الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناس وناس في رمضان

14 مايو 2018 22:29
- سبحان من يغير ولا يتغير فبعد عدة أيام يزورنا رمضان وسينقلب حالنا 360 درجة، ففي الدول الأجنبية يتبارى «التجار» في تقديم خصومات وعروض حقيقية في المناسبات الدينية وعندنا تنتشر بعض «العروض الوهمية»، وسوف تشاهد في رمضان أناساً حياتهم التلفزيون والسهر والبلادة، وأناسا حياتهم القرآن والسهر على العبادة، وأناسا تربط مواعيدهم بالمسلسلات وآخرين ترتبط مواعيدهم بالصلوات. وهناك ناس تأتي للمساجد بأحلى هيئة وبأطيب رائحة وناس تعرف «شو طابخين» من رائحة ملابسهم وناس لا يتذكرون أبناءهم وإطلاق حريتهم إلا في المساجد «فلا تسمع ولا تخشع»، وهناك ناس تجتهد في أعمال الخير وناس تجتهد في مسابقات رمضان «صحف، تليفزيونات، إذاعات وحتّى جمعياتي وناس جهزت أرفف ومخازن مطابخها وكأنها فرع إضافي «لكارفور» وناس يحلو لهم السفر للدول اللي «خبركم» في رمضان «تدرون كل شيء عندنا مغلق والحالة ناشفة» وناس لسانهم لا يتوقف عن ذكر الله وناس لسانهم لا يتوقف عن ذكر ما لا يرضاه الله، وناس أفضل أدائها الوظيفي في رمضان، وناس «مكملين نوم» في «مساجد الدوام» و ناس «متحولون»، فينشطون في الليل «كأنهم باتمان» وينكمشون في النهار كأنهم «دببة في بيات شتوي» ويعلقون على أبواب غرفهم «لا تقترب خطر الموت» وناس يتحولون إلى خلاط بلدية عند الإفطار و إلى خزانات ماء «بيلكون» عند الفجر، وهناك ناس لم تكن تصلي ولا تعرف ما هي أركان الإسلام الخمسة وأصبحوا تذكروك بالصلاة «هزلت» ولا تستغرب إذا شفت زميلات في العمل أكملن سنة وأنت تعتقد أنهن في «إجازة وضع» مع أن نصفهن غير متزوجات «البركة في المكياج» وسوف تتوقف مسجات «هلا بالخميس» وتنتشر مسجات أدعية في الصباح وتذكير بالعبادات بعد الظهر وصور الماء البارد وأحلى الأكلات قِبل الإفطار «كنوع من التعذيب» وسوف يظهر لك مجموعة «العازمون» الذين ينوون الصلاة أو ختم القرآن أو عمل الرجيم أو التوقف عن التدخين في أول رمضان، ولكن وعود رمضان تمر وتنتهي عند «أذان العيد». - وهذا لا يمنع أن لرمضان حلاوته في لمتنا قبل غروب الشمس وإفطارنا معاً بعد أن جعل نظام «الدوام الحالي» من الصعب على الأسرة الواحدة أن تجتمع على أكل وجبة واحدة «فما بالكم بتعديل التركيبة السكانية» وتكثر لقائتنا في صلاة التراويح وجلسات المجالس بعد التراويح عند أهلنا وأحبابنا وجيراننا وسوف نتزاور على الرغم من أن نفس المشاغل والارتباطات والأعذار التي نتحجج بها طوال العام موجودة، ولكن يبقى لرمضان إحساسه الخاص أعاده الله علينا لا فاقدين وإلا مفقودين. - رمضان هذا العام سوف تفتقد منازل الفريج من الأهل والجيران صحون الإفطار التي كان يحرص أخي الصغير «سالم» على إرسالها كأجر وتراحم بين الناس فاللهم ارحمه، فأنت خلقته وأنت قبضته وأنت ألطف وأرحم به منّا، فاللهم إنا نرفع أيدينا بالدعاء له، ولكل أموات المسلمين أن تغفر لهم وترحمهم وأن تجعل مثواهم ومثوانا جنة الفردوس يا رب العالمين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©