الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رايس: لا أعداء دائمين لواشنطن

رايس: لا أعداء دائمين لواشنطن
6 سبتمبر 2008 02:38
عقد الزعيم الليبي معمر القذافي جلسة مباحثات مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي تقوم بأول زيارة لوزير خارجية أميركي لليبيا منذ 55 عاماً· وبدأ اللقاء بتأخير ساعة عن الموعد المقرر في مقر القذافي بباب العزيزية بطرابلس وهو المجمع الذي قتلت فيه ابنته بالتبني في غارات اميركية عام 1986 في عهد الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريجان· وصافح الزعيم الليبي الذي كان يرتدي لباسا ابيض ويضع الوشاح الافريقي، افراد الوفد الاميركي في حين حيا رايس بوضع يده على صدره· وكانت رايس وصفت زيارتها الى ليبيا قبل وصولها الى طرابلس ولقائها الزعيم الليبي الذي كان يعتبر لوقت غير بعيد عدوا لدودا لبلادها، بانها لحظة تاريخية''· وتبادل القذافي ورايس بعض العبارات قبل بداية اللقاء· وسأل القذافي رايس عن حالها، فردت ''اني بافضل حال، شكرا''· كما اجابت لدى سؤالها عن الاعاصير التي تضرب جنوب الولايات المتحدة، ان ''الاعصار الاول لم يكن بالشدة التي كنا نتوقعها غير ان هناك اعصارين اخرين قادمان''· وقبل ذلك اجتمعت رايس مع وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم في طرابلس حيث تم بحث علاقات التعاون القائمة بين البلدين وسبل تطويرها· وقال شلقم إن ليبيا والولايات المتحدة عبرا عن ارتياحهما لما وصلت إليه العلاقات الثنائية في المجالات السياسية خاصة أن البلدين في حوار مستمر الآن حول كثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك· وأضاف أن المباحثات بين الجانبين تناولت أيضا التطور الذي وصل إليه التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية خاصة في مجال النفط· وقال شلقم عقب الاجتماع ''إن النقاش تناول عددا من القضايا الدولية المهمة حيث تناقشنا بالتفصيل في موضوع العراق وفلسطين والعلاقات الأميركية السورية وأهمية دور سوريا في الوطن العربي، والوضع في لبنان والتطورات الاقليمية والعلاقات الأميركية الايرانية والتوتر في العلاقات بينهما وأهمية وجود مخرج لها''· وتابع ''كما تحدثنا عن العمل الدولي المشترك لمقاومة الارهاب والتطرف·· لأن الاستقرار والأمن جزء أساسي للتنمية والتطور والتعاون بين الشعوب''· وأضاف ''أن رايس عبرت عن حرصها وحماسها لتطوير العلاقات الثنائية، وأن تكون هناك آليات ثنائية مشتركة لتطوير هذه العلاقات في كل المجالات، وأن يكون هناك تواصل وحوار سياسي معمق بين الدولتين باستمرار''· وكانت رايس قد وصلت مساء امس إلى ليبيا، وذلك في زيارة تاريخية تعد بمثابة بدء عهد جديد بعد أكثر من نصف قرن من العلاقات المتوترة بين واشنطن وطرابلس· من جانبها قالت رايس ان الزيارة دليل على ان واشنطن ليس لها ''أعداء دائمون''· وقالت للصحفيين المرافقين لها إلى طرابلس التي تم إخلاء شوارعها لموكبها الذي تحرك من المطار إلى مقر الحكومة ''هذا يظهر أن الولايات المتحدة ليس لها أعداء دائمون· ''يظهر أنه عندما تكون الدول مستعدة لاحداث تغييرات استراتيجية في الاتجاه·· تكون الولايات المتحدة مستعدة للاستجابة· بصراحة لم أظن مطلقا أنني سأزور ليبيا·· لذلك فهذا شيء استثنائي''· وأضافت ''هذه الزيارة إقرار بمدى ما وصلت إليه العلاقات الليبية الأميركية·· لكن هذه هي البداية وليست النهاية''· وعبرت وزيرة الخارجية الاميركية عن سعادتها لتواجدها فى ليبيا، مشيدة بما تقوم به ليبيا من اجل الامن والسلم الدوليين ووصفت ليبيا بأنها مثال يحتذى به في العالم خصوصا فيما يتعلق بتخليها طواعية عن برامج اسلحة الدمار الشامل· وأعلنت رايس بدء صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين في شتى المجالات·· وقالت ''نتطلع الى مزيد من التعاون في شتى المجالات خصوصا الطاقة والتعليم والصحة والتجارة والاستثمار والتقنية''· وكان آخر وزير خارجية اميركي يزور ليبيا هو جون فوستر دالاس في مايو ايار عام 1953 قبل ان تولد رايس· من جانبه اشاد البيت الابيض بـ''الفصل الجديد'' في العلاقات الاميركية مع ليبيا التي كانت خصمها لفترة طويلة· وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض ان ''زيارة رايس الى ليبيا تمثل فصلا جديدا في العلاقات الثنائية'' بين البلدين· واضافت ان العلاقات ''تغيرت في اعقاب قرار ليبيا التخلي عن اسلحة الدمار الشامل وقدراتها على انتاجها· وهذه تغيرات كبيرة ومهمة''· واضافت ''اننا بتحسين علاقاتنا مع ليبيا سنتمكن من توسيع التعاون الثنائي في العديد من المجالات ومن بينها التعليم والثقافة والتجارة والعلوم والتكنولوجيا وبالتأكيد الامن وحقوق الانسان''· وستغتنم رايس الزيارة لتؤكد لايران وكوريا الشمالية على فوائد التقارب مع الغرب، وتوجيه رسالة واضحة بشأن استجابة الولايات المتحدة لالتزام ليبيا بالتخلي عن برامجها النووية والبيولوجية والكيميائية· وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن واشنطن تتفاوض أيضا بشأن ''مذكرة تفاهم عسكرية'' مع ليبيا التي تتعاون في مكافحة الإرهاب وساعدت في كبح تدفق المسلحين على العراق· وانتهت ليبيا يوم الاربعاء الماضي من الترتيبات القانونية لتأسيس صندوق للتعويضات ستودع فيه هذه التعويضات لصالح الضحايا الاميركيين ممن قتلوا في تفجير طائرة بان اميركان فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 والذي تسبب في مقتل 270 شخصا والهجوم الذي وقع عام 1986 على ملهى في برلين والذي ادى الى مقتل ثلاثة وجرح ·229 كما توصلت لاتفاق مع أميركا لدفع تعويضات لعائلات الليبيين الذين قتلوا عام 1986 حين قصفت الطائرات الاميركية طرابلس وبنغازي وقتل في الهجوم 40 شخصا· وتعرضت رايس لانتقادات في الولايات المتحدة لتوجهها الى ليبيا قبل دفع أموال التعويضات لعائلات الضحايا الأميركيين· كما انتقدتها جماعات مدافعة عن حقوق الانسان بسبب قضايا اخرى منها قضية المعارض السياسي المريض فتحي الجهمي
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©