الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

في اليابان··· الرئيس القادم من ؟

في اليابان··· الرئيس القادم من ؟
6 سبتمبر 2008 02:41
دفعت استقالـــة رئيس الوزراء الياباني ''ياسو فوكــودا'' المفاجئـــة -يوم الاثنين الماضي- الحزبَ الحاكم إلى البحث عن خلف له يستطيع التعاطي مع المأزقين السياسي والاقتصاد الآخذين في التراجع اللذين وسما العام الذي قضاه الزعيم المستقيل في السلطة؛ كما سيتعين على من سيخلف ''فوكودا'' أن يعيد إحياء الشعبية المتدنية للحزب الليبرالي الديمقراطي، الذي حكم اليابان معظم نصف القرن الماضي والمطالَب بإجراء انتخابات عامة في غضون عام؛ ليكون بذلك ثالث رئيس للوزراء يحاول أن يقود البلاد في ظرف سنتين· وقد تردد اسم ''تارو آسو'' -الأمين العام الحالي للحزب الليبرالي الديمقراطي- كمرشح محتمل لخلافة ''فوكودا'' حيث يستطيع هذا السياسي -المعروف بلسانه الحاد وحبه للكتب الكوميدية- أن يجلب أسلوب قيادة أقوى، وإن كان أكثر إثارة للجدل؛ وفي هذا السياق يقول ''إيليس كراوس'' -أستاذ السياسة اليابانية بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو-: ''لقد ترك ''فوكودا'' الانطباع بأنه لم يكن يتحكم في شيء أبدا، لا في حزبه، ولا في البرلمان، ولا في الحكومة''، مضيفا ''حين شاهدته على التلفزيون، اندهشت كيف بدا مهزوزا وغير مرتاح''· وبالفعل، فطيلة السنة التي قضاها في السلطة، واجه ''فوكودا'' معدلات تأييد متدنية تراوحت بين 19 و35 في المائة على مدى الأشهر الثمانية الماضية، وذلك حسب استطلاعات رأي أجرتها صحيفة ''أساهي'' -واحدة من الصحف اليابانية الكبيرة- غير أن ''فوكودا'' ليس رئيس الوزراء الياباني الوحيد الذي واجه مشاكل في قيادة البلد؛ ففي سبتمبر الماضي، أقدم سلفه ''شينزو آبي'' بشكل مفاجئ على الاستقالة بعد نحو عام في السلطة لأسباب صحية كما قال؛ وفي هذا السياق يقول ''مينورو موريتا'' -المحلل السياسي في العاصمة اليابانية طوكيو-: ''هذا مؤشر على أن الحزب الليبرالي الديمقراطي بصدد الانهيار''· وباستثناء ''جونيشيرو كويزومي'' -الزعيم ذو الشخصية الجذابة الذي سبق ''آبي'' في السلطة من 2001 إلى 2006- لم يقضِ رؤساء الوزراء اليابانيون فترة طويلة في السلطة؛ حيث عرفت البلاد ابتداء من 1989 وحتى الآن 10 رؤساء وزراء في غضون 12 عاما، إلى أن جاء ''كويزومي'' إلى السلطة، كما يقول ''ريتشارد كاتز'' رئيس تحرير ''ذي أوريانتل إيكونوميست ريبورت''، وهي نشرة إخبارية شهرية حول اليابان والعلاقات الأميركية اليابانية· كان الكثير من المشرعين في الائتلاف الحاكم يخشون ألا يتمكنوا من الفوز بالانتخابات المقبلة في الغرفة السفلى تحت قيادة ''فوكودا''؛ وفي هذا الإطار، يقول ''موريتا'': ''لقد فقدت حكومة فوكودا دعم منظمة سوكا جاكاي'' البوذية، وهي هيئة داعمة رئيسية لـ''نيو كوميتو''، الذي يعد الشريك الصغير للحزب الليبرالي الديمقراطي في الائتلاف''، مضيفا: أن الحزب الليبرالي الديمقراطي لا يستطيع الصمود بدون دعمهم؛ ويقول ''كراوس'' إن ''فوكودا'' و''آبي'' سعيا جاهدين من أجل الحفاظ على شعبيتهما لأسباب من بينها أن لا أحد منهما ''كان يعير اهتماما كبيرا لإقناع الجمهور عبر وسائل الإعلام بأنهما مهتمان بموضوع الإصلاح''؛ ومن جانبه يقول ''كاتز'': ''رئيس الوزراء الوحيد (كويزومي) الذي خاض حملة وحكم على أساس إصلاحٍ هيكلي وكان قادرا على البقاء في السلطة''، مضيفا: ''الآن، ومع رئيسي وزراء لم يعطيا الأولوية لموضوع الإصلاح، يبدو أننا عدنا إلى عهد رؤساء الوزراء الضعفاء الذين لا يعمرون طويلا''· ويقول الحزب الليبرالي الديمقراطي، إنه سيجري انتخاباته الرئاسية في الثاني والعشرين من سبتمبر، حينها يُفترض ألا يواجه المرشح صعوبة في كسب تأييد الغرفة السفلى للبرلمان، حيث الحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه الصغير في الائتلاف يتوفران على أغلبية؛ أما اليوم، فتركز الأنظار على ''آسو''، الذي تنافس على السلطة ضد ''فوكودا'' العام الماضي، ويعد اليوم المرشح الأول للحزب؛ وفي هذا الصدد قال ''آسو'' بعد إعلان فوكودا الاستقالة: ''يجب أن أتولى القيادة''· والواقع أن شخصية ''آسو'' الجذابة يمكن أن تفيد الحزب في الانتخابات؛ غير أنه إذا كان أسلوبه الصريح قد ضمن دعم بعض الناخبين، فإنه أثار في الوقت نفسه حفيظة الخصوم السياسيين وجيران اليابان؛ فقد أغضب الصين بعد أن وصفها بأنها تمثل تهديدا عسكريا؛ وفي يوليو الماضي، شبَّه تكتيكات أحد أحزاب المعارضة بتلك التي كان يستعملها النازيون؛ والجدير بالذكر هنا أن ''آسو''، وهو وزير خارجية سابق، يؤيد فكرة يابان تشارك بقواتها في مهام في الخارج· ويقول ''كراوس'': ''سيتعين على الزعيم المقبل، آسو تارو ربما، أن يقدم صورة لقيادة أكثر دينامية ؟وهي شيء ربما يستطيع آسو القيام به؟ ولكن أيضا تجنب أخطاء آبي مثل التركيز على السياسة الخارجية فقط؛ وإيلاء الإصلاح الداخلي بعض الاهتمام''· وإضافة إلى ذلك، يعد الاقتصاد موضوعا مهما بالنسبة لليابان، ولاسيما في ضوء تراجع الصادرات وارتفاع التضخم؛ وعرف الاقتصاد أكبر تراجع له منذ 2001 في الربع الثاني من هذا العام؛ كما أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤخرا صحيفة ''أساهي'' أن 82 في المائة من الناس يقولون إن ظروف عيشهم صعبة· تاكيهيكو كامباياشي- طوكيو مراسل كريستيان ساينس مونيتور ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©