بمناسبة يوم الأرض الذي يوافق 22 أبريل من كل عام، تعرض قناة ناشيونال جيوغرافيك فيلماً وثائقياً عن Plastiki، القارب المصنوع من أكثر من 12000 عبوة بلاستيكية معاد تدويرها.صنع هذا القارب ديفيد دي روثتشايلد في العام الماضي وأبحر فيه ليثبت أن بوسعنا بناء شيء مفيد من النفايات التي نبدّدها ونسيء برميها للبيئة.
تحدثت «الاتحاد» مع ديفيد الذي سيكون في نيويورك في يوم الأرض لتوقيعه كتابه «بلاستيكي: عبور الباسفيك بواسطة البلاستيك، مغامرة إنقاذية للمحيطات». سألناه عن مبادرته التي انطلق بها العام الفائت لمناسبة يوم الأرض والتي يستمر فيها سنوياً، وعن السبب الذي دفعه لإطلاق فكرة صناعة قارب بلاستيكي يمكن استخدامه والإبحار فيه. وقال «لقد أخذت على عاتقي أن تساهم حملة بلاستيكي عام 2010 لرفع الوعي والإحساس بالمسؤولية حيال تبديد النفايات وايذاء البيئة التي نعيش فيها، وخصوصاً المواد البلاستيكية التي ترمى في المحيطات وتتجمّع في «أكوام» وباتت تعرف ب «أكوام البلاستيك»، وهي مؤذية فعلا للحياة في المحيطات».
ويضيف «أسست وترأست «ميوو» أو مغامرة علم البيئة، وانطلقت لتنفيذ فكرتي فجهزت للإبحار في مارس العام الماضي. وشعار حملة «بلاستيكي» أو رحلة بلاستيكي 1.0 من البلاستيك التي تمثّل الاستهلاك الفردي للعبوات البلاستيكية للإشارة إلى الكمية التي يبدّدها كل فرد ويرميها من دون التفكير في إمكانات إعادة استعمالها. إن هدفنا إلهام الناس لإعادة التفكير حول ما نقوم بتبديده ورميه في الوقت الذي يمكننا الاستفادة منه كمورد».
أما مبدأ بناء القارب من العبوات البلاستيكية، فقام على فكرة أن 68 % من قدرة القارب على العوم على سطح الماء مستمد من العبوات البلاستيكية نفسها، وليس بالوسع الإبحار من دون هذه العبوات البلاستيكية، والهدف أو الرسالة الأساسية هي خمس نقاط أساسية، وهي إعادة التفكير، الرفض، التقليل، إعادة الاستخدام، إعادة التدوير.
ويقول دايفيد «لقد استغرق بناء المركب بدءاً من مرحلة البحث والتصميم وصولاً إلى البناء، أربع سنوات كاملة من العمل، وقد وضع القارب في المياه للمرة الأولى في مارس 2010 في سان فرانسيسكو.
سوء الوضع
يتحدث ديفيد عن تبديد النفايات، ويقول «إن الوضع أكثر تشاؤماً مما يعتقده البعض، فليس بوسعكم تخيّل أكوام النفايات الغارقة التي لا تطفو على المياه وإن فعلت ستكون كجزر عائمة من النفايات، هذه الأكوام تنتشر وتؤذي حياة المحيطات وتهدّد حياة الكثير من الكائنات المائية، ولا يقتصر الأمر على ما يطفو على سطح الماء فثمة النفايات المؤذية التي نجدها تحت الماء والتي تلوّث البيئة فيحطّ رحال هذا التلوث بطبيعة الحال في أطباق العشاء على موائدنا».
ويرى ديفيد أن هناك أكثر من طريقة لإعادة استخدام ما نعتقد أنه نفايات وعلينا رميه، وثمة وسائل عدة لإعادة استخدامها بطرق مبدعة ومفيدة.
وفي يوم الأرض، يطل ديفيد على شاشاتنا حيث سيعرض«بلاستيكي» على قناة الناشيونال جيوغرافيك أبوظبي، يوم الجمعة القادم 22 أبريل الساعة الثامنة مساء بتوقيت السعودية والتاسعة ليلا بتوقيت الإمارات.
وسيطّلع الفيلم المشاهدين على قصة بناء القارب من عبوات البلاستيك ويرافقون المغامر والمناصر للبيئة - كما يحبّ أن يعرّف عن نفسه - ديفيد دي روثتشايلد في رحلته على القارب الذي قام بصناعته عابراً للباسيفيك.
عدد اليوم
