السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الاعتماد الآمن على المنتجات الحيوانية «ثقافة» غذائية ضرورية

الاعتماد الآمن على المنتجات الحيوانية «ثقافة» غذائية ضرورية
28 ابريل 2014 20:21
حملة التوعية الصحية التي تنهض بها هيئة الصحة في أبوظبي في هذه الآونة ـ في إطار جهودها للتوعية بمخاطر فيروس «كورونا»، وكيفية تجنب العدوى به، ونشر النصائح والتوجيهات السلوكية الإجرائية، والتحذيرات العديدة للحد والوقاية من العدوى، تثير كثيراً من التساؤلات، ولا سيما ما يتعلق بها من علاقة الإنسان بالحيوانات المستأنسة والأليفة، فضلاً عما يعتمد عليها في غذائه من لحوم ومنتجات ألبان متعددة، في ضوء ما يثار من انتقال الفيروسات الخطرة يعتقد أنها حيوانية المنشأ، مثل انفلونزا الطيور، وانفلونزا الخنازير، وفيروس «كورونا»، وحيث تتفق الأوساط الطبية على أنها من أخطر الفيروسات المتحورة حيوانية المنشأ، فكيف يمكن أن نتصور علاقة الإنسان بالحيوانات التي يعتمد على لحومها وألبانها. خورشيد حرفوش (أبوظبي) ليس هناك اختلاف على أن هناك الحيوانات الأليفة مثل الطيور والأسماك والكلاب والقطط والإبل والماعز والأبقار والأغنام تنقل للإنسان أكثر من 200 مرض ما بين فطري، وبكتيري وفيروسي وطفيلي، وكلما زاد معدل وطبيعة الاختلاط، وعدم الاعتماد الآمن على منتجاتها من لحوم وبيض وألبان زادت فرص نقل العدوى والإصابة. الدكتور عصام حامد، استشاري الصحة العامة، يوضح هذه العلاقة، ويقول: « يثير موسم انتقال الأمراض الفيروسية في مثل هذه الأوقات من كل عام مخاوف الناس وهلعهم من انتقال الفيروس إليهم في شكل إنفلونزا متحورة، أو حمى أو غير ذلك من أمراض تصل في كثير من الأحيان إلى درجة الخطورة، وكل الأسباب أو النتائج تنتهي إذا ما اعتمد الإنسان الطرق والأساليب الصحيحة في التعامل المباشر مع تلك الحيوانات، أو عند تناول لحومها ومنتجات ألبانها. وما من شك أن العدوى ستنتقل بشكل مباشر في هذه الحالة، ومن ثم يستوجب الأمر مزيداً من التوعية والتثقيف حول الاعتماد الآمن على هذه المنتجات، لأن ليس بالإمكان القضاء على كل هذه الأمراض والفيروسات، لكن من الممكن أن نحد من انتقالها إلى الإنسان باتباع الكثير من الطرق والأساليب والاحتياطات اللازمة». طبيعة الأمراض يشير الدكتور حامد إلى أن أشهر الأمراض التي تنتقل من الطيور والحيوانات إلى الإنسان ما هو فطري أو بكتيري أو فيروسي، فهناك انفلونزا الطيور، والحمى القلاعية، وجنون البقر، والسعار، والجرب، والقراع، وحمى خدش القطط، والسل، والجمرة الخبيثة، وأمراض التسمم الغذائي، والديدان الشريطية والتوكسوارا، والالتهاب الرئوي، وأميبا الفموديدان، والفلاريا، وعشرات الأمراض الجلدية والفطرية. وفي حالة الأمراض التي تنتقل بواسطة تناول اللحوم ومنتجات الألبان، يراعى عدم السماح باستيراد الحيوانات ومنتجاتها من المناطق الموبوءة، وتشديد المراقبة الصحية على الأسواق والحيوانات، والمسالخ ، وأماكن الحلابة، وأماكن تصنيع المنتجات الحيوانية، ومحطات التلقيح الصناعي. وعند ظهور المرض يجب إحكام إغلاق المناطق الموبوءة ومنع نقل الحيوانات من منطقة لأخرى، والتخلص الآمن من الحيوانات المصابة أو المشتبه بإصابتها والتخلص منها صحياً (بالحرق أو الدفن العميق)، كما يجب التخلص الصحي من المواد الملوثة أيضاً مثل الحليب، والأعلاف ، والروث، وتعقيم جميع الأماكن والأدوات التي كانت تستخدم لهذه الحيوانات». الوقاية أما عن أهمية التوعية والتثقيف الصحي، وكيفية الحد من انتقال العدوى، فيقول الدكتور حامد:« لا سبيل سوى التقيد بالإجراءات والسلوكيات السليمة، واتباع كل ما يحد من نقل العدوى، وأن تصبح هذه السلوكيات ثقافة سائدة لدى كل أفراد المجتمع. وفي مقدمة ذلك عدم تناول الألبان أو المنتجات الحيوانية بعد الحصول عليها من الحيوانات مباشرة، وإنما يجب غلي الحليب غير المبستر لدرجة حرارة مناسبة، والتأكد من طهي اللحوم بشكل جيد قبل تناولها، وفصلها عن الأطعمة الأخرى خلال الحفظ والتحضير، وتجنب تناول اللحوم ناقصة الطهو « الشواء غير المكتمل» أو اللحوم المدخنة، وضرورة غسل اليدين بالماء والصابون عند التعامل مع اللحوم النيئة وإعداد الطعام، وبعد الاحتكاك أو التلامس المباشر لأشياء يشتبه بتلوثها أو عدم نظافتها، والاعتماد على المطهرات ما أمكن ذلك ولا سيما بعد السعال أو العطس أو استخدام دورات المياه، وكذلك قبل وبعد التعامل مع الأطعمة وإعدادها، واستخدام المناديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، ثم التخلص منه في سلة النفايات، وتجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد، فاليدان يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها للأسطح الملوثة بالفيروس ولبس الكمامات في أماكن التجمعات البشرية، أو عند السفر ما أمكن ذلك». ثقافة سلوكية يؤكد الدكتور حامد على أهمية أن يكون البعد الوقائي ثقافة سلوكية سائدة عند جميع أفراد المجتمع، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لعدم انتقال العدوى إلى آخرين في حالة الإصابة، وعند الاشتباه بأي عرض يجب أن يسارع الشخص لاستشارة الطبيب المتخصص، حيث يمكن أن يستخدم العقاقير والمضادات الحيوية للفيروسات التي يحددها الطبيب المعالج، كما ينصح باستعمال «الكمامات» للذين يتعاملون مع المريض، وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين بالماء والصابون، أو المطهرات عدة مرات خاصة بعد العطس والسعال. والتخلص من المناشف الورقية المستخدمة عند العطس على الفور. وفي حال الشعور بالمرض من المهم للغاية عدم مغادرة المنزل والالتزام بالراحة، ويجب على الأشخاص المصابين البقاء داخل المنزل، وعدم الذهاب للعمل أوالمدرسة والامتناع عن التواجد قرب الأشخاص الآخرين، ويراعى عدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين. كما ينصح بوجوب ارتداء القناع الواقي لدى الخروج من المنزل في المناطق الموبوءة، وتجنب السفر والترحال ما أمكن ذلك، والابتعاد عن التجمعات والأماكن المزدحمة. والطبيب وحده الذي يقرر معالجة المرضى دوائياً في حال وجود خطر تفاقم أعراض المرض، ويستحسن عزل المصاب بأي مرض معدٍ في غرفة خاصة، وعدم الاحتكاك به، وعدم استخدام أغراضه ومتعلقاته الخاصة مثل الوسائد والأغطية والمناشف حتى يتم الشفاء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©