بدرية الكسار (أبوظبي) - طالب الدكتور محمد عتيق الفلاحي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، بأن تكون “المسؤولية الاجتماعية” بنداً ثابتاً في أجندة عمل الشركات والمؤسسات، مشيراً إلى أهمية مساهمة أفراد المجتمع المادية أو من خلال المشاركة في الأنشطة التطوعية المختلفة في هذه المسؤولية.
جاء ذلك أثناء كلمته لدى افتتاح أعمال “مؤتمر المسؤولية الاجتماعية بين التنافسية والابتكار لدول مجلس التعاون، والتي بدأت أمس في أبوظبي بفندق سانت ريجس بجزيرة السعديات، برعاية هيئة الهلال الأحمر.
ويهدف المؤتمر إلى نشر وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية في منطقة الخليج العربي والتأسيس لنموذج اقتصادي جديد، يحقق منفعة المجتمع، ويرتقي بالأفراد.
وفي بداية كلمته، نقل الفلاحي للحضور تحيات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس الهيئة، وتمنيات سموه للمؤتمر بتحقيق أهدافه في مجال ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية وتطوير آلياتها لخدمة المجتمع والبيئة، بهدف تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد الأمين العام للهيئة أن رعاية المؤتمر تأتي جزءاً من مبادرات الشراكة مع الهيئات والمؤسسات والشركات ورجال الأعمال لتفعيل مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى قطاع الأعمال العريض، دعماً لمسار تنمية المجتمع والبيئة، وتحقيقاً للتوازن والتكامل بين التزام الشركات تجاه المجتمع واهتمامها بتحقيق الأرباح.
ويناقش المؤتمر 4 محاور رئيسة، هي واقع المسؤولية الاجتماعية في المنظمات وموقعها من الهيكل التنظيمي للمؤسسات، والمسؤولية الاجتماعية نواة للتنمية المستدامة ونجاح الدول، والتخطيط الاستراتيجي للمسؤولية الاجتماعية لتحقيق التنافسية، والفرص والتحديات المحلية والإقليمية والدولية للمسؤولية الاجتماعية.
وأشار الفلاحي إلى أن الشراكة مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص ورجال الأعمال هي بحد ذاتها تفعيل لبند المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات التي بدأت في السنوات القليلة الماضية تطبق مفهوم الحوكمة على أنشطتها وأعمالها، وهو المفهوم الشامل الذي يعني الحكم الرشيد أو الإدارة الرشيدة للنشاط الاقتصادي، فيما تأتى المسؤولية الاجتماعية بنداً رئيسياً أو ركيزة أساسيه للحكومة.
من جانبه، أكد هزاع الهزاع، رئيس مجلس إدارة شركة خطوات النجاح للمؤتمرات والندوات، الجهة المنظمة، أن المسؤولية الاجتماعية أصبحت جزءاً من اهتمام الشركات والمؤسسات المتميزة على مستوى العالم لدفع عجلة التنمية والتطور بالشراكة مع القطاع الحكومي لتعزيز الانتماء والترابط بين أفراد المجتمع.
وأشار الهزاع إلى عدد من التجارب الناجحة والمميزة في دول مجلس التعاون في مجال المسؤولية الاجتماعية التي يطمح المؤتمر إلى الاستفادة منها وتعميمها على الشركات والمؤسسات كافة.
وشكر الهزاع هيئة الهلال الأحمر على دعمها ورعايتها للمؤتمر، مؤكداً أنها أحد منابر التميز والعطاء، وداعم أساسي للمشاركة المجتمعية على المستويين المحلي والعالمي.
من جهته، أكد محمد هلال المهيري، مدير غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، الشريك الاستراتيجي في المؤتمر، أن المسؤولية الاجتماعية عنصر مهم من عناصر نجاح أداء الشركات والمؤسسات باعتبارها معياراً للانتماء الوطني تجاه المجتمع والبيئة.
واعتبر أن دائرة المنافع من العمل التجاري والخدمي لا تكتمل من دون الاهتمام بالأنشطة المجتمعية ورعاية ودعم المؤسسات ذات النفع العام التي تخدم العديد من فئات المجتمع، والتي لها مساهمات واضحة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة بالدولة.
وأوضح المهيري أنه لم يعد تقييم شركات ومؤسسات القطاع الخاص يعتمد علي ربحيتها فحسب، كما لم تعد تلك الشركات تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط، فقد ظهرت مفاهيم حديثة تساعد على خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والإدارية عبر أنحاء العالم.
ولفت إلى أن من أبرز المفاهيم هو مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات، حيث أصبح دور مؤسسات القطاع الخاص محورياً في عملية التنمية.
ودعت الشيخة هند القاسمي رئيس مجلس إدارة سيدات أعمال الإمارات إلى إنشاء مركز للمسؤولية الاجتماعية يقوم بتدريب وتأهيل الكوادر، مشيرة إلى أن الإمارات وقعت الكثير من الاتفاقيات على المستوي التعاون الاجتماعي، لافتة إلى الدعم الذي تقدمه الحكومة للسيدات في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى للمؤتمر، والتي ناقشت محور واقع المسؤولية الاجتماعية في المنظمات وموقعها في الهيكل التنظيمي للمؤسسات، وشارك فيها الدكتور مارتن نيروتير، وأدارها الدكتور عبد الله الشيباني.
وتمت خلال الجلسة مناقشة مفهوم المسؤولية الاجتماعية على مستوى القطاعين العام والخاص، واستراتيجية إدارة المسؤولية الاجتماعية بالمنظمات العربية وأهميتها على مستوى الإدارة العليا، إضافة إلى البرامج الحديثة لدعم برامج المسؤولية الاجتماعية داخل المنظمات لتحقيق التنافسية.
وتناولت الجلسة الثانية محور المسؤولية الاجتماعية نواة للتنمية المستدامة، وناقشت دور المسؤولية الاجتماعية في التنمية المستدامة، ونقاط تلاقي المسؤولية الاجتماعية مع التنمية المستدامة، ودعم المسؤولية الاجتماعية ودورها في زيادة الاستثمارات وتحقيق الربحية والتنافسية من خلال المسؤولية الاجتماعية، وشارك فيها كل من الدكتور عسكر الحارثي، والدكتور براين لاريش، وأدار الجلسة الدكتور صالح الطائي.
عدد اليوم
