الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عيون النورس تذكرني بحطام سفينة قديمة

عيون النورس تذكرني بحطام سفينة قديمة
10 أغسطس 2016 21:32
صموئيل بيكيت تقديم واختيار - رضاب نهار لا كلمات تصفنا وتشبهنا اليوم، في عجزنا وبؤسنا، في حياتنا ورحيلنا، أكثر من تلك التي كتبها الشاعر والروائي والمسرحي الإيرلندي صموئيل بيكيت في القرن الماضي. وقد بدت في مجموعها كما لو أنها مذكرات أو سير ذاتية تصلح لأي واحد منا في زمن لم نعد ندرك فيه إلا الحزن والتآكل الإنساني. حيث صار العبث أسلوباً في الحياة وليس فقط في الكتابة وحدها. أسست أعمال بيكيت (1906 – 1989) لتيار العبث في الأدب، واشتهر منها «في انتظار غودو» التي ما زالت تعرض حتى اللحظة على مسارح العالم بقراءات دراماتورجية معاصرة. ومن يقرأ له يكتشف بين السطور، مدى اللامعقول الذي يعتري تفاصيل عيشنا اليومي. والتي استطاع التعبير عنها من خلال حوارات تميّز معظمها باقتضابها وتركيزها على المعنى دون الإسهاب في الشرح والتطويل. كذلك فإن تبادل الحديث بين شخوصه وتحديداً في مسرحياته، يعكس مدى التشظي الإنساني والعاطفي والعقلاني المحتل لنا. واللافت للنظر أن أعماله وعلى الرغم من بساطتها فإنها في منتهى الخطورة والدقة والجوهرية، مقدماً للكآبة والسودواية بحس فكاهي. حصل على جائزة نوبل في الأدب العام 1969. ومن أعماله في المسرح (نهاية اللعبة) 1957، (شريط كراب الأخير) 1958، (الأيام السعيدة) 1960، (الكارثة) 1982 و(ماذا وأين) 1983. ومنها في الرواية: (ميرفي) 1938، (مالون يموت) 1951. إلى جانب العديد من الأعمال الشعرية وفي الإذاعة والتلفزيون. هذا هو الإنسان! يشكو من حذائه والعلة في قدمه. *** الطريق تبدو طويلة عندما يقطعها الإنسان وحده. *** كلما التقيت بأناس شعرت بالسعادة. أقل مخلوق يعلمنا، يغنينا، يجعلنا نستمتع أكثر بسعادتنا. *** لا شيء ينقضي، لا أحد يأتي، لا أحد يذهب، هذا رهيب. *** النداء الذي سمعناه موجه على الأرجح إلى البشرية جمعاء. لكن في هذا المكان، وفي هذه اللحظة، البشرية متمثلة بنا، شئنا أم أبينا. فلنستفد من الفرصة قبل فوات الأوان، فلنمثل بشرف ولو لمرة واحدة هذا الجنس الفاسد الذي ابتلينا به. *** إذا تفحصنا الأمور جيداً. ونحن مكتوفو الأيدي فإننا نشرف أيضاً جنسنا البشري. النمر إما أن يهب لنجدة أبناء جنسه من دون أي تفكير، وإما ينسل هارباً إلى قلب الأجمة. لكن المسألة ليست هنا. ماذا نفعل هنا، هذه هي المسألة. ومن حسن حظنا أننا نعرف الجواب، في هذا الالتباس الشاسع هناك شيء واحد واضح. إننا في انتظار مجيء جودو. *** نولد مجانين كلنا. لكن البعض يستمر في ذلك. *** الهواء مليء بالصراخ. لكن العادة عازل عظيم. *** كل حياتنا الأسئلة نفسها، الأجوبة نفسها. *** التعاسة هي أكثر ما يضحك في هذا العالم. نضحك منها، نضحك منها، بملء قلوبنا، في البداية. لكنها تبقى دائماً كما هي. نعم، تشبه الحكاية الجميلة التي نسمعها باستمرار، نجدها باستمرار جيدة، ولكن من دون أن تضحكنا. *** الفراغ اللانهائي سيحاصرك، وكل الموتى الذين يبعثون من كل العصور لن يسدوا هذا الفراغ، وستكون أنت كحصاة صغيرة وسط البراري. *** مساكين الموتى! ما أسرع اندثار ذكراهم. *** إن المرء يخرج من لقائه أحقر الناس أكثر حكماً وثراء ووعياً بنعمه الخاصة. *** لو تكلمنا جميعاً في الوقت نفسه لما وصلنا أبداً. *** دموع العالم ثابتة. إذا بدأ واحد يبكي في مكان ما، توقف أحدهم عن البكاء في مكان آخر. *** غريبة هي الخدع التي تأتي بها الذاكرة. *** أشعر بأنني أفضل حالاً حين أكون وحيداً. *** البداية هي الأمر الصعب. *** الوقت يمضي سريعاً عندما يقضيه الإنسان في المرح. *** الأمر المؤكد هو أن ساعات الانتظار، في هذه الظروف، طويلة، وهي تلزمنا أن نتفاداها بأفعال من شأنها – ماذا أقول – أن تبدو لأول وهلة منطقية ثم ينتهي بها الأمر أن تصبح عادة. ولك أن تقول أنها تمنع عقولنا من أن تتهاوى. بدون شك. ولكن ألم يضل العقل البشري طريقه وهو يتعثر في ليل لا آخر له وفي هوة لا قرارة لها؟.. *** ليس لدى الأعمى إدراك للزمن. كذلك فإن متعلقات الزمن خافية عليه. *** لا أحب عيون النورس هذه، تذكرني بحطام سفينة قديمة، نسيتها. أعرف إنه أمر بسيط، لكن يسهل إخافتي الآن، هذه العبارات القصيرة، التي تبدو بريئة غير ضارة، ما إن تضعها في كلامك حتى تلوث الحديث كله. لا شيء أكثر حقيقة من لا شيء، إنها تخرج من نقرة ولا تدعك تعرف الراحة حتى تجرك إلى عمق ظلامها. *** لا بد أن أسرع، فالحيوات الحقيقية لا تتسامح مع هذا البطء. *** الخوف من السقوط هو منبع معظم الحماقات. *** النور الساطع ليس ضرورياً، شمعة صغيرة هي كل ما يحتاجه الإنسان ليعيش في غربة، إذا احترقت بإخلاص. *** شعوري بأن لحظات العمر تتسرب وتنفد يؤكد لي أني لست في السماء، في الجنة أو الجحيم. *** يحب طيران الصقر، ويستطيع تمييزه من كل الطيور، يقف مأخوذاً، محدقاً بالتحليق الطويل، والتوازن المهتز، وارتفاع الأجنحة للهبوط الثقيل، والصعود المتوحش، مبهوراً بهذه الأبعاد المفرطة من الحاجة والفخر والصبر والوحدة. *** كان نادماً بأنه لم يتعلّم فن التفكير. *** هذا هو المناخ الذي أحتاجه حقيقة، هواء عليل، بعيداً عن العتمة التي تغذيني وتقتلني، لن أعود أبداً إلى هذه الجثة إلا في لحظات النزاع الأخير، أريد أن أكون هناك برهة قبل الغطس، أغلق للمرة الأخيرة هذه الفتحة الصغيرة فوقي وأقول وداعاً للمأوى الذي عشت فيه. وأنزل مع ملاذي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©