثم هرول إلى بيته وصب الدراهم في حجر السيدة فاطمة الزهراء وقص عليها القصة قائلا: تاجرت مع الله بستة دراهم فأعطاني ستين·· لكل درهم عشرة دراهم· قالت: لا نأكل من هذا المال حتى نعرض الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبراه بالقصة· فابتسم صلوات الله وسلامه عليه ثم قال: ''أبشر يا علي·· تاجرت مع الله فأربحك·· فالبائع جبريل، والمشتري ميكائيل، والناقة مركب فاطمة في الجنة''· ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©