الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«يا مباراة مصر والجزائر اذهبي ولا تعودي»!!

«يا مباراة مصر والجزائر اذهبي ولا تعودي»!!
18 نوفمبر 2009 01:17
شاءت الأقدار أن يستمر العرض المأساوي بين منتخبي مصر والجزائر من يوم 14 إلى اليوم، وكأننا لم نشبع بعد من الإساءات التي استمرت شهراً أو يزيد! يكتب التاريخ الرياضي العربي أسوأ الفصول على الإطلاق .. فلم نشهد من قبل أحداثاً مثل تلك الأحداث التي صاحبت هذه المباراة من خارج الملعب بعد أن امتدت شرارة الأحداث إلى الشعوب، وسمعنا مايندى له الجبين وقرأنا مالم تقرأه الأعين من قبل بسبب مباراة في كرة القدم!! الأمر المؤكد الآن أن ما ترسب في النفوس لن يمحى كما هي العادة مع صافرة النهاية.. بل سيظل قابعاً في أعماق الجزائريين والمصريين وهذا هو الخطر الحقيقي وما كنا نخشاه! لو كان الأمر بأيدينا لقررنا على الفور الفصل مابين مصر والجزائر في كافة المنافسات الأفريقية القادمة، لأن ما حدث سوف يتجدد ربما بصورة أخطر وأشد.. إنه نداء- إذا جاز لنا أن نفعل ذلك- إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم أن يحول بين وقوع مصر والجزائر في مجموعة واحدة من الآن فصاعدا. لأنه أمنياً أصبح لا يجوز. فأي منافسات كروية لاتؤدي الغرض وتخرج على النص بهذه الصورة لا داعي لها. فشعار الفيفا الأبدي هو اللعب النظيف داخل الملعب وخارجه! لقد بلغ السيل الزبى قبل المباراة الماضية وظننا أن الحملات سوف تتوقف بعد أن احتكم الفريقان لمباراة فاصلة على أرض السودان الشقيق وإذا بالحملات تستعر بصورة أشد لدرجة المواجهات المباشرة في البيوت وفي المصالح . لدرجة الحرق والتدمير للمنشآت والمرافق . نعم لدرجة الشروع في القتل والتهديد بالذبح «عيني عينك» على صفحات الجرائد والمنتديات والمواقع والفضائيات! ولا أحـد يعلم ماذا سيكون عليه الحال في مباراة الـيوم على ملعب نـادي المريخ في أم درمان. وماذا سيكون حال جماهير الفريق المهزوم بعد المباراة، خاصة أن الآلاف من هنا وهناك زحفت في الساعات الماضية خلف فريقها. إنه الخوف مما لا تحمد عقباه، خاصة بعد أن تعرضت حافلة المنتخب المصري للاعتداء في السودان على خلفية الاعتداء الذي حدث لحافلة المنتخب الجزائري في مصر. وبكل الصدق، لا يهمنا الآن من سيفوز ومن سيخسر قدر ما تهمنا أرواح الناس وسلامتهم من مصر والجزائر ومعهما الجماهير السودانية العاشقة لكرة القدم والتي ستذهب بالتأكيد إلى ملعب المباراة. وتهمنا أيضا سلامة المواطن العادي المغترب هنا أو هناك الذي أصبح مهدداً في حياته وليس فقط في أكل عيشه! لا يمكننا القول إن الكرة الآن في ملعب السودان وحده باعتباره مسؤولا عن أمنها، فالمسؤولية مشتركة بين الجميع، خاصة لاعبي الفريقين، وكما هو معروف فإن الجماهير تحدد ردود أفعالها بناء على ردود أفعال اللاعبين. الجماهير العربية وكافة المراقبين العقلاء نددوا بكأس العالم والذهاب إليه إذا كان سيأتي بهذه الطريقة الشاذة المخلة المجنونة! ليذهب كأس العالم إلى الجحيم! ليذهب الهوس الكروي والجنون الكروي إلى الجحيم! ليذهب المتعصبون المتطرفون من الجانبين إلى الجحيم! أما أنت يا مباراة مصر والجزائر فاذهبي ولاتعودي!!
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©