السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد محمد.. عشقه للصقور يسري في دمه ويمنحه السعادة رغم إصابته بالشلل

سعيد محمد.. عشقه للصقور يسري في دمه ويمنحه السعادة رغم إصابته بالشلل
17 نوفمبر 2009 23:35
يسري عشق الطيور في دمه، يحركه لاختراق كل الصعوبات، هي أوكسجين حياته، ارتبط معها بعلاقة ود منذ صباه الأول حيث اشتغل في محمية للطيور، اختبر الحياة من خلالها، وانصهر في عالمها، وكانت سبب فرحه وحزنه، فكما منحته الفرح تسببت له في تدهور سيارته مما أقعده على كرسي متحرك، ورغم ذلك ظلت المتنفس والنفيس في حياته. اسمه سعيد محمد عمل في محمية في بر دبي، وعشقه لعمله جعله يتعرف على كل تفاصيله، فعرف الجميع مهاراته في احتواء المواقف المهنية الصعبة. ضياع الصقر في ليلة ليست كباقي الليالي ضاع صقر صغير من صاحبه الذي يعزه كثيرا، ولم تكن لديه الخبرة الكافية لتتبع الصقر فلجأ لسعيد المعروف في أوساط أصدقائه بمهاراته العالية في التعامل مع الصقور، حيث يحكي سعيد قصته من البداية ويقول: «عملت في المحمية بعمر صغير، وكان حبي للطيور -خاصة الصقور- دافعي للعمل، فعملت المستحيل من أجلهم إذ كنت أقضي جل أوقاتي في المحمية. وفي ليلة ظلماء، ضاع صقر من صاحبه فلجأ إلي يطلب العون، حيث فك الصقر ليدربه فضاع، ولأنه لا يحسن استعمال جهاز التتبع والرصد طلب مني المساعدة وكنا نحن أربعة أشخاص نحاول رصد مكانه بجهاز التتبع، واستمر البحث عنه ثلاث ساعات، ومن دبي إلى الشارقة حيث وجدناه هناك». سعادة وحزن يضيف سعيد: «كانت السعادة تغمرنا ونشوة الانتصار تهز السيارة يمينا وشمالا، نمخر عباب الرمال غير آبهين بالطريق التي تنسحب تحت عجلات السيارة ذات الدفع الرباعي، كان طريقنا كله رمال، ونشوة الانتصار تثملنا، لم نضع أقدامنا على أرض الواقع إلا حين قفزت السيارة وتدهورت وانقلبت 4 مرات على جهة اليمين، وهي الجهة التي كنت أجلس بها، لم يصب أحد من أصدقائي، فقط وحدي من أصيب في هذا الحادث، وكانت ضربة قوية في العمود الفقري، فنقلت على الفور إلى مستشفى راشد بدبي، وبعدها أخذوني إلى لندن حيث قضيت شهرا كاملا هناك للعلاج». كان عمر سعيد آنذاك لا يتجاوز 23 عاما، وكان المصاب شديدا عليه، يقول في ذلك: «صحيح أنني عثرت على الصقر، لكنني فقدت سلامتي إثر انقلاب السيارة بنا، إذ أصبت بشلل نصفي وحزنت كثيرا ومررت بمواقف صعبة لكن إيماني بالله سبحانه وتعالى أعطاني القوة لاستئناف حياتي من جديد، بحيث رجعت من رحلة العلاج بلندن وجلست في البيت شهرا كفترة للنقاهة واستجماع القوة لمواجهة العالم من جديد، ثم رجعت لهواياتي التي أعشق ممارستها، وهي من خففت عني كل هموم الدنيا». يسترسل قائلا: «في مزرعة خاصة بي أمارس هذه الهوايات، وهي تمنحني السعادة وتدعمني بالأمل، والمزرعة بها الكثير من الحيوانات ولكن الإبل والطيور أقربها إلى قلبي، ولا منافس لها في حبي، فهي من تحمل سري وتحافظ عليه، وهي من عرفتها قبل وبعد الحادث». الثلاثي الجميل يتحدث سعيد عن صقوره بحب كبير، فيقول: «أمتلك 5 صقور، لكن أعزهم إلى قلبي توفي العام الفائت وحزنت عليه كثيرا، حيث عاش معي نحو 10 أعوام وعرفني في الصحة والمرض وظل وفيا لي. ومن بين صقوري هناك ثلاثي جميل، وهم: عباس، وأطلقت عليه هذا الاسم لصد العين والحسد، وهناك منصور، أطلقت عليه هذا الاسم لشجاعته الكبيرة، أما الصقر عُريب فاستوحيت له هذا الاسم من رقة ونعومة الفنانة عُريب، أما الآخرون فهم بعد من غير أسماء، فالاسم لا أختاره للصقر إلا من خلال موقف معين وحسب مؤهلاته ومهارته». يتابع سعيد حديثه عن الصقور ويقول: «يساعدني في العناية بالصقور عامل وأخي الصغير الذي أعلمه مهارات تربية الصقور التي تتطلب الحنكة والحب في آن واحد، فمثلا عندما تكون الصقور صغيرة نخرجها للصيد ونخلع من على رأسها «البرقع» ليتمكن من النظر إلى السماء بعينيه، حتى يشعر بالأمان، ونضعه على اليد ونمسح ريشه، ثم ندربه على الصيد». نمو الريش يشرح سعيد بعض التفاصيل المتصلة في العناية بصقوره، ويقول: «لو انكسرت ريشة في أجنحة الصقر نأخذه للطبيب المختص الذي يرجعها لمكانها، وتسمى هذه العملية «توسير» ويجبر من خلالها الريشة، أما آخر ريشة في جناح الطير وتسمى «الموس» تتطلب 60 يوما ليكتمل نموها، لهذا يأتي وقت نربط فيه الصقور، وتسمى هذه العملية بـ»المقيض» ابتداء من شهر مارس إلى شهر سبتمبر، وذلك بفكها في قفص كبير، ونتركها تبدل ريشها، ويختلف نمو الريش من صقر لآخر. أما بالنسبة لتربية الصقر فيلزمها خبرة كبيرة، فمثلا نضع البرقع للصقر الضعيف البنية بعد الأكل وذلك ليستفيد من الأكل الذي تناوله ليهضمه ببطء، لأن اللعب واللهو يجعله يهضم الأكل بسرعة، بحيث عندما نخلع البرقع للطير تزيد حركته، أما السمين منهم فيمكننا أن نخلع عليه البرقع لأن ذلك لا يؤثر على صحته. وبالنسبة للحرارة فهي لا تؤثر على الصقور المحلية بعكس الصقور المستوردة، لهذا نضع تكييفا يلطف الجو، كما نضع أوعية فيها ماء ليستحم الطير ويشرب».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©