الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معلم الأجيال

معلم الأجيال
14 مايو 2018 22:30
ما كان للمعلمين ومن حولهم من ناشئةِ الابتداء أن يتخلفوا عن السير نحو أفراح الآخرة ولا يرغبوا بأنفسهم عن حاجات التعليم.. ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأٌ ولا نصبٌ ولا مخمصةٌ في سبيل العلم ولا يطأون موطئاً إلا كُتب لهم به عمل صالح، ليجزيهم الله أحسن ما عملوا. فعندما يعود المعلم إلى بيته بعد يوم شاق يجد لركبتيه أنيناً ولعضلاته تشنجاً وما هو بالأنين ولا بالتشنج ولكنها لغةٌ اضطُررنا إليها ليفهمها المعلمون الجدد ولكنه محض اللهو الذي تهفو إليه نفوسهم، فتلك طبيعتهم شمعة تحترق لتضيء لغيرها، مهما لاقوا من تعب أوظمأ. إن محنة المعلم لا تكمن في تحدياته في توصيل العلم ولا في إنهاء خدماته وتجويعه وتجويع أبنائه بقدر ما تكمن في استرخاء همته والتذاذه بالراحة. ما محنة المعلم في حياته إلا لهوه وغفلته وربما زاد فينفتح له باب اللغو بعد اللهو. وما انتصار المعلم إلا أن تعاف نفسه ما لا يؤثر في تقدم عمله. وسيظل اسمه مكتوباً في سجل الغافلين الفارغين مادام يعطي لتجهيز الحصة الدراسية فضول وقته. إن المعلم الحق لا يملك نفسه حتى يسوغ له أن يمنحها إجازة وإنما هو (وقف لله تعالى)، تماماً كنسخة من كتاب نافع يتم وضعه في المكتبة حينما يحتاجه القارئ يجده حاضراً. وكل المهن تنتهي مهمتها عند كبر المُمتهِن فبعضهم يُحال للتقاعد وبعضهم يُحال للمعاش إلا مهنة التدريس فهي تجري بدم المعلم مهما كبر سنه. إن من الواجب أن تكون بداخل المعلم نار متقدة تكون في اشتعالها مثل النار التي تكون في قلب رجلٍ حينما يجد ابناً له مريضاً ولايدعه حتى يجره إلى الطبيب. وليكن نصب أعينه «الراحة للرجال غفلة».. ورسالة سريعة إلى معلم الأجيال: هذه السطور كُتِبت للعزائم العالية دون الهابطة وللقلوب الحرة دون الواجفة ولمن لذعت مآسي المهنة قلبه وليست للذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً في مهنة التعليم عسى الله أن يتوب عليهم. يكفي اللبيب إشارة مكتومة... وسواه يدعى بالنداء العالي أحمد شلبي مدارس النهضة الوطنية - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©