الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الدان» عنوان لأصالة الفنون القديمة في الساحل الشرقي

«الدان» عنوان لأصالة الفنون القديمة في الساحل الشرقي
28 ابريل 2014 20:19
ياسين سالم (الفجيرة) أبهر الحضور بكلماته الشعرية التي قدمها بقالب تراثي أصيل في فن الدان، وهو من الفنون الإماراتية القديمة، التي عرضتها جمعية دبا للثقافة والفنون في مهرجان تراث الإمارات الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الأسبوع الماضي في الفجيرة، وبالإضافة إلى كونه أحد المراجع التراثية المهمة وبالأخص في الفنون الشعبة. الشاعر والمرجع التراثي خميس عبدالله خميس الخديم الذي كرمته وزارة الثقافة بكونه من الرواد ولدوره في التمسك بالموروث الأصيل، وهو في العقد السابع من العمر ومن شدة حبه لهذا الموروث أصبح بالنسبة له كالهواء يتنفسه، ويقول التراث يجري مجرى الدم في عروقي. وقبل الولوج في تفاصيل حب الخديم للتراث، لا بد من الإشارة ولو باختصار باندماج الخديم كشاعر مغرم في فن الدان، وهو يردد على الحاضرين كلماته الشعرية: تحيا بلادي والشبان ليفيها.. من صاح منيورها أتذكر ماضيها.. أمر الحكومة علينا نحيي الماضي.. وكلما تذكرت ذاك الزمان الدمع من العين فاضي. والجميل أن الخديم لا يلقي كلماته في فن الدان بشكل جامد أو عابر أو جالس على كرسي بل يتردد على الأفراد فرداً فرداً يبلغهم جملة جملة، وهذا المرور على المشاركين في الدان أحد أركان اكتمال هذا الفن ولا يصح دونه ويمسك الخديم أو ما يعرف بالمطرق خيزران مطلية بالحناء مرصعة بالفضة، وهو منسجم مع النغم والصفوف تتمايل حوله من فرط الطرب على إيقاع الكاسر، وهو ركن أساسي آخر لا يكتمل هذا الفن إلا به وهو طبل صغير في حجمه كبير في معناه ودوره وتأثيره في فن الدان كما يقول الخديم. ويضيف أن هذا الفن من الفنون الإماراتية الأصيلة ومصدره مناطق الساحل الشرقي، وهو من الفنون التي ينحني فيها الأشخاص أثناء الأداء بشكل كبير ولافت، وهنا يصمت الشاعر الخديم ويسترجع قول الشاعر الإماراتي الكبير راشد بن سالم الخضر في رائعته المشهورة: ياني خطه وسط قرطاسي.. ونحنيت أقبل حروفه.. أرفع كتابه علو راسي.. مثل تاج الملك وزفوفه، هذا الوصف الأدق لفن الدان حسب الشاعر الخديم. والانحناء في فن الدان هو الركن الأساسي في الأداء، فهو يعني في الفنون، الاندماج التام لا سيما إذا حضر أصحاب الخبرة وأهل الاختصاص بهذا الفن الذي بدا يتوارى. الوالد خميس الخديم أشار إلى أن الشخص الذي يقول الشعر في فن الدان يطلق عليه المطرق، وتختلف كلمات المطرق بين مدح وذم وحماسة وفخر، ويشترك في أداء فن الدان الرجال والنساء، ويشكلون صفين يقابل أحدهما الآخر ويفصل بينهما طارقو الطبول، حيث يمتاز هذا الفن بكثرة الحركة وبالأخص حامل الكاسر الذي يرفع الطبل إلى الأعلى ليتجاوز الرأس، ومن ثم ينحني حتى يكاد الطبل يلامس الأرض، ويقابله انحناء أفراد الصف والعودة مرة أخرى إلى الوضع الطبيعي. وهكذا تتواصل سمفونية الدان وسط إعجاب وتفاعل الحضور، وإشار الشاعر والمرجع التراثي خميس الخديم إلى أن هناك الكثير من الفنون منها الونة والردحة والعارضة والرزفة والوهاو والحدو والعيالة والسحبة والتطريحة والتغرودة والوهابي، وعلى جيل اليوم ألا يتخلى عن ماضيه الذي يشكل أساس لجوهر الاهتمام بالهوية الوطنية، حيث إن مجتمع دولة الإمارات زاخر بالتراث والفنون الشعبية، واهتمام الدولة نابع من حرص القيادة على إحياء تاريخ الأجداد. ويرى الخديم من خلال هذه المهرجانات والقوافل الثقافية أن هناك اهتماماً جيداً بحفظ التراث والعناية بالموروث، فمثل هذه الاحتفالات تساعد على نشر التراث وتعريف الأجيال المتعاقبة بهذا الموروث، ويتمنى من المدارس عدم إغفال هذا الجانب، وأن تكون هناك حصص أو دورات وورش منتظمة لتسليط الضوء على الموروث الشعبي والاهتمام بتاريخ الأجداد، استناداً إلى أنه من ليس له ماض، ليس له حاضر أو مستقبل، وإلى نهج المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لعلمه التام بأهمية ومكانة الماضي، وضرورة المحافظة عليه لما يشكله من اعتزاز وفخر لأبناء الوطن. وعبر خميس الخديم عن امتنانه العميق لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على تكريمها له، وقال من واجبنا الاعتزاز بماضينا والمحافظة على كل ما يتعلق بالموروث الشعبي الأصيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©