الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مزادات لبيع مراحل متقدمة في لعبة عالم فن الحرب

مزادات لبيع مراحل متقدمة في لعبة عالم فن الحرب
6 سبتمبر 2008 02:21
ترضي لعبة ''عالم فن الحرب'' غرور المراهقين وعنفوانهم، وتحقق لهم انتصارات في عالم افتراضي، بيْد أنها إلى جانب هدر الوقت واستنزاف المال، تلامس الخيط الفاصل بين الجائز والممنوع، عبر طرح لاعبيها مزادات لبيع مراحلها المتقدمة· وأُتيحت لعبة ''وورلد أوف ووركرافت''، التي يطلق عليها اختصاراً (WoW)، للجمهور في 23 نوفمبر عام ،2004 لتكتسب شعبية بلغت 10 ملايين شخص حول العالم، مما أهلها لدخول كتاب جينيس للأرقام القياسية كأكثر لعبة إلكترونية في عدد اللاعبين المسجلين فيها شهرياً· وتستهل اللعبة، مثل أي لعبة حرب إلكترونية، بمراحل ابتدائية تزداد صعوبة كلما اجتازها اللاعب، وصولاً إلى المرحلة السبعين، التي تمكنه من إضافة أي سلاح لترسانة شخصيته الافتراضية، ومواصلة اللعب إلى ما لا نهاية· وتشهد هذه اللعبة إقبالاً من الصغار والكبار، ''وصل إلى حد الإدمان''· يقول ديريك سانتوس، الذي يعمل في أحد مقاهي الإنترنت، إن هناك شباباً يمارسون هذه اللعبة يومياً لساعات طويلة منذ ثلاث سنوات· ''يدخلون المقهى في الساعة الثانية بعد الظهر، ويستمرون في اللعب حتى منتصف الليل؛ لأن سياستنا تمنع بقاء الشباب دون الثامنة عشرة في المقهى بعد منتصف الليل''· ويتسمّر ثلاثون شاباً وفتاة واحدة خلف أجهزة الحاسوب في المقهى الذي يديره ديريك سانتوس، الذي يؤكد أن جميعهم يلعبون لعبة عالم فن الحرب· ويتساءل ''أليس لديهم حياة أخرى؟''· يقول ديريك إن مراهقين يتصلون في الساعة الحادية عشرة صباحاً، ويطلبون حجز الحواسيب التي اعتادوا اللعب عليها· ''إنهم يفضلون ألا يستعمل الجهاز أحد سواهم''· وتبلغ تعرفة استخدام الإنترنت 10 دراهم للساعة، ويقدم المقهى الذي يعمل فيه ديريك عرضاً يتمثل بخمس ساعات إضافية لكل من يستخدم الإنترنت لمدة عشر ساعات بشكل متواصل· ولم يمارس ديريك هذه اللعبة إلا مرة واحدة، ليهجرها بعد ذلك، بسبب ما تتطلبه من جهد ووقت للتقدم في مراحلها· فثمة مهمات كثيرة تطلب من اللاعب لمضاعفة قوة شخصيته وزيادة ترسانته المفترضة من الأسلحة· لكنّ آخرين يرون أن هذا الجهد هو متعة اللعبة· فـ''الشخصية لا تموت· يمكن إعادة إحيائها وتحويلها إلى شبح بمساعدة لاعبين آخرين، ثم إعادة إدخالها في المساحة الحياتية الافتراضية في اللعبة''، كما يشرح محمد البالغ من العمر 17 عاماً· ويتابع محمد، الذي يطمح لأن يصبح مصمم ألعاب إلكترونية: ''هي تختلف عما سواها من ألعاب الحرب، فاللاعب يتحكم بشخصية واحدة، ويستطيع تحديد شكلها وطباعها (··)، هي أكثر من مسألة انتقال من مستوى إلى مستوى أعلى، إنها انتقال من قوة إلى قوة أكبر واكتساب طباع جديدة للشخصية''· ويمضي داني سيرجيوس، 15 عاماً، عشر ساعات يومياً في اللعب، يقسمها بين حاسوبه المنزلي، وبين مقهى الإنترنت· ويبدي داني، خلال انشغاله باللعب مع صديقه الذي يجلس على بعد كرسيين منه، غرامه باللعبة التي بدأها قبل سنتين، ووصل إلى المستوى الأعلى فيها منذ شهرين، قائلاً: ''بوسعي اختيار أي شخص في العالم للعب معه''· ولا يظهر داني اهتمامه بالمبالغ المالية التي يدفعها للاستمتاع بلعبته· فالبطاقة المدفوعة مسبقاً تكلفه كل شهرين مبلغ 120 درهماً، إضافة إلى 50 درهماً يتقاضاها يومياً مقهى الإنترنت· ودفعت صعوبة الطريق إلى المرحلة السبعين، باتجاه لجوء بعض اللاعبين إلى شراء هذه المرحلة، وهو ما أسفر عن ظهور سوق يعرض فيه محترفو اللعبة بيع ما حققوه من انتصارات· ويهمل سامر (14 عاماً) أي نشاط اجتماعي مع أصدقائه وأهله، في سبيل مواصلة اللعبة، بغية التقدم بالشخصية التي اختارها بطلاً، والوصول إلى مرحلة تزيد من الثمن· يقول سامر إنه يحاول الوصول إلى المرحلة السبعين ويحقق فيها رقماً عالمياً، ''عندها أبيعها بـ500 درهم، وربما بـ1000 أو ·''2000 وللملل وقلّة الصبر دور في استعجال بعض اللاعبين للوصول إلى المرحلة المتقدمة في اللعب، عبر شراء المراحل الابتدائية، كما يشرح محمد ''أعرف شاباً اشترى المرحلة الأخيرة بخمسة آلاف درهم''، ويتابع بحسرة: ''لولا الملل لكنت أكملت اللعبة، وحققت ربحاً لكنني لا أستطيع البقاء مسجوناً في لعبة واحدة''· ويزيد: ''بوسعي الوصول إلى المرحلة السبعين، شريطة التركيز على اللعب طوال النهار لمدة أسبوعين أو شهر''· ويثير إدمان الشباب على اللعبة امتعاض الأهل، الذين يحاولون بشتى السبل إبعادهم عن جهاز الحاسوب· يقص محمد لجوء شقيقه إلى مقاهي الإنترنت لمتابعة اللعب، بعد أن منعه والداه من اللعب في المنزل· يقول إن شقيقه يمضي جل وقته الآن في اللعب مهما كانت الظروف· ''يعاقبه والدي، لكنه يريد أن يصل إلى المستوى السبعين ثم يبيعه''· وتروج بعض المقاهي، التي تقدم خدمة الشبكة العنكبوتية في أبوظبي، عملية البيع وفق أصول شبيهة بأي مزاد، حيث يعلن لاعب وصوله إلى المرحلة السبعين من اللعبة، لتبدأ عملية المزايدة التي تصل في أحيان كثيرة إلى آلاف الدراهم· لكن بعض مقاهي الإنترنت تفضل عدم التدخل في بيع حسابات اللعبة· يقول ديريك سانتوس إن أحد الشباب علق إعلاناً على الجدار عارضاً بيع حسابه مع معلومات عن محاربه، غير أن صاحب المحل طلب نزع الإعلان· ويتحدث ديريك عن عملية بيع المراحل قائلاً إن هناك مجموعة يرجح أنها كورية تطلق على نفسها اسم ''المزارع الصيني'' تعمل على بيع حسابات اللعبة في مرحلتها الـ70 من خلال الإنترنت عبر بطاقات الائتمان· ويعد الدفع بواسطة بطاقات الائتمان الأسلوب الأكثر انتشاراً في مزادات لعبة عالم فن الحرب، رغم أن هناك من يخشى القرصنة· يقول سيف إن القراصنة ''يتحينون الفرصة لفك الأرقام السرية للبطاقات، وسرقة الحساب المصرفي· أفضل تحويل المال يدوياً بدلاً من الأسلوب الإلكتروني''· ويصطدم طموح الباحثين عن المغامرة والتميز بمنع الشركة مبتكرة اللعبة بيع الحسابات الشخصية، وإذا تمكنت من كشف عملية بيع عبر الإنترنت، فإنها توقف الحساب، ''فيخسر صاحبه المرحلة التي وصل إليها، ويخسر الشخصية التي ابتكرها، فضلاً عن الخسارة المالية''، بحسب سيف· ويذكر موقع (ويكيبيديا) الإلكتروني أن كثيرين اشتروا حساباتهم من آخرين، فوجئوا بسرقتها بعد فترة وجيزة· ولا ترى عضو المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة فاطمة المزروعي مشكلة في استخدام الشباب المراهقين للإنترنت، إنما تكمن المشكلة في ''تمضية معظم الوقت باللعب على الإنترنت، وفي نوع الألعاب التي يتم اختيارها''· وتحمل المزروعي الأهل والمدرسة مسؤولية متابعة الشباب في هذه المرحلة العمرية ''الدقيقة''، ومراقبة المواقع الإلكترونية التي يرتادونها، وتوفير البدائل للشباب والحوار معهم لمعرفة توجهاتهم ورغباتهم· وتحذر المزروعي من أن بيع مراحل في ألعاب محددة ''قد تعلم الشاب الكسب السريع من دون بذل أي جهد، ومن دون أي إنتاجية حقيقية يقدمها مقابل المال الذي يأتي به''، مبدية تخوفها من أن يؤدي ''هذا النوع من الكسب السريع والسهل إلى تعلم أساليب غير مشروعة لكسب الأموال''· ودفعت الزيادة المضطردة لمحبي اللعبة الذين يقدر عددهم في العام الحالي بـ18 مليوناً، إلى إعلان الشركة المبتكرة للعبة رزمة جديدة من الإضافات عليها نهاية العام الحالي، بحسب ما نقل موقع (ويكيبديا) عن مدير إنتاج اللعبة شين دابيري· وبحسب الموقع المذكور، فإن مشكلات أثيرت حول تعلق اللاعبين باللعبة، حتى أن طفلة كورية توفيت اختناقاً نتيجة انشغال والديها باللعب، واضطرت الصين إلى تحديد ساعات اللعب بثلاث ساعات لمواجهة إدمان الشباب وكبار السن عليها· كما طفت إلى السطح مشكلات تتعلق بتحرش اللاعبين ببعضهم خلال اللعب، مما دفع الفريق المتابع لها في الشركة إلى فرض رقابة والعمل على إلغاء حساب كل من يتطرق إلى ما يخل بالآداب العامة، إضافة إلى استخدام بعض اللاعبين بطاقات ائتمان مسروقة لدفع التعرفة الشهرية للعبة، بحسب ما ادعاه مصرف ''ذا هاليفاكس'' في بريطانيا في شهر فبراير الماضي·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©