الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اشتباكات بين جنود يمنيين و «انفصاليين» في الضالع

اشتباكات بين جنود يمنيين و «انفصاليين» في الضالع
16 ابريل 2013 00:16
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل مدني أمس الاثنين برصاص جندي من قوات “الأمن الخاصة” بمدينة تعز (وسط) اليمنية، التي اندلعت منها في يناير 2011 شرارة الانتفاضة الشبابية التي أجبرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح على التنحي العام الماضي.وذكرت وسائل إعلام يمنية متعددة إن جنديا مكلفا بحراسة مبنى فرع مؤسسة الكهرباء في مدينة تعز أطلق النار على مواطن أعزل تعارك مع أحد موظفي المؤسسة بسبب خلاف بشأن تسعيرة فاتورة الكهرباء.وأوضحت أن مدير فرع مؤسسة الكهرباء، أحمد الشرماني، أمر بتوقيف المواطن طارق أحمد صالح تمهيدا للتحقيق معه بتهمة الاعتداء على موظف حكومي، مشيرة إلى أن طارق صالح، وعمره لا يتجاوز 24 عاما، رفض الانصياع وغادر المؤسسة ما دفع أحد الجنود، ويدعى أصيل مهيوب، إلى إطلاق النار عليه فأرداه قتيلا. وذكر موقع الحزب الاشتراكي، الشريك في الحكومة الانتقالية، نقلا عن مصدر أمني، أن الجندي أطلق رصاصتين، الأولى في الهواء “بقصد إخافته” والثانية “ارتدت” من جدار واخترقت قلب الشاب من ظهره. ومدير فرع مؤسسة الكهرباء في تعز أحمد الشرماني محسوب سياسيا على الحزب الاشتراكي، وكان تعين مؤخرا في منصبه الحالي في ظل خلافات كبيرة بين رئاسة الحكومة ومحافظ تعز شوقي هائل المعارض لقرار التعيين.وأمر مدير أمن محافظة تعز، العميد محمد الشاعري، بضبط الجندي وبدء تحقيق موسع في حادثة القتل، التي الأولى من نوعها منذ تولي عبدربه منصور هادي رئاسة اليمن مؤقتا، بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي منذ أواخر نوفمبر العام قبل الماضي.واعتذر العميد الشاعري عن التصريح لـ«الاتحاد» حول ملابسات الحادثة بسبب انشغاله.وانتقد الناشط الحقوقي والسياسي، المحامي عبدالرحمن برمان، “قتل مدني برصاص جندي”، وقال لـ«الاتحاد» إن “ما حدث جريمة ضد حقوق الإنسان بالمقاييس المحلية والدولية”. وأشار برمان، الذي تصدى حقوقيا وقانونيا لجرائم قتل المحتجين سلميا إبان انتفاضة 2011، إلى أن القانون اليمني حدد ضوابط معينة لحالات إطلاق النار، وعزا هذه الحادثة إلى حوادث سابقة “سقط فيها مدنيون برصاص قوات الأمن ولم يتم التحقيق فيها، أو تم تمييعها من قبل السلطات”. وتفاقمت الاضطرابات في اليمن منذ رحيل صالح بعد قرابة 34 عاما بسبب عجز الحكومة الانتقالية عن بسط هيبة الدولة في مختلف أنحاء البلاد.ومنذ أكثر من أسبوعين، يواصل مسلحون انفصاليون حصار مبنى المجمع الحكومي بمدينة الضالع (جنوب) للضغط على السلطات اليمنية بإطلاق سراح معتقل من نشطاء “الحراك الجنوبي” الذي يقود منذ 2007 الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب.واندلعت اشتباكات عنيفة، الليلة قبل الماضية، بين المسلحين وقوات الأمن المحاصرة داخل المجمع الحكومي، دون أن ترد تقارير بشأن سقوط قتلى وجرحى. وذكر سكان لـ”الاتحاد” إن الاشتباكات ألحقت أضرارا مادية بعدد من المنازل الواقعة في محيط المجمع الحكومي.وقال مدير أمن محافظة الضالع، العميد علي العمري، لـ”الاتحاد” إن “مسلحي الحراك فشلوا في اقتحام المجمع الحكومي” للمدينة التي تعد معقلا رئيسيا للجماعات الانفصالية المسلحة.وذكر العمري أن وجهاء قبائل وشخصيات اجتماعية “يحاولون التوسط لإنهاء الحصار الذي دخل أسبوعه الثالث”، مشيرا إلى أن قوات الأمن “تلتزم بضبط النفس لتفادي تفجير الأوضاع في ظل ما يعانيه البلد من اضطرابات”. وعلى صعيد متصل، تعرضت خطوط نقل الطاقة الكهربائية من محطة التوليد الرئيسية في اليمن أمس الاثنين لاعتداء جديد ما أدى إلى خروج المحطة عن الخدمة وانقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة صنعاء وأغلب مدن البلاد.وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة خروج المحطة الغازية لتوليد الطاقة الكهربائية في محافظة مأرب (شرق) عن الخدمة بعد أن أطلق “معتدون” الرصاص على اثنين من أبراج نقل الطاقة في منطقة “فرضة نهم” شرقي العاصمة صنعاء.وهذا الاعتداء هو السادس على أبراج نقل الطاقة الكهربائية منذ 8 أبريل الجاري، والأول من بعد المهلة الزمنية التي منحتها الحكومة الانتقالية، الثلاثاء الماضي، للجيش لضبط المعتدين على أنابيب النفط وأبراج الكهرباء في محافظة مأرب القبلية.وأمس الاثنين، وقال وزير الدفاع اليمني، اللواء ركن محمد ناصر أحمد، إن “القوات المسلحة تعيش زخم القرارات الرئاسية للانتقال إلى الهيكل الجديد الذي يواكب تطلعات وطموحات الشعب في بناء وتنظيم قوات مسلحة وطنية محترفة”. وأضاف الوزير اليمني، لدى ترؤسه في صنعاء اجتماعا للجنة المشرفة على تسليم واستلام معسكر “الفرقة الأولى مدرع” المنحلة أواخر ديسمبر، إن “المرحلة الراهنة تستوجب على الجميع مضاعفة الجهود لتحديث وتطوير المؤسسة الدفاعية منطلقين صوب نهضته وتطوره في شتى الجوانب”.وأمر اللواء محمد ناصر أعضاء اللجنة بحصر ممتلكات وعُهد “الفرقة الأولى مدرع” وتسليمها إلى قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، المتمركزة في مدينة الحديدة (غرب) الساحلية، وتسليم قيادة المنطقة العسكرية السادسة، المتمركزة في مدينة عمران (شمال) ممتلكات وعهد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية الملغية بموجب الهيكل التنظيمي الجديد، والتي كانت تتبع اللواء علي محسن الأحمر، الذي تم تعيينه، الأربعاء، مستشارا رئاسيا لشؤون الدفاع والأمن. وكان الرئيس الانتقالي أقال الأسبوع الماضي اللواء الأحمر وغريمه اللدود العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس السابق، من منصبيهما على رأس المؤسسة العسكرية، وعين الأخير سفيرا لليمن في دولة خليجية.وإعادة هيكلة القوات المسلحة بندا رئيسيا في اتفاق مبادرة “المبادرة الخليجية” الذي منع انزلاق اليمن في عام 2011 إلى أتون حرب أهلية بعد تفاقم الاحتجاجات المناهضة والمؤيدة للرئيس السابق. وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إن وزير الخارجية، أبو بكر القربي، بحث أمس الاثنين في صنعاء، مع السفير الأميركي، جيرالد فايرستاين، “آخر المستجدات في مسار التسوية السياسية وفي مقدمتها التقدم المحرز في مؤتمر الحوار الوطني” الذي انطلق في صنعاء يوم 18 مارس الماضي، كأهم إجراء عملية انتقال السلطة التي تنتهي في فبراير المقبل.وتواصلت في صنعاء أمس الاثنين جلسات فرق العمل التسع المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي يشارك فيه 565 شخصا يمثلون ثمانية مكونات رئيسية غير متجانسة، أكبرها مكون الرئيس السابق، المتواجد في الرياض منذ بداية الشهر الجاري بغرض العلاج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©