الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لو لم يكن الوباء موجوداً.. لاخترعه الروائيون

لو لم يكن الوباء موجوداً.. لاخترعه الروائيون
18 نوفمبر 2009 22:18
اختلقها ساراماغو وباموك والغيطاني والراهب والطاهر وطار لو لم يكن الوباء موجوداً.. لاخترعه الروائيون شهيرة أحـمد بغض النظر عن صحة أو كذب الادعاء بأن وباء "انفلونزا الخنازير" قد تفشى بفعل فاعل، أو أنه كارثة جديدة ألمت بالعباد في عصر لم تعد فيه الحدود قادرة على منع الأوبئة من التسلل.. فإن الثابت والأكيد أن خوسيه ساراماغو وكل الروائيين الذين سيلونه في هذا المقال، اخترعوا أوبئة ونشروها في رواياتهم. وكأن كل الأوبئة السابقة لم تعجبهم، أو وجدوا أنها أنهكت كتابة ورواية فلم تعد قادرة على قول المزيد. لهذا قرروا أن يخترعوا أوبئتهم الخاصة، على طريقة نزار قباني (الحب في الأرض بعض من تصورنا/ لو لم نجده عليها/ لاخترعناه)، مع تعديل بسيط يقضي بوضع كلمة الوباء مكان كلمة الحب. خوسيه ساراماغو في روايته “العمى” افتعل وباء سوريالياً، مريعاً، فتاكاً ليطلقه في المدينة ويصيب كل من فيها بالعمى، عمى أبيض يحجب الرؤية ويعطل البصر والبصيرة، ويخرج الرغبات العدائية المكبوتة لدى البشر الذين فقدوا أخلاقيتهم بالكامل، وتعروا تماماً بكل بشاعة أمام الموت، واستباحوا كل شيء من أجل البقاء على قيد الحياة. مدينة رهيبة، عمياء، بلا ضوابط ولا أخلاق، متاهة حقيقية تشهد التفجر الغرائزي في أقصى تجلياته بشاعة، وتكشف عورات الإنسان المغطاة بمزاعم أخلاقية فيما هي جوفاء فارغة وبلا معنى. بشر محكومون بخوفهم الغرائزي من الموت الآتي، الغول الذي لا يقبل المهادنة ولا المساومة، والعمى المطلق الذي يصادر كل سلطة أخرى غير سلطته. وباستثناء امرأة واحدة، تركها الروائي مبصرة لكي يوصل من خلالها شيفرة النص، لا أحد في المدينة يرى. مدينة من عميان يتخبطون في الفوضى والارتباك وغياب البصيرة. يعيشون محنة العمى العضوي الذي سرعان ما يصعده الروائي ليصبح بنتائجه وتجلياته عمىً مجازياً يرمز إلى الجهل الذي يبدو عمىً كونياً يبلغ معه الإنسان لحظة العري المريعة، والانكشاف المطلق أمام العمى الحقيقي، عمى الداخل، عمى الروح وعمى البصيرة. وفي معرض وصفه لما أصاب الناس من وباء، يعبر الروائي بكل مهارة إلى فكرته أو بؤرة نصه السردي الباهر، ليقيم محكمة فكرية للإنسان وللبشرية الغارقة في العمى والاستبداد والانحراف الأخلاقي والاستسلام لمنطق الأقوى واستغلال القوي للضعيف، والفوارق الطبقية بين الشعوب، لتصبح (المدينة) مجرد صورة مصغرة عن (العالم)، وتصبح (الوحشية) المتبدية من أبطال الرواية صورة لوحشية الكائن، مطلق الكائن البشري، وكأنها (الإنسانية) جثة متعفنة تماماً مثل الجثث التي تركها العماء مرمية على طرقات المدينة الموبوءة. هذه الرواية، التي تشيد قصيدتها الهجائية الهائلة للحضارة المعاصرة/ الجاهلة رغم تقدمها العلمي، الفارغة من البعد الأخلاقي، تصل إلى أقصى السوداوية وتبلغ الذروة الروائية حين يختتم ساراماغو روايته بإعادة البصر للناس واحداً تلو الآخر، فيُسرُّ الناس كثيراً وينزلون إلى الشوارع فرحين، يعودون إلى سيرتهم الأولى كأن شيئاً لم يكن، لكن المفاجأة/ حكمة النص تأتي على لسان المرأة الوحيدة التي ظلت مبصرة وشاهدت كل الفظاعات التي حدثت حين تقول في لحظة تجل رؤيوي: “لا أعتقد أننا عمينا، بل أعتقد أننا عميان، عميان يرون، بشر عميان يستطيعون أن يروا، لكنهم لا يرون”. والمعنى، أن هذه التجربة المريرة، الرهيبة، تبدو ضرورية لتغير البشرية قناعات كثيرة وأخلاقيات أكثر، لكي تصل إلى بر الأمان، فما حدث أن المجتمع “الأعمى” الذي يقوده “عميان” يصل إلى الهاوية وينتظره الموت أو الوباء، ولا نجاة له إلا بأن يقوده “مبصرون” بالمعنى العميق لكلمة الإبصار و”مستبصرون” وليس مجرد بشر يرون بعيونهم. وفي روايته “ثلج” يفتعل الروائي التركي أورهان باموك هو الآخر مرضاً غريباً يصيب النساء لكي يدين جملة من الأفكار النظرية النمطية التي تحكم تصورات المجتمع، خاصة الرجال عن المرأة، ويناقش التفرقة والتمييز ضد النساء، ويضع نمطية التفكير الذكوري على مشرحة المساءلة المنطقية في ثوب إبداعي رقيق وشفافية عالية. لا مكان هنا للتنظيرات أو الخطابات بل بحيلة موفقة ومبررة تماماً يصل باموك إلى مراميه. أما الوباء المفترض فهو سريان ظاهرة الانتحار بين النساء كالوباء، بعد مجيء فتاة من قرية باطمان التي ينتشر فيها الانتحار إلى قارص. تماماً كما في المرض ثمة شخص مريض، سبب أول، ثم ينتقل المرض بالعدوى. ويبدو أن كثيرا من الفتيات يعتبرن قرار الانتحار نوعا من ردة الفعل نحو الدولة المعارضة للانتحار، ونحو الآباء، والرجال، والوعاظ. هذا عصب الرواية أما معمارها فيقوم على علاقة حب بين البطل والبطلة التي تعيش في قارص ويذهب البطل للبحث عنها والزواج بها بعد فراق عشر سنوات، ولكي يدخل إلى القرية يحصل من صديقه على بطاقة صحفي تتيح له أن يكتب تقريراً شاملاً عن أسباب ظاهرة الانتحار وتداعياتها، وفي ثنايا السرد يناقش باموك بكل تلقائية ووعي الفكرة التقليدية السائدة في المجتمع عن المرأة، والنظرة الذكورية النمطية لها، وحقوق النساء، والحجاب، وضرب الرجال للنساء، ويأس النساء من المستقبل، ومشكلات الأقليات، وحقوق الإنسان، والفقر، والإسلام السياسي، وغيرها مما يسعى كروائي إلى وضعه في دائرة النقد والجدل. وتظهر الرمزية في أعلى تجلياتها في رواية “وقائع حارة الزعفراني” لجمال الغيطاني، الذي يلجأ إلى “العجز الجنسي” ليشيد نقده أو هجاءه العارم للإنسان المعاصر وحضارته العاجزة الواهنة، هذا الوباء الذي ينطلق بسبب “رقية” سحرية يصنعها شيخ منزو في حجرة صغيرة، ويتفشى مهدداً العالم وليس بقعة جغرافية بعينها. ولعل الغيطاني أراد بهذا أن يوجه نقده للحضاره البشرية ومفاعيلها الكونية وليس لمجتمع بعينه، لهذا جعل العالم كله مسرحاً لنشاط وبائه الغريب، بكل ما يحمله من دلالات فناء الجنس البشري، الفناء المادي الذي يترتب على “العجز الجنسي” العضوي، والفناء المعنوي/ الكوني الذي ينشأ بسبب العطب الشامل للحياة التي ما إن ينعطب جزء فيها حتى يصيب العطب كل شيء. ويمكن للناقد أن يذهب مذاهب شتى في تأويل مدلولات هذا العجز الذي يمكن أن ينسحب على المستوى الحضاري والسياسي والأخلاقي والذي يكشف قشرية الواقع الإنساني وعريه وهشاشته. في سياق آخر، لا نجد ملامح مادية للوباء الأخلاقي، إذا جازت التسمية، الذي يخترعه هاني الراهب في روايته: “الوباء” لكننا نلمس ونرى فعله في كل ما يحتوي عليه (الشير)، تلك الفسحة المربعة بين كتلتين من الجبال، التي تدور فيها أحداث الرواية، بل وأحداث الحياة نفسها ممثلة بالموت والولادة وما بينهما من تبدلات وجودية، فيما الحياة تعلن حكمتها الأزلية في نوع من الحركة الدورانية التي مرت بها عائلة سنديانية أتت من مكان يمتد بين الصحراء وبلاد الشام. كل شيء يتغير، يموت أناس ويولد آخرون، بينما الحياة سادرة وتكرر نفسها بكثير من اللامبالاة وقليل من الحكمة التي لا تكفي لتفسير ما يجري. وعلى مدى قرنين نقرأ فيها تحولات التاريخ وانتقالات المجاميع البشرية في ترميزات تخلق في الوقت نفسه التحولات السردية، وتبديات الصراع والخلافات مع موت الجد الأكبر “السنديان” والبدء في توزيع تركته (الأرض) لتنكشف دخائل الناس وتطفو عيوبها المستترة على السطح. ومع تواصل الروي تتبدى ملامح الوباء الذي نبتت بذرته في بقعة جغرافية صغيرة لم يكن لها وجود في الخريطة ونمت فحركت مجتمعاً بأكمله، بمعتقداته وتطلعاته وإحباطاته ونزواته وعذاباته. ثم اتسعت مساحة الشير عن طريق الهجرة والتشرد لتضم مدناً وقرى وبلداناً عربية ليجد القارئ نفسه أمام وطن يمتد من الماء إلى الماء، وعالماً واسعاً يتقصى الروائي نقاط الخلل في تكويناته وبنيته مشرحاً بعض الملامح المفصلية التي ساهمت في هذا الضعف السياسي والتراجع الفكري والإنساني. ولا يحتاج المرء إلى كثير ذكاء أو حصافة لكي يدرك أنه أمام سيرة التفكك السياسي والتخلف الحضاري والاستقواء الاستعماري الذي ربما لا تكون أسبابه دائماً خارجية. ‏ في قرية عين المعقال فضاء روايته “حروف الضباب” وجد الجزائري الخير شوار بيئة مناسبة لانتشار وباء غريب ولكثير من الفانتازيا. أما الوباء المجهول فجاء مع الوافد الغريب عن القرية ليعم أهل القرية جميعهم، ويشيع الفناء في كل ما حوله، وأما الفانتازيا فتتمثل في استحضار الكاتب لأحداث آخر الزمان وعلامات الساعة: المسيح الدجال الذي سوف يظهر مصحوباً بخراب وفناء يعم العالم، وما يرتبط به من قصص وحكايات يوظفها الروائي ناسجاً حلته السردية التي تصور أحداث ما قبل القيامة وترسل رسالة تحذيرية لعالم غرق حتى أذنيه في الظلم والجشع. كذلك يبرز الوباء في رواية “الوباء” للروائي محمد احمد العلي الذي نلحظ في مدونته الروائية انشغالاً بمصير الإنسان الحديث ونفساً تحليلياً لعرض التصرفات البشرية واستكناه محركاتها النفسية، خاصة أن هذه الثيمات شهدت اتجاها خاصا في كتابة الرواية المتطامنة مع الموت كمصير ولكنه موت لا يقوم على الفقدان الجسدي بل على الايمان الروحي بالحياة القادمة، حياة ما بعد الموت باعتبارها الحياة الخالدة التي ينبغي أن تكون. وفي رواية “الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي” للروائي الطاهر وطار يتخذ الوباء شكل لعنة أو موجة من الظلام والسواد تغطي المنطقة العربية أولاً ثم العالم الإسلامي ثم الكرة الأرضية، فيلجأ الولي إلى مقامه ليجد الوباء في انتظاره عبر شاشة عملاقة تنقل ذلك الحدث الفانتازي المثـير الذي حيَّر العالم، في إشارة إلى الانفتاح الاتصالي الذي غمرتنا به منجزات العولمة و”بركات” الأتمتة، ولم ينج منه أحد. في هذا المناخ الذي يحتمل كل شيء، ويقبل كل غرائبية ممكنة، تسعى الرواية إلى تشخيص الراهن العربي في قالب ساخر يلتقط المفارقات التي يتخبط فيها هذا الواقع، وما يعيشه من اللايقين واللامعنى التي نجمت عن أحداثه المتسارعة وخيـباته المتوالية وهزائمه التي لا تنتهي. لكن خطاب الرواية لا ينتهي هنا، بل فجأة يحدث تحول هائل ومفاجئ، وبالفانتازية نفسها التي حل بها الظلام يعود النور فجأة، من دون مقدمات، تلك العودة التي صاحبتها مجموعة من التحولات التي ستصيب المنطقة العربية أهمها نضوب النفط الذي يتكئ عليه الراوي ليحكي لنا وقائع المستقبل الغريبة في أجواء لا تخلو من سخرية مرة ونبرة نقدية لكل المفارقات التي يحفل بها الواقع العربي. تلك كانت أوبئة الروايات، أما الوباء الحقيقي/ انفلونزا الخنازير الذي “يشرق ويغرب” هذه الأيام في الأرض، ناشراً الهلع والذعر في كل مكان، فلم ينل حظه بعد من الكتابة الأدبية، وربما يمر وقت طويل قبل أن يتحول إلى ثيمة روائية أو عمل إبداعي يوظف على النحو الذي تم فيه توظيف غيره من الأوبئة التي ضربت البشرية على مر تاريخها الحافل... ومن يدري، ربما يأتي من الروائيين من يكتب عن عصرنا “هجائيات أكثر شراسة” من تلك التي عبرت عنها أعمال روائية كثيرة نتقصى هنا بعض نماذجها، وإلى أن يحدث ذلك، سيبقى شعبان عبد الرحيم أو شعبولا حامل قصب السبق في “تخليد” إنفلونزا الخنازير” في ساحة الغناء العربي العصماء... وإيييييه. الملائكة.. وخيول الموتى! أكاد أجزم أن الشاعرة الرائقة، نازك الملائكة، التي حازت من اسمها نصيباً غير قليل، لم تكن تعلم أن “الكوليرا” التي وهبتها قصيدة مفصلية في حركة الشعر العربي الحديث، بها يؤرخ لبداية الشعر الحر، سوف تتوفر على أكثر من مفارقة شخصية وثقافية، أهمها أنها ستفتح الباب واسعاً لوباء من نوع آخر، سيضرب مفاصل القصيدة العربية بعد سنين عدة، لينشر نوعاً من “الكتابة اللاشعرية” التي تجري نسبتها ظلماً وعدواناً إلى الشعر، بكثير من التواطؤ النقدي وغير قليل من الانحياز للصداقات والإخوانيات على حساب الشعر، ويتم تناولها باعتبارها قصيدة نثر وهي لا تمت بصلة أو قرابة إلى الشعر ببحور أو من غير بحور. هذا الوباء الذي يمكن أن يسميه المرء “الاستسهال الإبداعي” ويمكن أيضاً الاستغناء عن حرفي السين والتاء من دون أن يختل المعنى، سوف يطيح عموماً بما اشترطته الملائكة نفسها، من ضرورة توفر الوزن والقافية في أي شعر لكي يكون شعراً. على أن هذا ليس ذنب الملائكة، وإنما هي “المفارقة”، وما أكثرها في حياتنا، أو “فعل الكوليرا” التي تمتلك القدرة على إفساد وإمراض حتى الشعر، فالشاعرة كانت ترى في القصيدة فتحاً جديداً وأنها “ستغير خريطة الشعر العربي” (كما تقول هي نفسها في معرض حديثها عن ظروف وطقس كتابتها لهذه القصيدة) ولم تنزع من قريب أو بعيد، بوعي أو من غير وعي، إلى بث بذور هذا الوباء الشعري. بيد أن الناقد الدكتور عبد الله الغذامي، يجد في قصيدة الكوليرا شيئاً آخر غير القتل والموت، ويشير في كتابه “تأنيث القصيدة” إلى أنه في “عام 1947 وقعت الكوليرا في مصر، وهناك في بغداد وقعت كوليرا أخرى. إحداهما مرض قاتل وموت، والأخرى انتفاضة ومشروع إحياء”، وهكذا يجد الغذامي منافع أخرى لـ... الكوليرا. ويذهب الغذامي في تحليله لأهمية القصيدة وما توفرت عليه من رموز إلى اعتبار أن “نازك” المرأة الأنثى حطمت أهم رموز الفحولة وأبرز علامات الذكورة وهو عمود الشعر، مقدماً قراءة مهمة، لا أملك شخصياً إلا الإعجاب بها، وبعدالتها في تناول الإبداع الأنثوي، خاصة وأن العدل ثيمة غائبة فيما يتعلق بالكتابة عن قدرات المرأة المبدعة بعيداً عن الأنوثة. أما أمير الحلو فيدعو (ساخراً متهكماً) الكتاب والشعراء العراقيين، بعد أن يذكر فضل الكوليرا على نازك الملائكة وماركيز، إلى تحويل الواقع إلى أجواء شاعرية أو روائية وأن يكتبوا (زمن الكوليرا) من جديد، في إشارة إلى ظهور مرض الكوليرا في بغداد مؤخراً. ويضيف باحثاً عن منافع مستورة قد لا تكون ظاهرة للعيان: “قد يكون المقصود من عدم تعقيم مياه الشرب وخلق بيئة صالحة لانتشار مرض الكوليرا هو حث الشعراء والكتاب على استلهام الواقع والصور المؤلمة لعكسها في إبداعاتهم”، مقترحاً أن يعقد الشعراء الشعبيون مؤتمراً يلقون فيه قصائد عن مرض الكوليرا، منتقدين الماء (وليس المسؤولين عن تصفيته وتعقيمه)!. والحال، لم تكن نازك تبحث عن مجد حين كتبت قصيدتها، بل كانت غايتها مواساة أهلها في مصر الذين فتك بهم المرض، ولم تجد سوى الشعر يعبر عن مشاعرها الهائجة وعواطفها الدفاقة، كتبتها مرة ولم تقتنع، وثانية ولم تقتنع، وثالثة فكانت هي القصيدة المبتغاة، والتي تقول إنها استلهمت فيها وقع أرجل الخيل التي تجر عربات الموتى، ومن هنا ربما، جاءت القصيدة مغايرة للمألوف الشعري، فانتصرت نازك على جبهتين: جبهة الشعر التي حققت فيها انتصاراً وسبقاً لم يكن من السهل تحقيقه فما بالك بالريادة التي سجلتها باسمها بكل جدارة، وجبهة المرض الذي “صرعته” بسيف الشعر الباتع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©