الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأسوار».. تحصينات دفاعية للمدن ابتكرها المسلمون

«الأسوار».. تحصينات دفاعية للمدن ابتكرها المسلمون
22 يونيو 2017 10:31
مجدي عثمان (القاهرة) لم تكن العوامل الطبيعية كفيلة وحدها بحماية المدن الإسلامية من هجمات الأعداء، فعمد القادة والحكام على تحصينها بأسوار عالية مانعة، لا تسمح بالعبور إلا من خلال بوابات بتلك الأسوار، تحتاج التصريح بالمرور وفي أوقات محددة أحياناً، ولم يشهد مطلع الإسلام تحصين المدن إلا حينما دعت الضرورة، فكان الخندق الذي أحاط المدينة المنورة، باقتراح من سلمان الفارسي لحمايتها من هجوم الأحزاب التي تحارب المسلمين، وقيل إن المدن الإسلامية تعرفت على الأسوار وبواباتها من آثار سبقت المسلمين، ومنها أسوار إسطنبول، ومدينة سوسة التونسية التي يعود سورها وبعض بواباتها إلى العهود البيزنطية. وفي مصر بدأت فكرة السور مع القضاء على فُلول الإخشيديين، بقيادة جوهر الصقلِّي، بعد أن دخل مدينةَ الفسطاط مساء 17 شعبان عام 358هـ - يوليو 969م، فأحاطها بسور من الطوب اللَّبن، وجاء سور المدينة الجديدة، القاهرة، من الطوب اللبن على شكل مربع، وكانت مساحة الأرض التي ضمَّها السور المربع 340 فداناً، وجعل بداخل السور معسكرات قواته، وقصر الخليفة، والجامِعَ الأَزْهر. وقد اختفى ذلك السور الآن. وسور جوهر الصقلي لم يعمر أكثر من 80 عاماً، حيث تهدم في عصر الخليفة المستنصر بالله، فأنشأ أمير الجيوش بدر الجمالي، السور الثاني من الحجر المنحوت المصقول السطح، والمثبَّت في صفوف منتظمة. أما السور الشرقي فقد شُيِّد في أيام الناصر صلاح الدين الأيوبي، والذي أمر بهاء الدين قراقوش ببناء أسوار القاهرة في عام 566 هـ، فأقام قراقوش سوراً دائرياً على القاهرة وقلعة الجبل والفسطاط، وجعل فيه عدة أبواب، منها: البحر، والشعرية، والمحروق. ومن المدن العربية التي لها أسوار وبوابات، مدينة القدس، فقد كان العرب اليبوسيين هم أول من فكر في بناء الأسوار حول القدس، بهدف تحصينها، والتي استمرت إلى أن جاء العهد الإسلامي، وفتحت المدينة في عهد عمر بن الخطاب، وأخذ الولاة والسلاطين المسلمون يهتمون بتحصينات المدينة وأسوارها وأبوابها. والسور الذي نراه اليوم لمدينة القدس شيده وجدد الكثير من أجزائه السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1542م، ومحيط السور يبلغ 5 أميال، وارتفاعه حوالي 40 قدماً، وبه 34 برجاً، وسبعة أبواب مفتوحة في الجهات المختلفة، وهي: العامود، والساهرة، والأسباط، والمغاربة، والنبي داود، والخليل والباب الجديد. وتلي القاهرة والقدس، مدينة القيروان، في بناء الأسوار في عصور مختلفة، فقد كان لها سور له 14 باباً، ولم ينقطع أهل القيروان عن إصلاح الأسوار مرات عدة. ويذكر أن القيروان صمدت في منتصف القرن 18م، أكثر من 5 سنوات على حصارها، وأثناء الحرب العالمية الثانية، هدم الألمان قسماً من أسوارها لاستعمال أحجارها في بناء مدرج للطائرات. ومن المدن الإسلامية التي تشتهر بأبوابها التاريخية مدينة الرباط، التي استوحى الخليفة الموحدي «أبو يعقوب يوسف» فكرة تصميمها من مدينة الإسكندرية المصرية، وشرع في بناء سور لها، ولكن الموت عاجله، فاستكمل بناءه ولده الخليفة أبو يوسف يعقوب المنصور، وإلى جانب الرباط هناك أسوار مدينة فاس ومدينة أزمور والجديدة وسلا والصويرة ومراكش وتار ودانت والدار البيضاء. أما بلاد الشام فيقول ياقوت الحموي في «معجم البلدان»: إن أول حائط وُضع في الأرض بعد الطوفان هو حائط «دمشق» أو «دي ميسيق»، وقد كان لسور المدينة سبعة أبواب في العهد الروماني، وكان الروم قد دمروا أسوار مدينة حلب في العصر الحمداني فأعاد سيف الدولة بناءها وتجديدها، واستمرت حلب محصنة إلى أن هدم أسوارها وأحرقها تيمورلنك عام 1400م. وتعد «واسط» بالعراق أول مدينة محصنة في العصر الإسلامي، كما أنها تمثل تطور فكرة الدفاعات ببناء عدة أسوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©