الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المجتمع المغربي يعيد ترتيب ثقافة عطلته الأسبوعية

المجتمع المغربي يعيد ترتيب ثقافة عطلته الأسبوعية
28 ابريل 2014 20:29
سكينة اصنيب (الرباط) تختلف طرق وأساليب قضاء العطلة الأسبوعية بين المغاربة، لكنها في الغالب تمزج بين العادات والتقاليد الأصيلة كالتواصل العائلي، وبين متطلبات الحياة العصرية، التي تفرض على المرء التسوق وقضاء حاجات الأسرة، والترفيه عن النفس قبل بدء أسبوع عمل جديد. سلوك أسبوعي لعل ثقافة العطلة الأسبوعية ليست جديدة على المجتمع المغربي، الذي اعتاد عليها منذ عهد الاستعمار الفرنسي والإسباني بداية القرن الماضي، ولم تتغير من ذلك الوقت، وبقيت العطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، وكانت بالنسبة للكثيرين فرصة لتبادل الزيارات العائلية والتمتع بأشعة الشمس بين أحضان الطبيعة بعد أسبوع من العمل، كما تؤكد خديجة العياشي (موظفة) وتوضح «قضاء العطلة الأسبوعية كان سلوكا وعادة عائلية أسبوعية تتم بشكل تلقائي من دون برمجة، وهي مخصصة لصلة الرحم والخروج إلى الحدائق والمتنزهات، واليوم ومع تزايد ضغوط الحياة اليومية، وتسارع نمط الحياة أصبحنا نتسابق للقيام بكل شيء في العطلة الأسبوعية كالتواصل مع العائلة والتسوق وممارسة الرياضة، والخروج إلى الطبيعة وترتيب البيت وإصلاح أجهزته وحل واجبات المدرسة ومشاكل الأطفال». وتقول العياشي «لم يكن الأمر كما هو عليه الآن، فالمجتمع المغربي المتمسك بتقاليده وعاداته كان يولي اهتماما خاصا بالعطلة الأسبوعية، حيث كانت العائلات تقضي يومها في الغابة، أو على شاطئ البحر، أو في أحد المطاعم لتناول وجبة الغذاء بشكل جماعي. واليوم أصبحت العطلة الأسبوعية مخصصة لإنجاز كل ما نعجز عنه خلال أسبوع». وتشير إلى أن بعض الأزواج يفضلون قضاء العطلة الأسبوعية بشكل منفرد، حيث يفضل الرجال الجلوس في المقهى ومتابعة مباريات كرة القدم، ويخصصون بعض أوقاتهم لممارسة الرياضة، بينما النساء يفضلن ارتياد الحمام المغربي للاستمتاع بفوائده الصحية والجمالية. ترتيب المنزل بالنسبة لشريحة من المغاربة، فإنه لا وجود لثقافة العطلة الأسبوعية، فهم يجدونها فرصة للنوم، والبقاء في المنزل لأخذ قسط من الراحة، وفي أحسن الأحوال القيام بزيارات عائلية أو مجاراة الزوجة والقيام بجولة داخل الأسواق. مستوى الاهتمام يتباين مستوى الاهتمام بالعطلة الأسبوعية من شخص لآخر حسب الظروف العامة؛ فهو مرتبط بمستوى الدخل والوعي والمحيط الاجتماعي، فمثلا الشباب يفضلون القيام برحلات جماعية بعيدا عن مدنهم الأصلية، والموظفون يفضلون تقسيم وقتهم بين زيارة المجمعات التجارية رفقة العائلة والخروج إلى الطبيعة للترفيه والترويح عن النفس. غير إن الإمكانات المادية تشكل عائقا أساسيا في وجه الراغبين في قضاء عطلة أسبوعية مختلفة، فالبعض تفرض عليه الالتزامات المالية، وضيق ذات اليد قضاء نهاية الأسبوع ملازما للمنزل وسط أسرته، وآخرون يكتفون باحتساء فنجان قهوة مع الأصدقاء، ومتابعة مباريات كرة القدم على الشاشة. وبالنسبة للسيدات، فإن العطلة الأسبوعية هي الفرصة الوحيدة لزيارة الأقارب وقضاء يوم كامل معهم، ومنهن من تفضل البقاء حبيسة المنزل لأخذ قسط من الراحة والنوم. إلى ذلك، تقول هدى العرباوي (معلمة) «أيام السبت والأحد بالنسبة لي فرصة لترتيب البيت ورعاية الأبناء، وأخذ قسط من الراحة بعد أسبوع كامل من العمل». وتضيف «الكثير من الموظفات يمضين العطلة الأسبوعية في القيام بالأعمال المنزلية والوقت المتبقي يخصص للتسوق واقتناء حاجات المنزل لمدة أسبوع». وتشير إلى أن بعض الصديقات يفضلن بين الفينة والأخرى الخروج إلى الغابة، أو على الشاطئ لقضاء يوم كامل في الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدينة، وفي المساء يقمن بزيارة العائلة والأصهار. جو الطبيعة إذا كان الإجازة الأسبوعية فرصة للراحة والاستجمام، فإنها بالنسبة للكثير من الطلبة فرصة لأخذ الدروس الخصوصية، ومراجعة مواد الأسبوع المقبل، ومن حين لآخر يحاول الطلبة إيجاد الوقت لممارسة إحدى الهوايات، كلعب كرة القدم، أو الإبحار على مواقع التواصل الاجتماعي، أو متابعة مباريات الدوريين المغربي، أو الإسباني، والمحظوظون منهم يستمتعون بحضور السهرات ودخول السينما. خصوصية الربيع يتخذ القضاء العطلة الأسبوعية في فصل الربيع طابعاً خاصاً، حيث تفضل الأسر الخروج في مجموعات لقضاء بعض الوقت في الفضاءات والمتنزهات، والاستمتاع بجو الربيع في جو عائلي حميم، وزيارة بعض المناطق السياحية، والاستفادة من العيون الطبيعية والمناظر الطبيعة الخلابة التي تميز المغرب في فصل الربيع. ورغم اختلاف الشرائح الاجتماعية في المغرب حول طريقة تمضية العطلة الأسبوعية، إلا أنها تتفق في الخروج من المنزل لتغيير الجو، وتجديد النشاط في فصل الربيع، فلا تقتصر هذه النزهات على شريحة معينة، ولا تقف الإمكانات المادية عائقا أمام الأسر، وتمنعها من الاستمتاع بجو الربيع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©