الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

“الفراعنة” و”محاربو الصحراء” في “فاصلة المريخ”

“الفراعنة” و”محاربو الصحراء” في “فاصلة المريخ”
18 نوفمبر 2009 00:58
يسدل المنتخبان المصري والجزائري لكرة القدم اليوم الستار على التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، من خلال لقاء فاصل ومثير بين الفريقين على ستاد "المريخ" بمدينة أم درمان السودانية، وتبدأ المباراة في التاسعة مساء اليوم بتوقيت الإمارات، وقد أعلنت السلطات السودانية عن تخصيص 15 ألف جندي لتأمين المباراة وحفظ النظام. ويتصارع المنتخبان على المقعد الأفريقي الأخير في نهائيات كأس العالم كما سيكون الفائز من بينهما هو المنتخب العربي الوحيد المشارك في هذه البطولة، بعدما عاند الحظ والتوفيق جميع المنتخبات العربية من آسيا وأفريقيا في التصفيات. وتحمل مباراة اليوم طموحات منتخبين، طالما شهدت مبارياتهما كماً هائلاً من الإثارة والسخونة وأحياناً الشغب والنزاعات، وما من شك في أن مباراة اليوم تمثل واحدة من أكثر المواجهات إثارة في تاريخ تصفيات كأس العالم في جميع أنحاء العالم. وقبل بداية التصفيات، لم يكن أحد يتوقع أن يجد الفريقان نفسهما في هذا الموقف الصعب، فقد كانت معظم التكهنات تتجه نحو المنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) الفائز بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية في نسختيها السابقتين عامي 2006 و2008 . ولكن بعد مرور الجولات الثلاث الأولى من التصفيات تراجعت وتضاءلت الآمال المصرية في بلوغ النهائيات بسبب التعادل مع زامبيا بالقاهرة والهزيمة من الجزائر في الجزائر، وانقلبت الأوضاع مجدداً رأساً على عقب في الجولات الثلاث التالية، حيث فاز المنتخب المصري إياباً على رواندا وزامبيا، ثم ألحق بالمنتخب الجزائري الهزيمة التي كانت كافية بتحويل المنافسة بينهما إلى صراع ملتهب على أرض محايدة. وخاض المنتخب المصري مباراته أمام المنتخب الجزائري يوم السبت الماضي في الجولة السادسة الأخيرة من مباريات المجموعة الثالثة في التصفيات، وهو في موقف صعب حيث كان مطالبا بالفوز بفارق ثلاثة أهداف من أجل التأهل للنهائيات. وكان المنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) أكثر ترشيحاً للوصول إلى النهائيات، في ظل حاجته فقط إلى التعادل أو الهزيمة بفارق هدف وحيد ليصل إلى النهائيات التي شارك فيها سابقاً عامي 1982 و1986، واقترب المنتخب الجزائري كثيراً من النهائيات في جنوب أفريقيا، حيث ظلت النتيجة في مباراة السبت هي تقدم المنتخب المصري بهدف حتى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة التي أقيمت باستاد القاهرة، ولكن القدر كان رحيماً بالمنتخب المصري وجماهيره العريضة، حيث سجل مهاجمه عماد متعب الهدف الثاني للفريق في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع. وأدت هذه النتيجة إلى تعادل وتساوي الفريقين في كل شيء ، بما في ذلك عدد النقاط وفارق الأهداف وعدد الأهداف المسجلة وعلى الرغم من تفوق المنتخب المصري في المواجهتين المباشرتين من المنتخب الجزائري حيث خسر في الجزائر 3/1 وفاز في القاهرة بهدفين نظيفين، اضطر الفريقان لخوض اللقاء الفاصل طبقاً للوائح التصفيات. وأصبحت آمال كل منهما في الوصول للنهائيات معلقة بالتسعين دقيقة لهذه المباراة الفاصلة التي قد تمتد إلى 120 دقيقة إذا انتهى الوقت الأصلي بالتعادل، ولجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي لمدة نصف ساعة، وقد يحتكمان إلى ضربات الترجيح إذا استمر التعادل قائماً في الوقت الإضافي. وما من شك في أن المنتخب المصري الذي شارك في نهائيات كأس العالم عامي 1934 و1990 تجرع من قبل مرارة الخروج من التصفيات في مباراة مماثلة عندما خاض مباراته أمام زيمبابوي عام 1993 على ملعب محايد في مدينة ليون الفرنسية ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة. ولكن المنتخب المصري يتمتع حالياً بموقف يختلف كثيراً عن المرة السابقة فقد استعاد الفريق بريقه في الآونة الأخيرة واستعاد الأمل في الوصول للنهائيات، وتخلص من معظم الضغوط بتغلبه على الجزائر يوم السبت الماضي، ولم يعد أمام أحفاد الفراعنة سوى الظهور بمستواهم المعهود في مباراة اليوم ليحجزوا مقعدهم في النهائيات، خاصة أن الفريق يتمتع حاليا بالثقة، إضافة إلى اكتمال قوته الضاربة بعد عودة حسني عبد ربه نجم خط الوسط، وأبرز لاعبي الفريق إلى صفوف الفراعنة، بعدما حصل على الفرصة المناسبة للتعافي من الإصابة، نظراً لعدم الدفع به في لقاء السبت. كما يعود إلى قائمة الفريق المدافع العملاق وائل جمعة بعد انتهاء إيقافه ليصبح جاهزا للمشاركة في لقاء اليوم، ومع عودة اللاعبين أصبحت الفرصة سانحة أمام المنتخب المصري لتقديم عرض قوي في المباراة، خاصة مع حاجته للفوز بأي نتيجة من أجل التأهل. في المقابل أثرت مجريات المباراة بين الفريقين يوم السبت سلبياً على معنويات لاعبي الجزائر الذين تبدد حلمهم في الوصول لكأس العالم مباشرة في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ولم يعد أمامهم سوى التفوق على أنفسهم في مباراة اليوم، ويدرك المنتخب الجزائري صعوبة المواجهة اليوم، خاصة أن الفريق سيفتقد في هذا اللقاء جهود كل من لوناس قواوي حارس مرماه الأساسي وخالد لموشيه نجم خط الوسط للإيقاف بسبب حصول كل منهما على الإنذار الثاني في المباراة بالقاهرة. كما يغيب عن صفوف الفريق اللاعب رفيق حليش للإصابة وتحوم الشكوك حول مشاركة رفيق صايفي قائد وأبرز لاعبي الفريق وزميله عنتر يحيى للإصابة أيضاً، ولكن ما يطمئن الجماهير الجزائرية قبل هذه المواجهة رغم فارق المستوى وتفوق المنتخب المصري هو رغبة الفريق الجزائري في الثأر من نظيره المصري الذي بدد آماله في بلوغ نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا من خلال الفوز عليه بهدف بالقاهرة عام 1989، كما يشعر المدرب رابح سعدان "63 عاماً" المدير الفني للفريق والذي كان مدرباً له أيضاً في كأس العالم 1986 بالثقة في قدرة لاعبيه على تجاوز هذه العقبة والوصول للنهائيات. وترجع ثقة سعدان في لاعبيه إلى قدرتهم على تحدي المنتخب المصري لأكثر من 90 دقيقة خلال مباراة السبت الماضي والصمود رغم تقدم أصحاب الأرض بهدف أحرزه عمرو زكي في الدقيقة الثانية من المباراة وقبل أن يحقق المنتخب المصري الفوز في وقت قاتل. أما المدرب حسن شحاته المدير الفني للمنتخب المصري والذي قاده للفوز بلقب كأس أفريقيا مرتين متتاليتين فأكد ثقته التامة أيضا في قدرة فريقه وخبرة لاعبيه في التعامل مع هذه المباراة وانتزاع بطاقة التأهل للنهائيات. وقال شحاته "واجهنا مواقف أكثر صعوبة ومنافسين أكثر قوة في الماضي ونجحنا في التغلب عليهم، اعتقد كثيرون أننا أهدرنا فرصتنا في التأهل بعد الهزيمة في الجزائر ولكننا مازلنا في دائرة المنافسة حتى الآن". وتقرر إقامة المباراة في أم درمان بعد القرعة التي أجراها الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) في مقره بمدينة زيوريخ السويسرية الأسبوع الماضي، حيث رشح الجانب المصري السودان لاستضافة اللقاء بينما رشحت الجزائر جارتها تونس. وفازت مصر في القرعة، ويسعى منتخبها الآن إلى الفوز في المباراة بأم درمان والتأهل للنهائيات. أشاد بسلوك الجمهور المصري جاج يصف المواجهة بـ”العدوانية” الخرطوم (الاتحاد) - تعرضت حافلة المنتخب المصري بالسودان لاعتداء من جانب أحد مشجعي الفريق الجزائري الذي تقدم بسيارته ولحق بحافلة الفريق المصري، ثم ضرب زجاج السيارة باليد الخشبية لعلم بلاده الذي كان يحمله في يده ليحطم أحد نوافذ الأتوبيس الخاص بالبعثة المصرية، دون أن يصيب أي فرد بأذى، وعلى الفور قام سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة ورئيس البعثة باستدعاء مندوب "الفيفا" لتحرير شكوى رسمية وإثبات حق فريقه علي غرار ما فعله الجزائريون قبل لقاء القاهرة الأخيرة، عندما تعرضت حافلتهم لحادث مماثل. من جانبه وصف السويسري والتر جاج المنسق العام لمباراتي الفريقين بالقاهرة والخرطوم ما حدث بالعدوانية، وقال إن جمهور المنتخبين يضر بهما، ويعرضهما للعقوبات، ومن المؤكد أن سخونة الأجواء تأتي من أهمية الحدث، ورغبة الفريقين في الصعود إلى كأس العالم، وأن الفريقين يستحقان التأهل إلى المونديال ومن الخسارة لأفريقيا خروج أحدهما، لأن كل فريق يضم عناصر جيدة. ورفض جاج الكشف عن ملامح تقريره لـ"الفيفا" عقب المباراة الأولى، واكتفي بالتأكيد على الإشادة بحكم اللقاء وتوضيح وجهة نظره في أحداث الأتوبيس الخاص ببعثة الجزائر، مشدداً على أن رفع الأمر للاتحاد الدولي وأن القرار متروك للجان المختصة. ووصف جاج سلوك الجمهور المصري بالجيد، وقال إنه يستحق التحية، وأشار إلى أن مباراة اليوم ستكون أسهل للفريقين لأنهما ابتعدا عن الضغوط النفسية والعصبية، متمنيا لمنتخبي مصر والجزائر التوفيق، ويذكر أن الاتحاد الدولي أبقى على المنسق والمراقبين بسبب ضيق الوقت وصعوبة اختيار بدائل، فيما تم استبدال طاقم التحكيم. يأتي هذا في الوقت الذي توقعت فيه مصادر قريبة من "الفيفا" أن يتم معاقبة اتحاد الكرة المصري بغرامة مالية لسببين يتعلق الأول بحادث الأتوبيس رغم نجاح مسؤولي الجبلاية في إثبات براءتهم مما حدث والثاني نتيجة دخول عدد كبير من المصورين الصحفيين إلى المنطقة المجاورة للملعب في الدقائق الأخيرة، وهو ما تضمنه تقريري منسق اللقاء ومراقبه السوداني كمال شداد، فيما لم يتحدد موقف الجزائر على اعتبار أن أحداث الأتوبيس الخاص بالبعثة المصرية تمت في السودان.
المصدر: أم درمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©