الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

قصائد موشومة بالطين والذكريات وتراتيل تعابث الموت

قصائد موشومة بالطين والذكريات وتراتيل تعابث الموت
16 ابريل 2015 22:03
أبوظبي (الاتحاد) تنوعت أغراض قصائد الشعراء المتنافسين في الحلقة الرابعة، ما بين الذاتي والموضوعي، لكنها جميعا تميزت بشعرية عالية بحسب تعليقات أعضاء لجنة التحكيم. وفي ما يلي وقائع المنافسات: الصميلي وسِفْرِ الأبدْ أول فرسان الأمسية الرابعة الشاعر السعودي حسن الصميلي الذي ينتمي لعائلة فيها الكثير من الشعراء النبطيين، معتبراً أن الشعر الفصيح هو الأساس ويمثل نقلة نوعة في ثقافة الشخص لذا اتجه إلى كتابته، وقد قرأ قصيدة بعنوان «طينٌ من سِفْرِ الأبدْ» جاء فيها: وطنٌ بكُنْهِ الرملِ راوغَ نَبْتَهُ فتلَوَّنَ الأبدُ المبارَكُ تحتَهُ وتقرَّأتني كلُّ ناياتِ الخرائطِ ثَمَّ إيقاعٌ يدوزنُ صمتَهُ بداية قال الدكتور أحمد خريس: إن القصيدة غامضة ومبهمة ولم أستطع فهمها، حيث يوجد العديد من الصور الغامضة التي لا يستطيع القارئ فهمها من المرة الأولى وأحياناً بعد عدة قراءات، كما يوجد في النص عدة مفارقات فيها نوع من الإيجابية، موضحاً أنّ الفن يتعامل مع الشيء القبيح بشيء غير قبيح، والشيء الممل بشيء غير ممل. أمّا الدكتور علي بن تميم فقال إنّ هذه القصيدة حاولت أن تبحث في العلاقة بين الوطن والنبتة، مؤكداً أنّ لدى الشاعر قدرة في البيت المفرد حيث يفجر به شعرية عالية ولكن يعود ليشعر بشيء من الغموض حين يحاول إيجاد العلاقة بين الوطن والنبتة، فالشاعر يحاول أن يصور الوطن بطريقة أسطورية. وبدوره مازح الدكتور عبدالملك مرتاض الشاعر بالقول أي شيطان شعري ألهمك، فالقصيدة لا موضوع فيها ولكنها تنتمي للشعر الحداثي والقصيدة الحداثية كما نعرف في النقد الحديث لا تشتغل على موضوع معين بل على اللغة الشعرية، مشيراً إلى أنّ النص جيد بكل تفاصيله يلعب باللغة وفي كل بيت شعرية طافحة، موضحاً أنّ هذه القصيدة ليست جماهيرية. سنية وتراتيلُ العَبَثِ ثاني فرسان الأمسية كانت الشاعرة التونسية سنية مدوري الحاصلة على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وتعمل مديرة لروضة أطفال، وقد قرأت قصيدة بعنوان «تراتيل العبث» جاء فيها: أسائل نفسي تُرى أين يدفع سيزيفُ صخرتَه في غياب السُّفوحِ تراهُ سيَحمِلها فوق عينيهِ كيْ يبصرَ الله أوضحَ من كلِّ شيءٍ بداية قال الدكتور علي بن تميم إنّ القصيدة تتكون من مقطعين ويتخيل إلينا أن كل جزء أو مقطع منفصل عن الآخر لنعود ونكتشف أنهما مرتبطين على نحو واضح بعبثية الحياة، مشيراً إلى أننا نحتاج في هذا الوقت إلى مقاومة هذه العبثية، ففي الجزء الأول من القصيدة نزعة إلى المعنى الأسطوري وفي الجزء الثاني تصوير لإخفاقات البشرية. وقال الدكتور عبدالملك مرتاض: إنّ اللغة الشعرية في القصيدة عذبة كالطفولة والأحلام والصباح الجميل، مشيراً إلى أنّ النسج الشعري يستقيم طوراً ليعود ويسقط ثانية، ففي هذه القصيدة بعض النثرية الواضحة إلى جانب لغة شعرية طافحة وعذبة في أبيات أخرى، منوهاً بالشاعرة معتبراً إياها مشروع شاعرة قادمة. أمّا الدكتور أحمد خريس فقال إنّ القصيدة تبدأ من آخرها وما قبل ذلك ففيه إشكال كبير، كما أنها تتطرق إلى أسطورة سيزيف وكلنا يعرف هذه الأساطير وما الذي تفضي إليه، لذا أعتقد أنّ هذه القصيدة تحتاج إلى الكثير من المراجعة مجدداً. الصارمي والموت المقطر ثالث فرسان الأمسية الشاعر العماني مشعل الصارمي وهو طالب علاقات عامة وإعلام يكتب الشعر لروح الشعر، قائلاً : إنّ القصيدة التي سيلقيها «موت مقطر» هي قصيدة ذاتية وقد جاء فيها: ?َ حَبْلَ يَعْصِمُهمْ سِوَىْ أَحْ?َمِهِمْ جَوْعَى ومُعْتَنِقُوْنَ دِيْنَ الكِسْرَةْ حَرَثَ الشَقَاْءُ وُجُوْهَهَمْ فَاعْشَوْشَبَتْ بِعُيُوْنِهِمْ أُمْنِيَّةٌ مُخْضَرَّةْ بداية قال الدكتور عبدالملك مرتاض: النص تصوير لمأساة اللاجئين الذين ما زالوا يتقطرون من بلادهم المتأزمة حالياً، كما أنّ اللغة الشعرية في النص ترن إلى الحياة اليومية يوظفها الشاعر فيزاوج بينها وبين اللغة الشعرية. وأثنى الدكتور أحمد خريس على إلقاء الشاعر، مضيفاً لقد أعجبتني في القصيدة أبياتاً مفردة مبدياً انزعاجه من تحميل الشاعر النص للأمور المطروحة في القصيدة نوعاً من العاطفة، كما نبه الشاعر إلى العديد من المفردات التي لا يمكن أن تمر في هذه القصيدة مثال على ذلك أنّ اللاجئين في شدة البرد لا يفكرون بفيلم للسهرة، كما طلب من الشاعر عدم المبالغة في هذه العاطفة التي تظهر بشكل جلي في الموضوع. واعتبر الدكتور علي بن تميم أنّ العنوان عتبة القصيدة ومن سيقرأ هذا العنوان سيفهم القصيدة بشكل آخر وأحياناً لا يكمل قراءة القصيدة بعد هكذا العنوان، كما أنّ النص لا يظهر الأمل بل يعلي التشاؤم ولا يعلي التفاؤل الذي نحتاجه في أيامنا هذه، موضحاً أنّ على الشاعر أن يربي الأمل ويزرعه ليخرج القارئ من هذا الخراب. مصعب وقماش الذكريات رابع فرسان الأمسية كان الشاعر مصعب بيروتية الذي تأهل بقرار لجنة التحكيم، يعمل كمدرس للغة العربية، ونشأ في بيئة ساحلية وفرت له المناخ المناسب لكتابة الشعر، وقد قرأ قصيدة بعنوان «قماش الذكريات» جاء فيها: كأنها درة في البحر تختبئ أغوص في ماء عينيها.. وألتجئ كأنها .. كأس حلم فاض منسكباً وكوب عشق بماء الوجد يمتلئ بداية قال الدكتور أحمد خريس: إنّ القصيدة ممتازة بكل المعايير ولكن فيها بعض الهنات لكنها بشكل عام قصيدة سلسة ومقرؤيتها عالية، كما أنه هناك مسألة أخرى في هذه القصيدة تتلخص في أنّ الشاعر يعيش بذكريات الماضي لافتاً إلى أننا نحتاج في بعض الأحيان لنسيان الماضي. واعتبر الدكتور علي بن تميم أنّ القصيدة حنين إلى الماضي يصل إلى درجة من الشجن لكن الذات تبقى غير مكسورة وتراقب، كما أنّ في النص تكرار لكلمة «كأنها» ومن لا يعرف العلاقة يقول: إنها تكرار لكنها شعرية عالية حقاً وهنا أستذكر قول الأعشى «كَأنّهَا دُرّةٌ زَهْرَاءُ، أخْرَجَهَا/ غَوّاصُ دارِينَ يَخشَى دونَها الغَرَقَا». وقال الدكتور عبدالملك: إنّ القصيدة بها من اللغة الشعرية العالية ما يميزها فقماشها متزاوج متماوق متناسق لأن القماش لا يبلى، والذكريات لا تزال تتآكل شيئاً فشيئاً، وفي النص شعرية تتجدد، تتعدد بالتجدد وتتجدد بالتعدد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©