الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استيقظا من غيبوبة المخدرات على وفاة زميلهما

10 أغسطس 2016 23:53
السيد حسن (الفجيرة) اتفقوا على اللقاء، وما إن التقوا، حتى بدأت رحلتهم الخطرة في التعاطي الذي لا يقتصر على الحشيش، ولا الأفيون، ولا المؤثرات العقلية بكامل أنواعها، وإن ضاقت أيديهم وشحت نقودهم، لجؤوا إلى أنواع خطيرة من التعاطي لا يعرفها إلا من له في هذا الكار الملعون باعٌ طويل. بلغ التعاطي معهم مداه، وكانت أنفاس ثلاثتهم تروح وتغدو معاً، إلا في تلك المرة، فقد توقفت الأنفاس وحُجبت تماماً عند أحدهم، ولأن السكارى والمتعاطين والمساطيل دائماً لا يدركون حقيقة الأشياء في حينها، فقد نهضوا، وهم لا يعلمون أن ثالثهم فارق الحياة، صاحوا عليه ليلحق بهم، دون جدوى. عادا إلى صديقهما المُسجى على الأرض، أخذا يقلبان الجثة، ولا شيء يؤكد لهم أنه ما زال حياً، أصابهما الذعر والقلق، جلسا وقد أنهكهما السهر والتعاطي، وأصابهما أمر صديقهما بالدوار، وشعرا أنهما قد عادا لرشدهما واستفاقا من التعاطي، وبات في رأسيهما عقلان يفكران، كيف يتصرفان؟ واستقرا على حمل الجثة في السيارة، مستغلان ما تبقى من سواد الليل ليختفيا تحته، وسارا إلى جانب مظلم أمام طوارئ مستشفى الفجيرة، تسللا من السيارة وسحبا جثة صديقهما ووضعاها في ركن تخفيه ظلال الجدران، وما إن يطل الصباح وتنتشر أشعة الشمس، حتى يراها العابرون والسابلة واضحةً أمامهم، ثم وليا الأدبار متخفيين في عجلة من أمرهما، وكأن شيئاً لم يكن. بدأت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، بعد ضبط المتهمين الصديقين للمتوفى، اعترفا بوجودهما في المكان، وأنهما قاما بحمل الجثة ووضعها في هذا المكان. أحالت النيابة العامة القضية لمحكمة الجنايات، وجاء في قرار الإحالة لهما، إخفاء جثة المتوفى، ولم يبلغا السلطات بوفاته نتيجة تعاطيه المخدرات، كما وجهت لهما تهمة التعاطي. وفي محكمة أول درجة حصل المتهمان على البراءة، وأدينا بغرامة ألف درهم على تعاطيهما المخدرات، وأيدت محكمة الاستئناف الحكم، برئاسة المستشار محمد سعيد الزعابي، وعضوية المستشارين حسن عثمان وعادل يحيي. وجاء في حيثيات حكم البراءة على المتهمين، انتفاء الركن المادي والمعنوي للجريمة، وأن المتهمين قاما بإخفاء الجثة في مكان عام ومعلوم للجميع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©