روسيا تندد بـ الاستفزازات الغربية في البحر الأسود

اتهم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس مجدداً الولايات المتحدة ''بإعادة تسليح'' جورجيا تحت غطاء المساعدة الإنسانية، مندداً بـ''الإجراءات الاستفزازية'' الغربية في البحر الأسود ومحيطه، في وقت طالبت فيه الدول الاوروبية، التي باتت تعول على القمة الفرنسية الروسية المرتقبة غداً لحل الازمة القوقازية، بإجراء ''تحقيق مستقل'' بشأن النزاع الذي اندلع في مطلع أغسطس الماضي· وقال الرئيس الروسي خلال اجتماع مع مسؤولين روس في الكرملين ''إن إعادة تسليح النظام الجورجي متواصل بما في ذلك تحت غطاء المساعدة الانسانية· لقد أرسلوا أسطولاً بأكمله لتقديم المساعدة الانسانية''· وأضاف في اشارة الى الولايات المتحدة ''إني أتساءل كيف سيكون رد فعلهم لو أرسلنا مساعدة انسانية باستخدام بحريتنا الى دول الكاريبي التي تضررت من الأعاصير الاخيرة''· وتابع ''إن روسيا دولة يجب أن يحسب لها حساب بداية من الآن· لقد مررنا بلحظة حقيقية والعالم تغير بعد الثامن من اغسطس من هذا العام''· ومضى الرئيس الروسي يقول غداة وصول السفينة ماونت ويتني من الاسطول السادس الاميركي لإيصال مساعدة الى مرفأ بوتي الجورجي على البحر الأسود، إن تقديم المساعدة الانسانية لجورجيا يشكل جانباً من ''الضغط السياسي والاجراءات الاستفزازية '' للغرب· من جهة أخرى دعا الاوروبيون امس في افينيون (فرنسا) الى إجراء ''تحقيق مستقل'' بشأن اندلاع النزاع، كما صرح وزير خارجية لوكسمبورج جان اسيلبورن· وقال الوزير للصحفيين إثر مباحثات مع باقي وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي بشأن الوضع في جورجيا ''ما قررناه اليوم (امس) هو أننا نريد تحليلاً من هيئة دولية أو مجموعة دولية لتحديد المسؤول عن اندلاع النزاع''· وأضاف ''كان هناك إجماع'' على هذه الفكرة التي أطلقها امس الاول وزير الخارجية الالماني فرنك فالتر شتاينماير، مشيراً الى انه لم يتم بعد اختيار الهيئة التي سيوكل اليها إجراء هذا التحقيق· وقال وزير الخارجية الفرنسي ''إنني أؤيد تماماً'' هذه الفكرة· وأضاف للصحفيين ''يجب معرفة ما حدث· الأرقام الأكثر خيالاً، أو ربما الحقيقة، تشير الى ما بين الف الى ألفي قتيل· من الذي بدا، وما نوع الاستفزاز، ومتى بدأ ولأي مدة وماذا تم الاعداد له من هذا الجانب أو الآخر؟''· كما دعم نظيره الاسباني ميجيل انخيل موراتينوس هذه الفكرة، مؤكداً أن اسبانيا ''ستطلب'' مثل هذا التحقيق· من جانبه، اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند انه ''من المهم أن يكون أي ادعاء سواء تعلق بانتهاك حقوق الانسان أو القنابل الانشطارية أو غيرهما موضع تحقيق عميق ومستقل''· وسعى وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في افينيون الى تعزيز وحدتهم في مواجهة موسكو قبل اجتماع حاسم غداً الاثنين بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ونظيره الروسي· وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس تأمل في الحصول من روسيا خلال زيارة ساركوزي على موافقتها على سحب قواتها من جورجيا وعلى زمان ومكان بدء المناقشات حول الاستقرار والأمن في اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا· وتنص النقطة الخامسة من الاتفاق الذي وقعه في اغسطس الرئيسان الروسي والجورجي، بناء على وساطة الرئيس الفرنسي، على ''ضرورة انسحاب القوات العسكرية الروسية الى الخطوط السابقة لاندلاع الاعمال الحربية''· وتأمل فرنسا ايضاً في الحصول غداً من موسكو على ''زمان ومكان'' بدء ''المناقشات الدولية حول اجراءات الأمن والاستقرار في أبخازيا وأوسيتيا الجنوية'' المنصوص عنها في المادة السادسة من اتفاق وقف اطلاق النار الموقع في اغسطس· ونفى وزير الخارجية الفرنسي امس تقارير صحفية ذهبت إلى وجود اختلاف بين نسخة اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعها الرئيس الروسي والنسخة التي وقعها نظيره الجورجي· وقال كوشنير في أفينيون: ''لقد وقع سكاشفيلي وميدفيديف على نفس النص''· وزعمت تقارير إعلامية في فرنسا أن النسخة الروسية للاتفاقية تحدثت عن ''أمن أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا'' في حين أن النسخة التي وقع عليها سكاشفيلي تتحدث عن ''الأمن في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا''·