الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء ومسؤولون: أبوظبي تمتلك المقومات لتصبح واحدة من أكبر مصدري مكونات الطائرات في العالم

خبراء ومسؤولون: أبوظبي تمتلك المقومات لتصبح واحدة من أكبر مصدري مكونات الطائرات في العالم
17 نوفمبر 2009 23:29
تحظى مشاركة أبوظبي في معرض دبي للطيران والاستثمارات الضخمة التي خصصتها لتطوير الصناعة باهتمام عالمي واسع من قبل المشاركين في معرض دبي للطيران 2009، الذين أكدوا نجاح هذه الجهود في تحويل الإمارة إلى لاعب رئيس في صناعة الطيران العالمية. ولاقى مشروع ستراتا لتصنيع المواد المركبة لهياكل الطائرات- الذي قام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بوضع حجر الأساس له مؤخراً إيذاناً ببدء العد التنازلي لإطلاق عملياتها الإنتاجية خلال 12 شهراً- اهتماماً كبيراً من الخبراء والمتخصصين في مجال الطيران. وأكدوا أن هذه الخطوة إضافة قوية لصناعة الطيران في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام باعتبارها المبادرة النوعية الأولى على مستوى المنطقة في هذا القطاع والتي تمهد لدخول عصر التصنيع الدقيق. وأكد مسؤولون وخبراء عالميون في مجال الطيران امتلاك أبوظبي كل المقومات لتصبح واحدة من أكبر 12 مورداً لمكونات الطائرات في العالم، متوقعين أن يتم تحقيق هذا الهدف خلال العقد المقبل، بما يرسخ من مكانة دولة الإمارات كلاعب رئيس على خريطة صناعة الطيران العالمية. وأكد خبراء الصناعة أن استثمارات أبوظبي في قطاع الطيران من شأنها أن تنقل المنطقة إلى عصر اقتصاد المعرفة والصناعات الدقيقة بما يفتح الباب أمام الاستفادة من الخبرات الإقليمية في هذا القطاع الحيوي وتأهيل خبرات وطينة متخصصة في أدق الصناعات. وأشاد الخبراء بالخطوات التي تقوم بها شركة مبادلة للتنمية لدخول مجال التصنيع بتوقيعها سلسلة ممتدة من الشركات الاستراتيجية مع كبريات شركات تصنيع الطائرات في العالم لاستكمال سلاسل التوريد والتصنيع التي من شأنها أن تمكن من إنتاج أول طائرة رجال أعمال من أبوظبي بحلول العام 2018. مكونات الطائرات أكد الرئيس والمدير التنفيذي لشركة بوينج جيم مكنيرني أن أبوظبي تمتلك كل المقومات لتصبح واحدة من أكبر 12 مورداً لمكونات الطائرات في العالم، متوقعاً أن يتم تحقيق هذا الهدف خلال العقد المقبل. وأوضح أن الاتفاقية التي وقعتها بوينج مع شركة مبادلة ما زالت في مراحلها الأولى، وهناك الكثير من التفاصيل سيتم الإعلان عنها لاحقاً، لكنها تؤسس لمشاريع وشراكات بين الطرفين تغطي مجالات التصنيع ونقل التكنولوجيا، إضافة إلى الخدمات والدعم الفني. وأشار إلى أن “بوينج” تبدي اهتماماً كبيراً بهذه الاتفاقية وتقديم خبراتها التكنولوجية، حيث وقعت اتفاقيات سابقة في السعودية ودول أخرى في المنطقة. وفيما يتعلق بإمكانية إقامة مصنع كامل لـ”بوينج” خارج الولايات المتحدة، قال مكنيرني إن الشركة ليست متحمسة كثيراً لهذه الخطوة. وقال في لقاء مع الإعلامين بجناح الشركة على هامش معرض دبي للطيران: “إن الاتفاقيات التي وقعتها (مبادلة) مع عدد من الشركات العالمية المصنعة، تؤسس لأن تصبح الإمارات مركزاً إقليمياً وعالمياً في قطاع التصنيع مع تزايد الاستثمارات الضخمة ونمو أساطيل الشركات الوطنية مدفوعاً بنمو الطلب على النقل الجوي الذي يتوقع عودته إلى الانتعاش بحلول عام 2011 خصوصاً فيما يتعلق بطلبيات الطائرات الجديدة أو تسليمها. وأضاف أن المنطقة تشهد تطورات لافتة في صناعة الطيران وتحقق حالياً نمواً هو الأعلى في العالم، وهي عوامل تدفع باتجاه تحقيق الهدف الذي تنشده دولة الإمارات. وأكد أن ما تشهده المنطقة من تطورات في قطاع الطيران يحاكي تلك التي حدثت في الصين مع تسارع النمو في مختلف أساطيل المنطقة، فضلاً عن المبادرات الحيوية خصوصاً تلك القادمة من الإمارات التي باتت لاعباً رئيساً في هذه الصناعة خاصة في ظل التطورات والمبادرات التي تقوم بها أبوظبي لتعزيز هذا التوجه. تعديلات على “بوينج 777” وأضاف أن “بوينج” تدرس بجدية الاقتراحات التي قدمتها “طيران الإمارات” لإجراء تعديلات على الطائرة بوينج 777 طويلة المدى من حيث سعة المقصورة والمدى وزيادة الكفاءة ولدينا بالفعل خطط لإجراء تحسينات على هذه الطائرة. و”إن الإمارات تعد حالياً أكبر مشغل لهذه الطائرة في العالم، ونحن حريصون على تلبية رغبات الناقلة الوطنية”. وأوضح أن أولوية “بوينج” حالياً تتمثل في محاور عدة وهي تسليم الطائرات الجديدة للعملاء وتعزيز وتطوير منتجات وأنظمة الدفاع والمزيد من الخدمات لطائراتها في مختلف أسواق العالم، إضافة إلى الالتزام بمعايير الابتكار والإبداع. وأكد أن الطائرة 787 دريم لاينر التي يتوقع أن تبدأ رحلاتها التجريبية مع نهاية العام الجاري مازالت تمثل ثورة في تاريخ الطيران، وهي تحظى باهتمام عالمي كبير رغم التأخير المستمر في مواعيد التسليم للعملاء، مشيراً إلى أن حجم الطلبيات الملغاة لم تتجاوز 70 طائرة من إجمالي طلبياتها التي زادت على 700 طائرة حتى الآن. وأوضح أن تغيير نموذج التصنيع في “بوينج” لا يعني تصنيعها بالكامل في الولايات المتحدة، لكن الهدف تغيير طرقة العمل في عملية التجميع. أكثر الأسواق نمواً وأشار إلى أن هناك 400 طائرة تجارية لـ”بوينج” في منطقة الشرق الأوسط التي ما زالت واحدة من أكثر أسواق العالم نمواً الأمر الذي دفع بالشركة إلى تأسيس عدة شراكات استراتيجية مع المنطقة وافتتاح عدة منشآت للخدمة، فضلاً عن الاتفاقيات الاستراتيجية كتلك التي وقعتها في معرض دبي للطيران مع شركة مبادلة. وتتوقع “بوينج” تسليم ما يقارب 1700 طائرة إلى المنطقة حتى عام 2027 بقيمة إجمالية تزيد عن 260 مليار دولار ويتم استخدام 60 بالمائة من هذه الطائر لتلبية احتياجات السوق الإقليمية المتزايدة والنسبة المتبقية وهي 40 بالمائة سوف تحل بدلاً من الطائرات التي تخرج من الخدمة. رؤية واضحة أكد الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للطيران جيمس هوجن أن الاستثمارات الضخمة التي خصصتها حكومة أبوظبي لقطاع الطيران تأتي في إطار رؤية واضحة وضعتها الإمارة لأن تصبح أحد أبرز اللاعبين في مجال الطيران. ولفت إلى أن إطلاق المبادرات التصنعية والتي كان أحدثها وضع حجر الأساس لمصنع ستراتا يمثل جزءاً محورياً في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس. وأكد هوجن في تصريحات لـ”الاتحاد” على هامش معرض دبي للطيران أن أبوظبي ومن خلال هذه الرؤية الطموح نجحت في أن تصبح لاعباً مهماً على خريطة صناعة الطيران العالمية. وقال إن الاقتصاد القوي الذي تتمتع به إمارة أبوظبي يمكن جهودها في مجال الطيران وجهود الاتحاد للطيران على مواصلة النمو والتوسع لتوفير بنية قوية من الخدمات اللازمة لتطوير قطاع السياحة والسفر والأعمال، حسب خطة الإمارة. واعتبر هوجن أن الاستثمارات التي وظفتها حكومة أبوظبي لعقد صفقات هي الأضخم في تاريخ صناعة الطيران المدني في العالم تهدف إلى تعزيز شبكة الاتحاد للطيران إلى أوروبا وأميركا والشرق الأقصى بأحدث الطائرات مثل بوينج 777 و إيرباص ايه 380 و إيرباص ايه 350. وأشار إلى أن إمارة أبوظبي سوف تصبح لاعباً أساسياً في صناعة الطيران باستثمارات ضخمة في الاتحاد للطيران، إضافة إلى إقامة منطقة صناعة لتصنيع هياكل ومكونات الطائرات في مدينة العين لتغطية الاحتياجات المتنامية لأسواق الهند والشرق الأوسط و دول المنطقة الخليجية. وأكد أن الأزمة المالية العالمية لم تثن عزم إمارة أبوظبي على مواصلة النمو والتوسع الاقتصادي خاصة في قطاع الطيران المدني والسياحة والسفر. وأشار إلى أن حكومة أبوظبي تواصل حالياً بناء أحدث بنية تحتية لقطاع الفنادق والسياحة والرياضات الترفيهية مثل جزيرة ياس والمدن والثقافية مثل جزيرة السعديات التي ستضم أرقى المتاحف العالمية، إضافة إلى بناء اكثر من 70 فندقاً جديداً من مختلف الدرجات السياحية وأبرزها مثل مركز أبوظبي الوطني للمعارض. المبادرات الاستثمارية أكد غيث الغيث الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي التي تعد أول ناقلة اقتصادية في الإمارة أن المبادرات الاستثمارية التي تطلقها حكومة أبوظبي في مجال صناعة الطيران خاصة تأسيس مصنع ستراتا لتصنيع المواد المركبة لهياكل الطائرات، تعبتر إضافة قوية لصناعة الطيران في دولة الإمارات وترسيخاً لموقع الدولة على خريطة الطيران العالمية. وأشاد الغيث بالاستثمارات التي تقودها أبوظبي في مجال الطيران، مؤكداً نجاح هذه الاستثمارات في خلق بيئة جديدة تنافسية جديدة في الصناعة بالمنطقة كان لدولة الإمارات السبق فيها. وأشار إلى أن دخول الدولة في مجال الإنتاج يعد سبقاً إقليمياً فريداً ستستفيد من جميع بلدان الشرق الأوسط خاصة في مجال استقطاب الكفاءات في مجال التصنيع، إلى جانب تأهيل الكفاءات الشابة المواطنة لاختراق أحد أهم القطاعات حيوية في العالم. من الاستهلاك إلى التصنيع بدوره، اعتبر المهندس سامر كيفو مدير عمليات في شركة هاديد للخدمات الدولية للطيران أن خطوة أبوظبي باتجاه تصنيع مكونات هياكل الطائرات مبادرة فريدة من نوعها في المنطقة ستكون لها انعكاسات إيجابية عديدة على صناعة الطيران في الشرق الأوسط التي كانت الشركات المصنعة تتعامل معها على أنها منطقة استهلاك فقط. ولفت إلى أن هذه المبادرة تعكس بلا شك الثقل الذي باتت تتمتع به أبوظبي لدى أكبر مصنعي الطائرات في العالم خاصة شركتي بوينج وايرباص، متوقعاً أن يكون مصنع ستراتا بداية لمشروع أضخم في المستقبل يقود إلى اختيار أبوظبي واحدة من مراكز تجميع الطائرات المصنعة مثلما هي الحال حالياً في اليابان والصين وإيطاليا وألمانيا. وأضاف أن مثل هذه النوعية من المشاريع من شأنها أن تفتح آفاقاً أوسع أمام الخبرات العربية المتخصصة في صناعة الطيران وإتاحة فرص عمل جديدة أمام الخبرات المؤهلة. نقلة نوعية إلى ذلك، اعتبر الكابتن سلطان جاردان رئيس شركة سونيك جيت لخدمات الطيران مبادرات أبوظبي في صناعة الطيران نقلة نوعية لسوق الطيران في المنطقة، لافتاً إلى أن اختيار الشركات الرائدة في مجال التصنيع مثل ايرباص وبوينج أبوظبي لتكون مركزاً لتصنيع مكونات هياكل الطائرات يعد اعترافاً قوياً بالدور المحوري للإمارة في صناعة الطيران.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©