الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

22 مليار دولار.. «الأصوات مقابل الاستثمار»!

22 مليار دولار.. «الأصوات مقابل الاستثمار»!
21 يونيو 2017 16:09
 أبوظبي (الاتحاد) لم تحصل قطر على تنظيم كأس العالم 2022 عبر طريق «الرشى المباشرة»، حيث لا يكفي منح المال لأعضاء تنفيذية الفيفا الذين يصوتون على الملفات المرشحة لإقناعهم بالتصويت وضمان أصواتهم، بل إن الأمر أكثر تعقيداً من ذلك بكثير، وقد أكد جوزيف بلاتر رئيس الفيفا السابق في ظهوره الأخير أن كأس العالم لا يشترى، فالأمر يخضع لضغوط سياسية واتفاقيات اقتصادية واستثمارية كما في الحالة القطرية، وأشار بلاتر إلى أن الرئيس الفرنسي السابق ضغط على ميشيل بلاتيني لكي يصوّت لقطر من أجل مصلحة فرنسا.  ولكن ما علاقة «مصلحة فرنسا» التي ضغط بها ساركوزي على بلاتيني بـ«التصويت في سباق استضافة المونديال»؟ الإجابة تكشف عنها تقارير عالمية أكدت أن الاتفاق بين الدوحة وباريس أسفر عن ضخ مليار و700 مليون دولار في الاقتصاد الفرنسي، فقد تم الاتفاق في عام 2010 بين تميم بن حمد الذي كان ولياً للعهد عام 2010، وساركوزي رئيس فرنسا السابق، وبلاتيني نائب رئيس الفيفا ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سابقاً، على أن يذهب صوت بلاتيني لقطر، وهو ما حدث بالفعل.  الاستثمارات التي تم الاتفاق عليها بين الدوحة وباريس عام 2010، وتحديداً قبل التصويت على ملف مونديال 2022، تشمل شراء طائرات إيرباص، وشراء نادي باريس سان جيرمان، وتدشين قناة بي إن سبورتس، وشراء حقوق الدوري الفرنسي، وهو ما تم تنفيذه حرفياً على مدار السنوات الماضية، وتحديداً منذ عام 2010 حتى الآن.  كما استثمرت قطر ما يقرب من 3 مليارات دولار في كل من باراجواي وتايلاند، مقابل حصولها على صوت كل من ممثل باراجواي نيكولاس ليوز عضو تنفيذية الفيفا، ورئيس اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم، وورواري ماكودي التايلندي الذي صوت هو الآخر لقطر، وفقاً لما كشفت عنه صحيفة «دايلي ميل» اللندنية، وشملت الاستثمارات في باراجواي مشروعات للطاقة، وتم التوقيع على هذه الاتفاقيات بين أمير قطر السابق حمد ورئيس باراجواي فرناندو لوجو في أغسطس 2010، وكان محمد بن همام شاهداً على توقيع هذه الاتفاقيات لكي يضمن صوت باراجواي في سباق تنظيم المونديال.  كما لعب ابن همام دور الوسيط في اتفاقيات صفقات الغاز بين قطر وتايلاند والتي تم إبرامها في 16 أغسطس 2010 في الدوحة، أي قبل التصويت على ملف مونديال 2022، وقد يعتقد البعض مثل هذه الاتفاقيات ما هي إلا «رشوة مشروعة» باعتبارها لا تخرج عن توصيف الاستثمار، إلا أن حضور محمد بن همام مهندس صفقات «الصوت مقابل الاستثمار»، وكذلك توقيت هذه الاتفاقيات قبل التصويت على ملفات استضافة مونديال 2022، يؤكد أنها رشوة ترتدي ثوباً آخر.  كما صوت الإسباني أنخيل ماريا فيلار لملف قطر مقابل عقود رعاية من الخطوط القطرية بلغت قيمتها ما يقرب من 200 مليون دولار، وبادر بن همام بإكمال المهمة عن طريق دفع رشى مباشرة في أفريقيا وآسيا، وقدرت صحيفة «دايلي ميل» اللندنية قيمتها بحوالي 125 مليون دولار.  وكان لمباراة الأرجنتين والبرازيل التي أقيمت في الدوحة في نوفمبر 2010 حضور لافت في ملف الرشوة القطرية لأعضاء تنفيذية الفيفا، وهما في هذه الحالة ريكاردو تكسييرا البرازيلي، وخوليو جروندونا الأرجنتيني، وحصلا معاً على ما يقرب من 85 مليون دولار، واستخدم جروندونا الجزء الأكبر من هذا المبلغ في سداد ديون الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم.  الواقعة الأكثر إثارة في هذا الملف تخص القبرصي ماريوس ليفكاريتيس الذي صوت لقطر مقابل الحصول على قطعة أرض في نيقوسيا تبلغ قيمتها نحو 35 مليون دولار، وقد أقر بذلك مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الأمر لا علاقة له بملف قطر 2022، وهو تصريح لا علاقة له بالمنطق وحقائق الأمور، ووفقاً لما كشف عنه التقرير الذي نشرته «دايلي ميل» فقد حصل الكاميروني عيسى حياتو، والتريندادي جاك وارنر على ما يقرب من 2.5 مليون دولار. أما عن بقية الأصوات فقد منح المصري هاني أبوريدة صوته لقطر بدافع الأخوة العربية، وحصل الملف القطري كذلك على صوت تركيا في ظل التقارب القطري التركي، وصوت اليابانيون لقطر في المرحلة الأخيرة لكي يتم تنظيم المونديال في آسيا، وعقب خروج اليابان من السباق منحت صوتها لقطر، فضلاً عن صوت كوريا، الذي منحته هي الأخرى لقطر، أما الصوت الأخير فهو لقطر نفسها، والذي منحه محمد بن همام لبلاده لكي يحصل الملف القطري على 14 صوتاً مقابل 8 أصوات للولايات المتحدة في جولة الحسم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©