الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فن الديكوباج» يعيد الحياة لمقتنيات مهملة لتصبح تحفاً تنشر البهجة

«فن الديكوباج» يعيد الحياة لمقتنيات مهملة لتصبح تحفاً تنشر البهجة
28 ابريل 2014 20:21
تلعب الفنون، قاطبة، دوراً مهماً في إعادة التوازن للنفس التي تتأثر بمعطياتها، الزاهية بالجمال والإبداع، وتختزن في أعماقها إرثاً نابعاً من رغبة المرء في تجديد محيطه باستخدام أدوات وخامات متاحة له، محلقاً بذوقه وفكره في تشكيل قطع فنية أخرى غنية في تفاصيلها، لتشدو بالفن، ما إن تواجدت في ردهات المنزل، مانحة المكان قدراً من الأصالة والثراء. ومن بين هذه الفنون العديدة، نجد «فن الديكوباج»، الذي يعتبر تقنية قديمة جداً، ونظراً لفكرته البسيطة ونتائجه المذهلة، قد انتشر بشكل كبير، وأصبح فناً يمارسه كل من يتقن هذه المهارة، التي بلا شك ستعيد النظر في فكرة التخلص من الأشياء من حولنا، لنبدأ في الاحتفاظ بها كتحفة فنية بديعة، لا يمكن الاستغناء عنها. خولة علي (دبي) حول هذا الفن وتفاصيله، كان لنا هذا الحوار مع خبيرة الديكوباج فاطمة بنت حسين، التي وجدت في هذا الفن مجالاً واسعاً للانطلاق في رحاب الإبداع وتحويل المفردات من حولها إلى قطع نابضة بالحياة، مقدمة توليفة رائعة من المقتنيات والتحف التي أعادت إليها الحياة بعد أن كانت رتيبة وجامدة ومهملة، مستعرضة في بداية حديثها، مفهوم الديكوباج وتاريخ هذا الفن، والذي ابتكره الفقراء لتجديد محتويات وأثاث منازلهم، نظرا لعدم قدرتهم على شراء قطع أثاث جديدة، لذا ابتكروا هذه الوسيلة، من خلال إلصاق أوراق زاهية المنظر، ومن أوراق الجرائد ونحوه وكل ما تطاله أيديهم، وتحاكيه عقولهم من أفكار بديعة ليظهر العمل كتحفة فنية رائعة، تأنس النفس والعين بروعتها وجاذبيتها، وحيويتها في تصاميمها، ورغم أنها تعتمد على عناصر وأدوات بسيطة إلا أنها بحاجة إلى قدر من الذوق في إعادة لصق هذه التشكيلات المزدانة بالرسوم والمناظر المختلفة، من خلال كسب العمل قدراً من التمازج والتناغم في عناصره، وظهوره كوحدة واحدة. قص ولصق الورق وتضيف فاطمة بنت حسين: بمعنى أدق هو فن تزيين الأسطح بأسلوب قائم على قص ولصق الورق، هذا الفن الذي خرج من حي الفقراء ليتواجد بكل قوة، بين طبقات المجتمع، ويمثل حرفة بسيطة جدا في مجملها، ونتائجها تكون مذهلة ومبهرة، فخطوات عمل بسيطة تجعل منها قطعة لا يمكن الاستغناء عنها بين مفردات المنزل. وتلفت فاطمة قائلة: من خلال تقديمي لدورات وورش فنية مختلفة في الديكوباج، لمست مدى شغف المرأة وإقبالها على الحرف الفنية، ورغبتها في جلب الجمال إلى عقر دارها وردهاته الداخلية، والبحث عن قطعة فريدة مختلفة ومميزة، تحظى بها دون غيرها، وتتباهي بها أمام الآخرين، كونها من نتاج أفكارها وإبداعها. فهي هنا تعتمد على ذاتها في أن تطعم مفردات منزلها، وتضع عليها لمساتها التي بكل تأكيد ستمنحها قدرا من الثقة والاعتزاز بما تنتجه. مهارات وتوضح أيضاً، إيمانا ًبضرورة أن تمتلك المرأة مهارة ما، تحقق من خلالها رغبتها في التعبير عن ذاتها، والبوح عما تملكه من قدرات، سعيت لنشر هذه الثقافة بين السيدات والفتيات. وركزت في بعض الأفكار والمواضيع التي لا تخرج عن حدود الضيافة وهي كقطع متواجدة في كل بيت، كالمداخن الفخارية التقليدية التي ألبستها حللاً مزركشة بديعة، وحولتها إلى قطعة فنية تمنح المكان ثراءً وأناقة، منها بعض الأواني والاكواب التي أردت أن تظهر بصورة مختلفة إلى جانب العلب والصناديق التي كانت مهملة، وأصبحت عبر هذا الفن ذات قيمة ومكانة. ولم أنس أن أخاطب عقل الطفل من خلال عرض بعض قطع الحصالات الفخارية مزينة بشخصيات كرتونية محببة للأطفال، رغبة في غرس ثقافة التوفير عند الطفل. في نفس الوقت تكون تحفة رائعة مثالية لغرفة الاطفال. خيال وإبداع وتوضح فاطمة: إن التوقف عند هذا الفن نجد أنه فن قائم بالنسج على منوال الخيال والإبداع والحس الفني، فبخطوات عمل بسيطة يمكن أن تحول أي قطعة إلى تحفة فنية زاخرة، ليس بالضرورة أن يمارس هذا الفن فنان يمتلك مهارة عالية، ولكن لابد أن يعقد المقص ويقص حدود الشكل ثم يضعه في المكان بشكل مدروس. فهذا الفن يفتح لنا باب الأفكار الفنية على مصراعيه، فيمكن أن نملأ بمنتجاته منازلنا وشرفاتنا، وسطوحنا، دون أي تكلفة مادية إلى جانب سهولة وفعالية هذه التقنية التي أدهشت الكثيرين، حيث تبدو الأشكال والرسوم والزخرفة المقصوصة من الورق أو المناديل والمطبوعة أو المثبتة على أي قطعة أو تحفة، كما لو أنه خط بفرشاة فنان محترف، وهذا العمل أيضا يتطلب قدرا من الدقة والصبر والحذر عند العمل في إطاره. لمعة وتوهج وتؤكد قائلة، إن هذا الفن لا تتجاوز تكلفته سوى قطعة من مفردات المنزل، سواء كانت قطعة صغيرة لا تتعدى علبة محرمة أو قطعة كبيرة كقطعة أثاث، ولكن أرى دائما ألا حدود لهذا الفن، فجميع القطع التي بين أيدينا يمكن أن تطعم بفن الديكوباج. إلى جانب تناول أي من قصاصات ورق تعبر عن فكرة او موضوع ما، أو قطعة مزركشة من المحارم الورقية حيث نبدأ بتحديد الشكل أو الرسمة من خلال قصها بعناية ودقة، وبعد أن تتم عملية سنفرة للقطعة التي بين أيدينا، نبدأ بطلي القطعة بطلاء أبيض وهو الأساس ويطلق عليه البريمر، مع العمل على تغطية القطعة تماما بطريقة ناعمة وبمستوى واحد، وما أن يترك ليجف، حتى يتم طلاؤه باللون المطلوب للعمل، ثم نقص ونجهز الشكل المطلوب لتزين به القطعة، ثم تثبت على السطح المحدد للقطعة، بواسطة طلاء خاص، عادة ما يتم دهنها من الوسط إلى الخارج بحذر تام حتى لا يعلق الهواء فيه، ويشوه العمل، وبعد أن تجف القطعة، يتم تغطيتها بمادة عازلة تحميها من الماء فلا يتأثر العمل عند غسله أو تنظيفه، وفي الوقت ذاته فهو أيضا يكسبه لمعة وتوهجاً. نشر الحيوية والبهجة بالمنزل تشير فاطمة بنت حسين قائلة: يمكن العمل على مختلف الأسطح سواء كانت من الخشب أو السيراميك، الخزفيات، الزجاج، المعدن الشموع، البلاستيك، والمنسوجات، فلا حدود لاستخدام تقنية فن الديكوباج، ولكن لكل سطح من هذه الأسطح تقنية نوعاً ما مختلفة عن الأخرى. ولكن أسلوب العمل يبقى واحداً، كما أن هناك تأثيرات أيضا يمكن إضافتها على العمل كالتعتيق أو استخدام تقنية الاستنسل واستخدام أيضا خامات أخرى تزيينية كاللؤلؤ والكريستال والمحار والكثير غيرها، فيمكن لأية سيدة أن تنشر الحيوية والبهجة في منزلها من خلال التعرف إلى تقنية الديكوباج، وان تنطلق في مجالاته الواسعة من دون توقف، لتكسب منزلها ثراء وتميزا من نوع آخر. داعية السيدات للإقبال على هذه الفنون التي يستطعن من خلالها أن يصبحن مصممات لقطع فنية في بيوتهن، وأن ينشرن لمساتهن في ثناياها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©