المراكز التجارية تتزين في رمضان

في وقت يرى فيه زوار المراكز التجارية أن المصابيح والفوانيس التي تزينها تعكس الحفاوة باستقبال الشهر الكريم، يعمد آخرون الى مقارنة استعدادات استقباله باستعدادات المناسبات العالمية الأخرى كرأس السنة وعيد الحب· ''لا مقارنة بين رمضان والكريسماس (رأس السنة الميلادية)'' يؤكد سعيد المنصوري، منتقداً ''غياب اهتمام مراكز تجارية بالمناسبات الإسلامية رغم وجودها في بلد مسلم له تقاليده وعاداته''· ويقول المنصوري:'' تظهر كافة أشكال الاحتفال عندما يتعلق الأمر بأعياد الفصح ورأس السنة، فهم يحجزون ما مساحته 30 متراً مربعاً من أرضية المركز ليقام عليها كوخ سانتا كلوز، ويغطون المساحة بالرغوة البيضاء مع أننا بلد صحراوي ولا يمكن أن يكون عندنا ثلج، ويضعون كرسياً ليجلس فوقه سانتا كلوز، ويحاور الصغار ويلتقط الصور معهم، وهذا الأمر برغم كونه تمادياً صريحاً على قيمنا الإسلامية، فهو أيضا يشعرنا بالحزن حينما يأتي رمضان ولا نجد سوى عدة فوانيس معلقة في أرجاء المركز التجاري وسحب على سيارة في آخر الشهر''· يعتقد محمد المقبالي أن هناك اهتماماً شكلياً برمضان ليس إلا· ويقول: ''إنه مناسبة عظيمة، وجميع الجهات تهتم برمضان وتحاول المراكز التجارية من خلال ديكوراتها بالإيحاء بالجو الرمضاني· لكنها لا تعكس النفحات الإيمانية للشهر الفضيل، لأننا لم نرَ أي جهة توزع منشورات أو كتيبات على الزوار غير المسلمين لتحثهم على احترام قدسية الشهر الفضيل مثلاً''، منتقداً ''استمرار تشغيل أجهزة الموسيقى في بعض المراكز التجارية بأصوات مرتفعة''· يرى سلطان الكراني أن إدارة المراكز التجارية تتعامل بربحية مع أي مناسبة تمر، ويقول: ''يبدو أن هناك نوعاً من الاتفاق الضمني بين المحلات التجارية وإدارة المراكز التجارية يقضي بأن تقوم إدارة المراكز بتسويق المركز بشكل عام ما يسهم في زيادة ربحية المحلات العاملة فيه، لذا تلجأ إدارات المراكز التجارية لتزيين المراكز وتعليق الديكورات المختلفة مع كل مناسبة''· ويتابع الكراني: ''غالبية زوار المراكز التجارية من المسلمين الذين بلا شك يقدسون الشهر الفضيل، ويحتاجون للتبضع استعداداً للعيد وبالتالي هم لا يحتاجون لأي وسيلة جذب لهذه المراكز لأنهم يحتاجون إليها· أما في الكريسماس ورأس السنة فالجمهور سيقتصر على غير المسلمين وبالتالي من الأفضل جذب المسلمين أيضاً عن طريق الحملات الإعلانية وتزيين المراكز وإبراز جانب من الثقافة الغربية الذي لم يره الكثيرون هنا من قبل، وهذا ما سيدفع الناس الى زيارة المراكز إن لم يكن من أجل الاحتفال فهو للفرجة وبالتأكيد للشراء''· ويوضح فؤاد شرف، مدير عام مول الإمارات، مدى اهتمام المراكز التجارية برمضان، ويقول: ''من ضمن دور أي مركز تجاري أن يتواصل اجتماعياً مع المحيط الموجود به عن طريق إقامة الفعاليات المختلفة أو الاحتفال بكافة المناسبات العامة التي تمر على المجتمع''· ويتابع: ''تستعد المراكز التجارية لرمضان بتغيير الديكورات وإقامة مسارح للمسابقات والتنسيق مع الجهات المعينة من أجل توزيع كتيبات وخلافه لأن إدارة المركز التجاري ليست هي الإدارة المختصة بتوزيع الكتيبات، وعادة ما نتعاون مع الجهات المعنية لنشر التوعية بأهمية شهر رمضان''· وتهتم إدارة المراكز عادة بمتابعة إقفال المطاعم في نهار رمضان إلا تلك الحاصلة على تصريح من الدولة يخولها أن تفتح أبوابها وهي موجهة لغير المسلمين وتعمل بنظام الوجبات السريعة، أما غير الحاصلة على التصاريح فلا يمكنها العمل إطلاقاً في نهار رمضان، وفق شرف· وبالنسبة للموسيقى، يقول شرف إن ''إدارة المركز التجاري تصدر تعميماً بمنع الموسيقى في نهار رمضان للحفاظ على مشاعر الصائمين، أما بعد الإفطار فالأمر متروك للمحلات التجارية''·