الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

كوريا الجنوبية.. 7 ليال في أحضان الطبيعة

كوريا الجنوبية.. 7 ليال في أحضان الطبيعة
15 مايو 2018 13:55
أحمد النجار (سيؤول) حين تلقينا دعوة من هيئة السياحة الكورية، لرحلة سياحية مدتها 7 ليال تزامنت مع موسم الربيع هناك، شدنا المحتوى السياحي لبرنامج الرحلة بما يحمله من قصص ثقافية ومقومات حضارية ومعالم تراثية وعراقة وفلكلور شعبي. انطلقت الرحلة التي نظمتها هيئة السياحة الكورية بدبي، لمجموعة صحفيين من الإمارات والسعودية، برفقة السيد كيوسانغ كانغ، والمرشدة الكورية إم سانغ أوك، حيث مثلت الرحلة بداية جادة للانفتاح على السائح الخليجي والعربي، وفرصة لاستعادة التفكير في تغيير الصورة النمطية السائدة عن هذا البلد الذي تقف اللغة وخيارات الطعام الحلال، حاجزاً وتحدياً ثقافياً في طريق اجتذابها للسياح العرب، وفي المقابل فإن المسؤولين في قطاع السياحة الكورية يدرسون تلك التحديات باهتمام، ولديهم خطط مدروسة وطموح واضح في أن تكون بلدهم الوجهة المفضلة للسياح القادمين من منطقة الشرق الأوسط. سمات الكوريين الرهان الكبير لاستقطاب السياح العرب، وفق السيد مين-هونغ مين نائب الرئيس لشؤون التسويق والإعلان حول العالم لمكتب السياحة الكورية الوطنية، يكمن في تركيبة الشعب الكوري الذي يتسم بصفات وقيم يندر تواجدها لدى مجتمع آسيوي يجاورهم، منها التحلي بالأخلاق العالية والتزامه بالصدق والإخلاص في العمل واللباقة في التعامل واللطف والترحاب والضيافة، إلى جانب الخجل، وتلك سمات بارزة يمكن أن يلمسها الزائر. محتوى ترفيهي تم إعداد برنامج سياحي أقل ما يوصف بأنه «محتوى ترفيهي مدهش بنكهة الثقافة والتاريخ ومزاج الناس وتقاليد المجتمع»، وقد توافق بالضرورة مع رغباتنا وأذواقنا، لذلك ينصح لمن يرغب بزيارة كوريا، التخطيط لرحلته بصورة مسبقة، ويعكف المسؤولون في قطاع السياحة على استحداث باقات وعروض سياحية موسمية موجهة للعرب، محددة ببرامج مسبقة تسهل على الزائرين ضبط ميزانيتهم، كما يجري ترقية خدماتهم وإثراء التجارب بكافة عناصر الضيافة وتحقيق معادلة الإبهار لكل الحواس. جسور وحدائق ووسط أجواء ربيعية، على وقع مطر خفيف، مروراً فوق أحد جسور نهر «هان» (يضم النهر 37 جسراً)، يوصف المكان بأنه وجهة رومانسية للعشاق ومنصة محببة لتوثيق لحظات الحب والخطوبة والاحتفال بعيد الزواج. وصلنا إلى مطار «انتشون الدولي»، ومن نافذة الباص، يمر أمامك شريط من المناظر المائية الساحرة والجبال المغطاة بالخضار الكثيف المهيمن على خلفية الأبراج العالية والمباني التي تناطح السحاب، حيث يبدو واضحاً بأن الكوريين يعشقون طبيعتهم ويحرصون على تناغم البناء المعماري، بما لا يحجب الرؤية عن أجواء الحدائق الخلفية المطلة على شاهقات القمم المكسوة بالتنوع النباتي والبيئي الذي يخطف النظر ويفتن الزائر. قرى تفترش الجبال أكد زوار عرب أن المميز في كوريا، أنها بلد العجائب ليس بكونها تمتلك «جزيرة جيجو»، التي تم تصنيفها من عجائب الدنيا السبع، أو مدينة بيسان الجبلية، والتي كانت بمثابة الحصن المنيع للسكان المحليين، خلال الحرب العالمية الثانية نتيجة أبعادها الجغرافية عن المناطق الحدودية الملتهبة، بل يتجلى ذلك من تحول الجبال إلى مساكن شعبية وقرى ريفية أصبحت فيما بعد متنفسات سياحية جاذبة. تقاليد مشتركة وأكد سياح خليجيون يقضون إجازات طويلة في المدن الكورية، بان كوريا بلد غني بالتنوع الثقافي والتاريخي وأسبوع أو اثنان من التجوال فيها، لا يكفي لاكتشاف كنوز البيئة الكورية الزاخرة بموروثات عريقة ومقومات طبيعية ومعالم حضارية، ناهيك عن خصوصية شعبها بما يتملكه من عادات أصيلة وتقاليد اجتماعية مشتركة مع العرب. ركوب المنطاد في منطقة «ايمها ايتوان»، كنا على موعد مع عشاء عربي في ضيافة مطعم «البيت العربي»، وفي اليوم التالي، لدينا مَعلمان مهمان في مدينة سؤول، كان لابد من زيارتهما قبل انطلاقنا إلى جزيرة جيجو، هما حديقة الملاهي «لوتي وورلد» وهي أكبر وجهة ترفيهية مغلقة في كوريا، تشتهر بألعاب تحبس الأنفاس، وقد اخترنا لعبة ركوب المنطاد الذي يتحرك في نطاق سقفها لنحظى برؤية بانورامية على كامل أجوائها ومحتوياته التي تناسب كل العائلة. أطول برج كوري بعد ساعتين، صحبتنا مرشدتنا السياحية إم سانغ أوك، إلى برج سيؤول سكاي، الذي يعد خامس أكبر برج في العالم، وتم افتتاحه في أبريل عام 2017. ويعتبر أطول برج في كوريا، وخامس أطول برج في العالم، وثالث أطول مرصد في العالم. ويبلغ ارتفاعه 555 متراً، ويطلق عليه «برج 123» لاحتوائه على 123 طابقاً. جزيرة النساء عند وصولنا إلى جزيرة جيجو، خطفتنا أجواؤها الهادئة وطقسها المنعش، وتوصف الجزيرة التاريخية التي يتجاوز عمرها مئات السنين، بأنها أجمل وأفضل وجهة سياحية للاستجمام في حضن الطبيعة. وذكر مقيمون محليون أن الجزيرة كانت تسكنها نساء نتيجة غياب الرجال بسبب الحرب، ويوجد فيها مرتفع اسمه سونغ «سان إيل تشول بونغ» ونظراً لجمال طبيعتها الخلابة تم إدراجها ضمن قائمة التراث الطبيعي لليونيسكو. جلسات تأمل اعتنى منظمو الرحلة، في انتقاء الفندق لنا، بما يضمن تجربة استرخاء مدهشة، واسمه «WE Hotel»، يتسم المكان بالهدوء والطاقة التي تلهم الحواس وتفجر العواطف، ويحتفي الفندق بضيوفه بجلسات تأمل وعلاج بالطبيعة مثل اليوجا في الغابة المحيطة به، ويضم ركناً خاصاً مستوحى من 3 غابات طبيعية. والملفت في أثاث غرفه، هو استخدام نوع من الخشب الذي يعطي شعوراً بالهدوء وإطلالة مفتوحة على الغابة. ملابس تقليدية بعد التجوال في علو قرية غامشتون الثقافية، وزيارة سوق كوكجي الشعبي، الذي يشتهر بالتذكارات المستوحاة من الحياة الكورية، شربنا القهوة على سطح مقهى كارين يونغ دو بلايس المطل على واجهة البحر، وتناولنا العشاء في المطعم الكوري «يون هيو جي»، بعدها قمنا بجولة على متن يخت فاخر، ثم ركبنا القطار من مدينة بوسان عائدين إلى مدينة سيؤول، وهذه المسافة تصل إلى 400 كيلو متر قطعناها خلال ساعتين ونصف، وكانت محطتنا الأولى لدى وصولنا العاصمة، هي تجربة ارتداء الملابس الكورية التقليدية، فضلا عن ركوب الدراجة التي جالت بنا في أنحاء القرية، التي لا يُسمح بدخولها إلا بالزي الشعبي التقليدي، وذلك تشجيعاً لإحياء الزي الشعبي اعتزازاً بالهوية الوطنية واحتفاء بالتاريخ.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©