الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريد هيلاري و«شهرام أميري»

10 أغسطس 2016 22:41
رغم ما قد تقرأه على حساب «تويتر» الخاص بدونالد ترامب، فإن قيام إيران بإعدام عالم نووي، كان قد انشق وتوجه إلى الولايات المتحدة ثم غير رأيه، لم يكن بسبب استخدام هيلاري كلينتون لخادم بريد إلكتروني خاص. لقد كشف العالم نفسه، وهذا لم يكن خطأ كلينتون. وقد أعلنت الحكومة الإيرانية يوم الأحد أنها أعدمت العالم النووي «شهرام أميري» الذي أمضى نحو 14 شهراً في الولايات المتحدة عامي 2009 و2010. وأشار السيناتور الجمهوري «توم كوتون»، من ولاية أركانساس، يوم الأحد في برنامج «واجه الأمة» (فيس ذا نيشن) إلى أن قضية أميري قد تمت مناقشتها من قبل كبار مسؤولي وزارة الخارجية عندما كانت هيلاري على رأس الوزارة، عبر رسائل البريد الإلكتروني التي تم تداولها باستخدام «السيرفر» الخاص بها. وقال كوتون: «إنني لن أعلق على ما قد يكون قدمه أو لم يقدمه لحكومة الولايات المتحدة، ولكن رسائل البريد الإلكتروني التي كانت على «السيرفر» الخاص بكلينتون كانت تضم مناقشات بين كبار مسؤوليها حول هذا الرجل». وأضاف «وذلك يظهر مدى الإهمال والتهور في قرارها، بمناقشة معلومات بتلك السرية باستخدام سيرفر خاص». ونشر موقع «ذا دريدج ريبورت» تقريراً بعنوان «بريد هيلاري الإلكتروني أدى إلى عملية إعدام في إيران؟» وقام ترامب بإعادة بث التقرير لمتابعيه البالغ عددهم 10.7 مليون شخص على تويتر دون تعليق. وقد ذكرت لي حملة هيلاري يوم الاثنين الماضي أن «الجمهوريين» وحملة ترامب تجاوزوا الحد من خلال محاولتهم ربط «سيرفر» البريد الإلكتروني لهيلاري بإعدام «أميري». وقال «جيسي ليريتش»، المتحدث باسم الحملة الانتخابية لكلينتون: «لم تواجه حملة ترامب نظرية مؤامرة قط إلا ونالت إعجابه. هو ومؤيدوه يستخدمون خطابات يائسة للغاية لمهاجمة هيلاري كلينتون واتهامها بأمور سخيفة لأنهم ببساطة لا يملكون أي أفكار للشعب الأميركي، ومن الملاحظ أن الادعاء بأن هيلاري مسؤولة عن هذه الوفاة المأساوية لا أساس له». وعند مطالبته بالتوضيح، أشار مكتب «كوتون» إلى تغطية وكالة الأسوشيتيد برس لإعدام أميري، والتي تشير إلى أن فريق هيلاري في وزارة الخارجية ناقشوا على ما يبدو قضية أميري في رسالتي بريد إلكتروني العام الماضي. وتم نشر الرسالتين العام الماضي. وقال «ريتشارد مورنينجستار»، المبعوث الخاص السابق في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الطاقة لأوراسيا، في إحدى الرسالتين بتاريخ 5 يوليو 2010 : «لدينا قضية دبلوماسية ’نفسية‘ وليست قانونية. يجب منح صديقنا مخرجاً، إن كان يجب عليه المغادرة، فليكن ذلك». وأرسل مستشار هيلاري «جايك سوليفان» رسالة أخرى بتاريخ 12 يوليو 2010 يخبرها أن أميري قد ذهب إلى السفارة الباكستانية، التي تستضيف قسم رعاية المصالح الإيرانية، في إطار محاولته العودة إلى إيران. وكتب «سوليفان»: «إن الرجل... ذهب على ما يبدو إلى قسم رعاية مصالح بلاده لأنه مستاء من طول الوقت المستغرق لتسهيل عودته، هذا قد يؤدي إلى تغطية إخبارية تسبب المشاكل خلال الـ24 ساعة المقبلة». في عام 2010، قمت بتغطية قصة أميري الغريبة لمجلة «فورين بوليسي» وشاهدت وزارة خارجية كلينتون وهي تتعامل بصعوبة مع قصة «أميري». وعندما وصل «أميري» إلى السفارة الباكستانية، كان يطالب بإعادته لإيران. كان لديه قصة مفصلة عن كيفية وصوله للولايات المتحدة. ووفقاً لما ذكره «أميري» للسفارة الباكستانية، فقد تعرض للاختطاف عام 2009 أثناء وجوده في الشرق الأوسط ثم ألقي في شاحنة وخُدِرَ ثم نقل إلى الولايات المتحدة. وزعم أنه لم يقدم أي معلومات على الإطلاق للحكومة الأميركية وأنه كان يتنقل في أريزونا وواشنطن العاصمة. ولسبب غير معروف، وبعد اعتقاله لمدة 14 شهراً، وضعت الحكومة الأميركية أميري في سيارة أجرة، وشحنته مجدداً ليعود إلى أيدي الإيرانيين، بحسب ما روى أميري قبل عودته لإيران. لكن أميري لم يفسر كيف أو لماذا كان باستطاعته تسجيل فديوهات على موقع« يوتيوب» خلال فترة الإمساك به المزعومة. وذكر لي مسؤولون أميركيون في ذلك الوقت أن أميري انشق وتوجه إلى الولايات المتحدة بمحض إرادته وساعد واشنطن عدة سنوات أثناء وجوده في إيران من خلال تقديم معلومات استخباراتية جوهرية حول برنامج إيران النووي. وذكرت واشنطن بوست في ذلك الوقت أن الحكومة الأميركية دفعت لأميري 5 ملايين دولار. وقد تحدثت كلينتون علانية عن هذه القضية في ذلك الوقت، وقالت في 13 يوليو 2010: «إنه حر في مغادرة الولايات المتحدة كما كان حراً عندما أتى». ربما هددت الحكومة الإيرانية زوجته وابنه البالغ من العمر 7 أعوام. أو ربما كره حياة الهروب، أو ربما غير رأيه في النهاية تجاه الانشقاق. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©