الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نساء يشاهدن «المونديال» في المقاهي وأخريات يتابعنه على «الإنترنت»

نساء يشاهدن «المونديال» في المقاهي وأخريات يتابعنه على «الإنترنت»
22 يونيو 2010 20:21
غالبية سكان العالم هذه الأيام، مشغولون بـ «المونديال»، كما هي العادة في كل مرة تجري فيها فعاليات العرس العالمي، لا فرق في ذلك بين الرجال والنساء، وعلى الرغم من تذمر بعض النساء من انشغال أزواجهن به، إلا أن نساء أخريات وجدن في «المونديال» متعة لا تضاهى.. فقد كانت النساء فيما مضى لا يعرن أي اهتمام لرياضة كرة القدم أو حتى لغيرها من الرياضات، بل كنَّ يلمن الأبناء والأزواج على احتكار شاشة التلفاز لساعات سواء خلال السهرات الكروية، لكن هذه الحقيقة تغيرت اليوم وأصبحت تصرفات ونظرة المرأة لكرة القدم مغايرة لما كانت عليه في السابق. تحلّقت مجموعة من الصديقات أمام شاشة التلفاز بانتظار بدء مباراة كرة القدم التي سيتم بثها بعد دقائق، وفي حين أكدت إيمان أن المباراة القادمة هي بين منتخبي إسبانيا وسويسرا، فقد شككت نادية بالمعلومة لافتة إلى إنها بين منتخبي هندوراس وتشيلي، بينما اكتفت بقية الصديقات الحاضرات بالاستماع إلى جدل الاثنتين الذي لم يدم طويلا، إذ حسمته إيمان بإخراج ورقة كبيرة مطوية من حقيبتها النسائية الناعمة، لتفتحها وتقرأ بين سطورها أسماء الفرق المشاركة في مباريات اليوم كلّه وغدا وبعد غدٍ. بدت الدهشة على وجوه الحاضرات الذين استغربوا اقتناء إيمان لهذا الجدول الرياضي، الذي ربما لا يحمله بعض الرجال المهتمين أو المولعين بالرياضة، غير أنها أوضحت لهم أن اهتمامها بالرياضة ليس وليد اللحظة، إنما هو قديم بدأ قبيل دخولها الجامعة، حيث كانت تتابع مباريات كرة القدم باستمرار لاسيما أثناء انعقاد بطولات كأس العالم «المونديال»، فكانت تشاهد غالبية المباريات بل وتنفعل إذا ما خسر الفريق الذي تشجعه. اهتمام نسائي متزايد يعتبر اهتمام إيمان ونادية «بالمونديال» جزءا من اهتمام نسائي آخذ بالتزايد في الرياضات عموما، ورياضة كرة القدم على وجه الخصوص، ففي الماضي لم تكن المرأة تولي اهتماما كبيرا بهذه اللعبة الشعبية التي تحتل الرقم واحد ضمن قائمة الألعاب الرياضية في العالم، وكانت متابعة مبارياتها تقتصر على الرجال فقط، لكن الآن تغيرت الأمور وأصبحت المرأة المتابع والمشاهد الوفي للمباريات، خاصة تلك المتعلقة بالمنتخبات والفرق العربية المشاركة في «المونديال»، والتي تبدو من قبلهن وكأنها واجب قومي عليهن إنجازه. وفي حين كانت اهتمامات ومتابعات النساء لهذه الرياضة فيما مضى تتم داخل المنزل وعلى استحياء، باعتبارها رياضة رجالية بامتياز ولا تفقهها النساء، إلا أنها اليوم أصبحت رياضة عامة يتشارك في الاهتمام بها ومتابعتها وتشجيع فرقها الرجال والنساء على حدّ سواء، حيث تجد النساء تشجع في المقاهي وهي تجلس إلى جنب الرجال وتحمل في يدها الشيشة تنفث فيها ثم تصيح إذا ما أحرز فريقها المفضل هدفا أو أضاع فرصة. حديث المجالس أصبح الحديث عن الفرق الرياضية المشاركة في «المونديال» عاديا وطبيعيا في مجالس النساء، فكل واحدة منهن تتحدث عن فريقها المفضل، هذه تشجع إسبانيا، وتلك إيطاليا، وواحدة تشجع ألمانيا، وأخرى تشجع الأرجنتين، بل قد يتطور الحديث أحيانا إلى معلومات رياضية بحتة حول تقنيات اللعب وأصوله أو إلى معلومات تاريخية لبطولات عالمية سابقة، ما ينم عن ثقافة واسعة في هذه الرياضة، تقول إيمان، وهي أم لطفلين: «أتابع رياضة كرة القدم منذ كنت صغيرة، حيث تحظى هذه الرياضة بشعبية واسعة في عائلتي، فكنت أتابعها مع والدي وأخوتي، وحتى الآن بعد أن تزوجت فما زلت أتابعها مع زوجي، بل إني مهتمة بها أكثر منه، وفي كثير من الأحيان أقوم بمشاهدة المباريات وحدي بدون وجوده إذ يكون مشغولا بعمل أو نائما وأخبره أنا بنتيجة المباريات». بدورها تقول نادية: «أتابع مباريات «المونديال» بشغف، وأشجع منتخب الأرجنتين، وكوني لا أستطيع حضور المباريات على التلفزيون نظرا لعدم بثها على الفضائيات، فقد وجدت وسيلة أخرى لمشاهدتها عبر جهاز الكمبيوتر من خلال بعض مواقع الإنترنت، وهي طريقة اكتشفتها من خلال بحثي المتواصل عن طريقة لمتابعة «المونديال» وعدم تفويت جزء منه». تضيف قائلة: «بإمكان أي أحد من الجيران أن يعرف مدى شغفي بكرة القدم و»المونديال» خصوصا، من خلال صوتي الذي يرتفع رغما عني، كلما أدخل الفريق الذي أشجعه في المباراة هدفا أو أضاع فرصة، كما يبدو عليّ القلق إذ أقضم أظافري وأتوتر كثيرا حتى تنتهي المباراة». من جانبها تتابع أم محمد «المونديال» برفقة أولادها الثلاثة، فيتحلقوا جميعا أمام شاشة التلفزيون مع بدء المباراة ولا يتحركون من أمامها إلا مع انتهائها، تقول أم محمد: «كنت أشاهد المباريات فيما مضى لكن ليس بدرجة الاهتمام التي أنا عليها الآن، فعندما كبر أبنائي وأصبحوا مهتمين ومتابعين لهذه الرياضة ازداد اهتمامي بها لأجلهم، وأنا اليوم استمتع بالمشاهدة مع أبنائي وزوجي، حيث تجمعنا هذه المباريات وتلمّ شملنا، إذ يجلس الجميع في المنزل بانتظار بدء المباريات، وبهذه المناسبة فإني أعدّ لهم ما يحبون من طعام وشراب أثناء بثّ المباراة، وكم تصبح فرحتنا كبيرة إذا ما فاز الفريق الذي نشجعه». عداء تقليدي رغم تحسن العلاقات والتقارب الكبير الذي حصل بين النساء وكرة القدم، إلا أن ثمة نماذج نسائية ما زالت على موقفها التقليدي القديم إزائها، إذ تتخذ منها موقفا معاديا وذلك لسببين كونها لا تهتم بها، وبالتالي فهي لا تفقه فيها، والثاني منبعه الغيرة على الزوج الذي يولي لهذه الرياضة من الاهتمام والإنصات أكثر مما يولي لزوجته الجالسة إلى جانبه. تقول سالي: «لا أبالي «بالمونديال» ولا أهتم بمشاهدته، كما تزعجني مشاهدة زوجي له، إذ تشغله عن الاهتمام بي وبمولودنا الجديد، والحقيقة أنني كنت السبب في منع زوجي من مشاهدة المباريات على التلفزيون، إذ كانت لديه رغبة في شراء البطاقة الخاصة بمشاهدته على القنوات الخاصة بذلك، لكنني منعته، والحقيقة أنه رضخ لطلبي حتى لا يغضبني، أما المباريات المهمة بالنسبة له فإنه يشاهدها في الكوفي شوب مع أصدقائه». بدورها تقول ميرة: «كان من الطبيعي أن يبدأ الشجار بيني وبين زوجي حتى قبل أن يبدأ «المونديال» نفسه، وذلك بسبب «المونديال» والمباريات، فزوجي مهووس بكرة القدم، وفي هذه الفترة لا نستطيع أن نكلمه أو حتى أن نطلب منه طلبا للمنزل، فهو يعمل الآن لدى «المونديال» 24 ساعة في اليوم، يشاهد المباريات والتحليلات ويقرأ الصفحات الرياضية بنهم، وبسبب ذلك أشعر بالغيرة والقهر لأنها تسرقه مني ومن الأطفال وتدفعه لإهمال واجباته ومسؤولياته نحونا وبالتالي أتحمل أنا هذه المسؤولية». عباءات «المونديال» لم يقتصر التشجيع النسائي لمباريات كأس العالم على حضور المباريات فقط، وإنما تعداه إلى ارتداء القمصان الخاصة بالمنتخبات التي يشجعونها سواء في الملاعب أو في المراكز التجارية، إذ ارتدت العاملات في المقاهي العامة قمصان بعض الفرق العالمية الشهيرة كالأرجنتين وإيطاليا والبرازيل وألمانيا، أما في السعودية فقد ابتكرت مصممة الأزياء المعروفة رانيا خوقير عباءات خليجية طرزتها بشعارات وألوان أكبر منتخبات كرة القدم العالمية احتفاءً ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2010، في محاولة منها لمجاراة الأحداث العالمية وإدخالها على الزيّ المحلي، وقد لاقت الفكرة رواجا بين الفتيات السعوديات اللواتي تم استفتاؤهن حول الفرق المفضلة قبل تصميم هذه العباءات وأجمعن على اختيار 10 فرق عالمية تم اختيارها لوضع أعلامها على العباءات بالإضافة إلى فريق الجزائر كونه الفريق العربي الوحيد الذي يشارك في «المونديال». دعاية نسائية شهد مونديال جنوب أفريقيا 2010 إقبالاً منقطع النظير من قبل الجنس الناعم حيث تدفقت آلاف الفتيات إلى مدن ذلك البلد مشجعات لفرق بلادهن. وقد أثارت الأزياء التي ترتديها المشجعات حماس الجمهور والفرق المشاركة أيضاً، حتى وصل الأمر باللاعب الأرجنتيني ميسي إلى التصريح بأن منظر النساء الجميلات على المدرجات يلهب حماسه ويشجعه على التركيز أكثر في إحراز الأهداف. المثير في الأمر أن نشرات الأخبار الرياضية العالمية والعربية اهتمت في بعض الأحيان بنساء المونديال، أكثر من اهتمامها بأخبار اللاعبين، إذ وزعت وكالات الأنباء صوراً لمشجعات يرتدين ملابس مثيرة كجزء من الدعاية للمونديال بغية تحقيق المزيد من الأرباح.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©