الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

اليوم العالمي للكتاب

اليوم العالمي للكتاب
16 ابريل 2015 22:12
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، «سورة العلق، الآيات 1 - 5». يوافق يوم الخميس القادم ذكرى اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، هذه المناسبة التي تأتي في الثالث والعشرين من شهر أبريل من كل عام، ونحن في كل مناسبة نبين وجهة نظر الإسلام كي يكون القارئ الكريم على بينة من أمره. من المعلوم أن ديننا الإسلامي الحنيف يحث على العلم ويقدّر العلماء ويضعهم في المرتبة العالية، ومما يدل على عناية الإسلام بالعلم أن أول آيات نزلت من القرآن الكريم كانت تتحدث عن العلم، فبالعلم ينتصر الحق على الباطل وينتصر المظلوم على الظالم، وبالعلم تُبنى الحضارات، وبالعلم تتقدم الأمم، وبالعلم ترقى المجتمعات؛ لأن العلم نور، والله نور السماوات والأرض . المكانة اللائقة لقد رفع ديننا الإسلامي من شأن العلم والعلماء وأعلى قدرهم ووضعهم في المكانة اللائقة بهم، ولكي نتعرف على أهمية القراءة وطلب العلم، والدور الذي يؤديه في رفع شأن الإنسان ومن ثمّ الأمة، نستعرض معاً صفحات مشرقة من حياة سلفنا ومدى تقديرهم للعلم والاهتمام به، فقد سار الصحابة - على هدي نبيهم - صلى الله عليه وسلم - فاجتهدوا في تعلم القراءة والكتابة وطلب العلم في مختلف المجالات. * فهذا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- كان يتناوب مع أخٍ له في الإسلام في حضور مجلس رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لتحصيل العلم، كما يتناوبان السعي وراء الرزق، فإذا كان آخر اليوم اشتركا فيما حَصَّله كلٌ منهما من علم أو مال، وعلى هذا المنهج درج المسلمون في عهد السلف الصالح، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من مجدٍ وسؤددٍ بفضل ما تعلموه من علوم الإسلام التي كانت تُبصرهم بشئون دينهم ودنياهم. * كما روت كتب السيرة والتاريخ أن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رحل مسيرة شهر إلى مدينة العريش في مصر ليكتسب حديثاً واحداً من عبد الله بن أنيس ، كما رحل الإمام أحمد شهرين كاملين من بغداد إلى صنعاء ليأخذ عشرة أحاديث، . التأليف والكتابة عند دراستنا لِسِيَرِ علمائنا الأفاضل، فإننا نجد أن عدداً كبيراً منهم قد بَرَعَ في مجال التأليف والكتابة في شتى المجالات، رغم ظروفهم القاسية وأحوالهم الصعبة، حيث كانوا يغتنمون جميع أوقاتهم في البحث والدراسة والتأليف: * فقد أَلَّفَ الإمام السرخسي كتابه الشهير «المبسوط» خمسة عشر مجلداً، رغم أنه محبوس في الجُبِّ! * وكتب الإمام ابن القيم كتابه الشهير «زاد المعاد في هدي خير العباد»، وهو في طريقه إلى حج بيت الله الحرام! * وشرح الإمام القرطبي «صحيح مسلم» وهو على ظهر السفينة! وعاء الحكمة من المعلوم أن الكتاب نعم الأنيس في الوحدة، نقتبس منه العلوم النافعة والأخلاق الفاضلة، فهو وعاءٌ يمتلئ علماً وحكمة، وليس هناك قرينٌ خيرٌ من الكتاب، وهو المُعلِّم الذي يُعطيك فائدة وعلماً ويغنيك عن مجالسة الجُهَّال، تجدُ فيه خير الزاد وفكر العباد وأخبار البلاد. كما أن قراءة الكتب ومطالعتها تشحذ الذهن وتهدي إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وَتُطلق اللسان وَتُنَمّي العقل والتفكير، فيها ترسيخ للحقائق وطرد للشبهات، وفيها من المُتْعة ما يبعث السعادة، وفيها من العلم والحكمة ما يهدي إلى طريق الخير والرشاد، وفيها قطفٌ لثمار العلم والمعرفة التي أنتجتها عقول العلماء والمفكرين، وفيها من الفوائد ما لا حصرَ لها. السلوك المستقيم لذلك، فإن الواجب علينا أن نحرص على القراءة والكتابة وأن نشجع أبناءنا على ذلك، حيث إن القراءة تُمكِّن الإنسان من التَّعلم والاطلاع على جميع ما يريد معرفته في شتى المجالات، فبها نكتسب الأخلاق الحميدة والسلوك المستقيم، وبسببها يحصل الإنسان على الأجر العظيم والثواب الكبير، لا سيما إذا كانت قراءته في كتاب الله سبحانه وتعالى. أما هجر الكتب والبُعْد عن القراءة وترك التأمل في المؤلفات والأفكار، ففيه حصرٌ للطباع، وحبسٌ لِلِّسان، وضمورٌ للعقل، وركودٌ للتفكير، وجفافٌ لمنابع العلم والمعرفة، فالإسلام منذ أن أشرقت شمسه، كان - وما زال - ثورة على الجهل، ودعوة إلى القراءة والدراسة والعلم، فالإسلام دين لا يحمله إلا أمة واعية متعلمة، والله تعالى هو الذي خلق، وهو الذي علَّم، فالعلم يحتاج إلى التواضع والسكينة، والمواظبة والجدّ والاجتهاد، وهذا هو حال العلماء المسلمين عبر التاريخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©