الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخط في لوحات الجبالي قيمة جمالية وليس حروفاً مقروءة

الخط في لوحات الجبالي قيمة جمالية وليس حروفاً مقروءة
7 سبتمبر 2008 00:53
يستلهم الفنان حسين الجبالي، شيخ الحفارين المصريين، التراث العربي والإسلامي وحضارات الشرق في أعماله، لقناعته بأن تلك الفنون شديدة الثراء وتحتاج إلى من يسلط الضوء على القيم الفنية الغنية بها بعد سنوات من الإهمال، ويعتبر نفسه فناناً إسلامياً معاصراً يستلهم من فنوننا الإسلامية ويستوعبها، و ينفخ فيها من روحه ، على حد قوله· وتتجاوز تجربة الفنان حسين الجبالي الخمسين عاماً ولا تزال متواصلة رغم المرض والشيخوخة· وتتميز هذه التجربة بالتنوع والتجديد المستمر، ففي أعماله عشرات العناصر والموتيفات المستوحاة من تراثنا، في شكل تجريدي وأحياناً تعبيري، وإن كان الخط بكافة أنواعه هو البطل الرئيسي حيث يعطيه هذا الخط مرونة وأبعاداً جمالية غير محدودة· والخط في لوحات الجبالي في الغالب غير مقروء لأنه ينظر للقيمة الجمالية في الخط، باعتبارها قيما فنية تثري اللوحة وتتجاوز وظيفة الحروف التقليدية كوسيط معرفي· ويلعب الخط دوراً رئيسياً في العمل الفني، من خلال شخوص وأشكال هندسية مجردة، تعاد صياغتها في قالب فني متفرد من خلال تكوينات بنائية· يقول الفنان حسين الجبالي: ''الخط أحد العناصر الرئيسية في التراث الإسلامي، وبحكم كوني دارساً للخط العربي في مدرسة تحسين الخطوط، أعرف خبايا وأبعاد الخط جيدا، بالاضافة إلى أنه يعطيني أبعاداً وقيما جمالية ولهذا ابحث في عنصر الخط كقيمة جمالية غير مباشرة داخل اللوحة، ولا يعنيني أن يكون مقروءاً، ومع ذلك يحاول المتلقي قراءة الخط في العمل الفني''· استلهام الجبالي لعناصر وموتيفات تراثية في لوحاته يمنح أعماله ثراء غير تقليدي، خاصة أنه يوظف تلك العناصر ولا ينقلها كما هي، وهولا يشغل نفسه سوى بالبحث عن القيم الجمالية للعمل، محاولا اكتشاف مواطن ثرائه· وقد ساعدته تجربة السفر إلى إيطاليا للدراسة في تحويل تجربته الفنية من إبداع لوحات فيها خط جمالي إلى خط تجريدي، وأيضا تعبيري، من خلال وجود شخوص داخل اللوحة وإيجاد علاقة بينها وبين كافة العناصر الأخرى· وهو يتعامل مع التراث الإسلامي بأفق واسع، ولا يتقيد بأي حدود، خاصة أنه مقتنع بأنّ فنوننا الإسلامية معينها لا ينضب، والفنان الماهر يستطيع أن يستوعب تلك الفنون، ويهضمها جيدا ويستخلص منها العناصر الصالحة لعصرنا· وفي أحد معارضه بأوروبا سأله احد الأجانب عما حصل عليه من الغرب كفنان فقال: ''التكنيك فقط''، أما المضمون فهو خاص به كفنان إسلامي معاصر استلهم العطاء الغزير لفنوننا، والدليل على ذلك أنّ أعماله لاقت قبولا واسعا عندما عرضت في بعض الدول الأوروبية، كونها مغايرة للفنون المعاصرة المعتندة في تلك الدول· يقول الجبالي إنّه يعشق إستخدام اللون في لوحاته، ويميل إلى كافة الألوان لأنها تعطي ثراء للوحة، وقد يكون في اللوحة أكثر من لون بينها علاقة لونية قوية، تضيف إلى بقية عناصر التكوين الفني في اللوحة، وقد تغلب ألوان بعينها على اللوحة كالأخضر والبنفسجي والتركواز، وهي تطوير للألوان التي كان يستخدمها الفنان الإسلامي الاول· ويفضل الرسم بخامة الباستيل لأنها غنية، وتشعره بالنعومة وسحر اللون والعمق· وحول تنفيذ أفكاره عبر السجاد، قال إنّه يعتبر السجاد الذي يقدمه نوعا من إحياء للفنون الإسلامية، ويأتي في إطار إستكمال تجربته الفنية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©