الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برلسكوني... هل ينسحب من الحياة السياسية؟

برلسكوني... هل ينسحب من الحياة السياسية؟
19 ابريل 2011 21:41
هل بدأ أحد رجالات الدولة الأوروبيين الأكثر لفتا للانتباه وإثارة للجدل يستعد للتقاعد عن السياسة أخيراً؟ رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أثار الدهشة والذهول في إيطاليا هذا الأسبوع عندما أعلن عن نيته عدم السعي وراء إعادة الانتخاب بعد انتهاء ولايته الحالية في 2013. كما أعلن أنه لن يترشح للانتخابات الخاصة برئاسة الدولة، مثلما راج على نطاق واسع مؤخراً. ولكن على الرغم من أن برلسكوني غارق في فضيحة تتعلق بادعاءات من بينها دفع المال لمومسات، إلا أن الأمر يتعلق برجل سبق أن شبَّه نفسه بنابليون ويسوع وسوبرمان (الرجل الخارق) من قبل. ولذلك، فإن قلة قليلة من الإيطاليين فقط يتوقعون أن يرحل عن عالم السياسة فعلاً ويتقاعد. تصريحات برلسكوني المتعلقة بمخططاته ومشاريعه المستقبلية تم الإدلاء بها في حفل عشاء أقيم على شرف الصحافيين الأجانب الاثنين قبل الماضي، وكان يفترض أن تكون تصريحات "بين الأصدقاء وغير رسمية"، غير أن تعليقاته سرعان ما جرى تسريبها ووجدت طريقها إلى وسائل الإعلام، التي باتت تولي اهتماماً كبيراً لكل خبر يمت لبرلسكوني بصلة. وتشير هذه التسريبات إلى أن سيلفيو برلسكوني، الذي شغل منصب رئاسة الوزراء في إيطاليا لأول مرة قبل 17 عاماً ويوجد اليوم في ولايته الثالثة في هذا المنصب، قال إن وزيره في العدل أنجيلينو ألفانو يمكن أن يخلفه. وفي هذا الإطار، نُقل عن برلسكوني قوله:(إذا كانت ثمة حاجة إلي باعتباري "الأب النبيل" للانتخابات، فإنني سأفعل. إذ يمكنني أن أكون الاسم الذي يتصدر القوائم الانتخابية لحزبي، ولكنني لا أريد دوراً مهماً). كما نفى شائعات راجت طويلاً خلال الآونة الأخيرة، وتفيد بأنه يتطلع إلى أن يصبح رئيساً للبلاد، مشيراً إلى ذراعه اليمنى "جياني ليتا" يعد مرشحاً مناسباً أكثر لهذا المنصب. غير أنه قد يكون من السابق لأوانه بعض الشيء أن يبدأ منتقدو رئيس الوزراء في الإشارة إلى تقاعده، ولاسيما أن أحد المقربين منه بدأ يلمح منذ الآن إلى أن إعلان رئيس الوزراء ينبغي أن يتم التعاطي معه بحذر، حيث قال دنيس فيرديني، وهو مساعد مقرب من رئيس الوزراء وعضو قيادي في حزبه، "شعب الحرية" المحسوب على يمين الوسط، إن الأمر قد يتعلق بخطة أو مناورة تهدف إلى حشد بعض الدعم من أجل محاولة أخرى للفوز في الانتخابات الوطنية. وفي هذا الإطار، قال فيرديني لصحيفة "لاستامبا": "إنه (برلسكوني) يرغب في أن يقول له الناس: لا تقم بذلك يا رئيس الوزراء، رجاء ترشح من جديد". والواقع أنه حتى المتحدث الرسمي باسم برلسكوني قلل من شأن التصريحات التي صدرت عن رئيس الوزراء الإيطالي، إذ قال إنها كانت مجرد أفكار وتأملات "افتراضية". ويقول عدد من المعلقين إنه في حال لم يترشح برلسكوني للانتخابات المقبلة في 2013، فإن حزبه سيواجه صعوبة كبيرة، لأنه اقترن باسم برلسكوني، وذلك على اعتبار أن هذا الرجل هو من أسس الحزب، وشكَّّّله، وبات يجسده. ويقولون أيضاً إن رئيس الوزراء جد طموح لدرجة يصعب معها تخيل أنه سيرغب في الانسحاب من السياسة والتقاعد. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول "روبيرتو داليمونتي"، المتخصص في العلوم السياسية بجامعة لويس في العاصمة روما: "في الحقيقة لدي اعتقاد قوي بأنه يرغب في أن يصبح رئيساً للبلاد"، مضيفاً "إن السن ليست مشكلة – فهو يفخر بأن لديه طاقة وحيوية رجل أصغر سنا منه. ولكن الولاية الرئاسية تستمر لسبع سنوات، ما يعني أن برلسكوني سيكون في الثالثة والثمانين من عمره، ولكن ذلك ليس أمراً غير مألوف بالمقاييس الإيطالية". ومن جهة أخرى، يتساءل عدد من المحللين بشأن اختيار برلسكوني لوزير العدل أنجيلينو ألفانو ليكون خلفاً له، وذلك بالنظر إلى أن الانقسام بين شمال إيطاليا وجنوبها مازال أعمق من أي وقت مضى، وانحدار "ألفانو" من جزيرة صقلية يمكن أن يجعله اختياراً ممقوتاً بالنسبة لرابطة الشمال. والجدير بالذكر في هذا الإطار أن الرابطة، التي تعد الشريك الأساسي في ائتلاف برلسكوني الحاكم، ترغب في استقلال ذاتي أكبر بكثير لشمال إيطاليا الغني على حساب المناطق الجنوبية للبلاد مثل صقلية، التي تنظر إليها باعتبارها ضعيفة وفاسدة وغير مسؤولة. وعلى نحو معبر ويشي بالكثير، أعلن برلسكوني أنه سيتخذ قراره بناء على استطلاعات الرأي؛ وهو أمر من شأنه أن يمكنه من أن يقول في غضون بضع سنوات إن إصرار أنصاره ومطالبتهم له بالاستمرار في العمل السياسي جد قوية لدرجة أن لا خيار لديه سوى الترشح للانتخابات للمرة الرابعة. نيك سكوايرز - روما ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©