الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمادة هلال.. بطولة تفصيل

حمادة هلال.. بطولة تفصيل
12 يناير 2012
شهدت السينما المصرية عودة لموجة الاقتباس في مواسم متعددة وأحدث نجوم تلك الموجة المطرب حمادة هلال الذي يعود للسينما بعد غياب نحو عامين من خلال فيلمه الجديد “أمن دولت” الذي لعب بطولته أمام شيري عادل وأحمد حلاوة وسامي مغاوري وعزة بهاء ومجموعة من الوجوه الجديدة عن سيناريو نادر صلاح الدين وإخراج اكرم فريد. يتناول الفيلم قصة احد ضباط أمن الدولة الرائد “حسام” - حمادة هلال - الذي يكلف بمهمة حماية عائلة “دولت” إحدى الشخصيات الدبلوماسية المهمة والتي تتعرض لتهديدات من بعض القوى المعادية نتيجة مواقفها الوطنية، ويكتشف أن مهمته هي حماية أسرة مكونة من خمسة أبناء في أعمار مختلفة بينهم طفل رضيع عمره شهور وبصحبتهم الجدة المسنة. وبصورة سريعة نتعرف على حياة الضابط “حسام” الذي يحظى بسمعة طيبة عند رؤسائه نتيجة نجاحه في عدة مهام خطيرة وآخرها كشف عصابة إرهابية تخطط لأعمال تخريبية حيث ينجح في إلقاء القبض عليهم بمفرده ويرشحه رئيسه المباشر اللواء عفيفي “الفنان سامي مغاوري” لتولي مسؤولية تأمين حياة أسرة الدبلوماسية المصرية الدكتورة “دولت” - عزة بهاء - التي تعرض ملفا مهما لمصر أمام الأمم المتحدة. ويركز السيناريو على حياة الضابط وخلفيته لنكتشف انه التحق بكلية الشرطة بناء على رغبة والده الفنان أحمد حلاوة “الحاج الفرشوطي” عضو مجلس الشعب الذي أراد أن يعزز نفوذه في قريته بصعيد مصر، ويرى في عمل ابنه بأمن الدولة مصدر فخر له ولأسرته. وتقود الصدفة وحدها “حسام” إلى إنجارات لم يكن يتوقعها حيث تتوالى المفارقات الكوميدية وهو يحاول الهروب من استجواب بعض الخارجين على القانون ويسعى للهروب من تلك المواجهة فيقوم أمام زملائه بانتزاع اعترافات مثيرة عن طريق تعذيب المتهم بصورة غير محتملة. وهو يرفض تعريض المتهم للصعق الكهربائي لكنه بلا قصد يتسبب في حرقه بالنار وسرعان ما ينهار ويدلي باعترافات تجعل “حسام” يصبح احد اهم ضباط الجهاز الأمني. ويستعرض الفيلم حياة الأبناء ومعاناتهم في ظل غياب الأم ووفاة الأب ويحاول “حسام” إخفاء حقيقة مهمته عن الأبناء والجدة، ويوهمهم بأنه أحد أقارب والدتهم.. ولأنه يتصرف بسذاجة يكتشف الأبناء انه شخص مدع ويحاولون الانتقام منه على طريقتهم فيضطر إلى أن يكشف لهم عن هويته ويطلب مساعدتهم. وبأسلوب ساخر يتورط هو الآخر في مشاكلهم ويبدأ الارتباط بهم تدريجيا ويتعلق به الأبناء. فنراه يذهب إلى مدارسهم ويتابع أحوالهم ويحاول حل مشاكلهم ويلتقي مصادفة مع المشرفة النفسية بالمدرسة شيري عادل التي يعجب بها ويتعاونان معا في رعاية الأبناء حتى تنتهي والدتهم من مهمتها وتعود لتجد ابناءها بخير.. ولكن “حسام” يقرر أن يترك عمله الذي أنهاه بمهمة إنسانية ناجحة ويبدأ حياة جديدة وينتهي الفيلم بمشهد الوداع وأغنية لحمادة هلال. يحاول المخرج اكرم فريد أن يواصل الخط الذي بدأه في فيلمه السابق “عائلة ميكي” وهي نوعية من السينما الاجتماعية التي تعتمد على دراما الأسرة والتي كان ابرز علاماتها المخرج الراحل عاطف سالم؛ حيث ترك رصيدا متميزا من تلك النوعية التي أصبحت من كلاسيكيات السينما العربية منها “أم العروسة والحفيد وعالم عيال” وغيرها.. ورغم صعوبة قيادة فريق من الأطفال فإن اكرم فريد نجح للمرة الثانية في تقديم مجموعة من المواهب الجديدة بحرفية عالية، ولعل الجزء الخاص بالمغامرات التي تعرض لها الضابط “حسام” مع الأبناء هي الأكثر إثارة وتشويقا بينما افلت الإيقاع من المخرج أمام رغبة البطل حمادة هلال في الانفراد بالبطولة وتقديم عدة أغان احداها أغنية أداها حمادة هلال في احد الأفراح الشعبية وامتدت لعدة دقائق أفقدت الشريط السينمائي تماسكه وأخلت بالإيقاع السريع للفيلم. ملل سجل حمادة هلال أحد افضل أدواره السينمائية كممثل ونجح في أن يستعيد جمهوره ولكنه ظل متمسكا بالغناء حتى لو لم يكن له مبرر كما يبدو انه فرض سطوته باعتباره البطل الرئيسي على حساب باقي الأدوار فاستأثر بأكبر مساحة على الشاشة وتوارت باقي الشخصيات، ونجحت شيري عادل في اقتناص المساحة المحدودة لتؤكد بأدائها التلقائي موهبتها وحضورها المميز حتى في ظل سينما الرجل التي تحتكر البطولات للرجال فقط. أما احمد حلاوة وسامي مغاوري فقد جاء أداؤهما مميزا وكأن الفيلم يؤكد على قدرة المخرج على الخروج بعيدا عن الأسماء التقليدية، وتناغمت الموسيقى التصويرية مع الأحداث الدرامية وأضافت لمسات مهندس الديكور المصداقية والانسجام للسياق الدرامي، ولعبت الإضاءة واختيار زوايا التصوير دورا مؤثرا في إضفاء تأثير جمالي للصورة السينمائية.. ويبقى العبء الأثقل على المونتاج الذي افتقد التوازن وأصابه التباطؤ وجعل الملل يتسرب للمتفرج خاصة في النصف الثاني من الفيلم. حقق الفيلم نجاحا جماهيريا واستطاع أن يحصد إيرادات تخطت سبعة ملايين جنيه في ظل منافسة قوية عند بداية عرضه أمام أفلام نجوم الكوميديا: احمد حلمي وفيلمه “اكس لارچ” وأحمد مكي بفيلمه “سيما على بابا” والذي تراجع ترتيبه ليحتل المرتبة الثالثة بعد أن قفز حمادة هلال بفيلمه “أمن دولت” إلى الترتيب الثاني، واستطاع أن يحتفظ بإيرادات تجعله يواصل المنافسة والبقاء في دور العرض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©