دفعت تركيا أمس بقوات كوماندوس تدعمها طائرات هليكوبتر على امتداد الحدود العراقية، بعد قمة أمنية عقدها الرئيس التركي عبد الله جول مع كبار المسؤولين بالحكومة والجيش لبحث سبل الرد على موجة جديدة من هجمات حزب العمال الكردستاني. وبينما دعا قائد الجيش التركي الجنرال إيلكر باسبوغ إلى التحلي بالصبر في مواجهة التمرد الكردي، عرضت واشنطن زيادة مساعدتها لتركيا في مكافحتها للمتمردين إذا طلبت أنقرة ذلك.
وقالت وكالة أنباء الأناضول إن قوات كوماندوس هبطت من طائرات هليكوبتر وتدفقت وحدات من سلاح المشاة الميكانيكي لمحاصرة المتمردين الأكراد في عملية على امتداد الحدود العراقية، حيث قواعد لمتمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وقالت مصادر أمنية إن مدافع طائرات الهليكوبتر قصفت مجموعة من متمردي حزب العمال الكردستاني في إقليمي هاكاري وسيرناك الجبليين.
وجاء التحرك العسكري التركي بعد قمة أمنية عقدها جول صباح أمس مع رئيس الوزراء رجب طيب أروجان ووزير الدفاع وجدي جونول ووزير الداخلية بشير أتالاي، ومسؤولين عسكريين بينهم الجنرال باسبوغ، إضافة إلى أجهزة الاستخبارات.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بيان من مكتب جول بعد القمة الأمنية أنه “تم بحث معلومات الاستخبارات وتشكيلات الأفراد في المنطقة”. وجاء في البيان الرئاسي “تم التأكيد على أن تنسيق أنشطة مكافحة الإرهاب مع الدول المجاورة والدول المعنية يجب أن يكون أكثر فاعلية”.
وقال أردوجان أمس إن أحدث موجة هجمات كانت محاولة لتقويض جهود حزب العدالة والتنمية الحاكم لإنهاء الصراع المستمر منذ 25 عاماً.
من جهته قال باسبوغ “نحن مصممون تماماً على محاربة المنظمة الإرهابية حتى القضاء عليها، هذه المعركة هي معركة طويلة وتتطلب التحلي بالصبر”. وأضاف أن التصدي للمتمردين الأكراد يجب أن يتم بالإجراءات الأمنية والمبادرات الاقتصادية تجاه المواطنين الأكراد الذين يبلغ عددهم في تركيا 15 مليون نسمة من إجمالي السكان البالغ نحو 73 مليون نسمة.
لكنه أكد أن “من الخطأ الاعتقاد بأن الإرهاب يقضى عليه من خلال الإجراءات الضرورية في المجالين الاقتصادي والاجتماعي - الثقافي طالما ظلت المنظمة الإرهابية تملك عناصر مسلحة” في صفوفها.
أعلن باسبوغ أمام صحفيين في جاناكالي شمال غرب تركيا، أن الجيش التركي استخدم طائرات من دون طيار إسرائيلية لجمع معلومات عن تحركات متمردي الكردستاني شمال العراق. ونقلت وكالة الأناضول عنه قوله “في الأيام العشرة الأخيرة بدأنا استخدام أنظمة المراقبة التي اشتريناها من إسرائيل (هيرون)، في شمال العراق”.
وأضاف أن هذه الطائرات من دون طيار تستخدم على “مسافة محددة في شمال العراق بالتنسيق مع الأميركيين”، موضحاً أن الطائرات يتم التحكم بها من قبل “موظفينا”. وكانت الصحف التركية تحدثت عن صعوبات محتملة في استخدام هذه الطائرات التي اشترتها أنقرة في مارس، بعد الرحيل المبكر لفريق الفنيين الإسرائيليين من تركيا.
إلى ذلك، أعلن السفير الأميركي في تركيا أمس أن الولايات المتحدة على استعداد لزيادة مساعدتها لهذا البلد في مكافحته للمتمردين الأكراد إذا طلبت أنقرة ذلك. وقال جيمس جيفري في بيان “إننا على استعداد أن ندرس بصورة عاجلة أي طلب جديد للجيش أو الحكومة التركيين في ما يتعلق بحزب العمال الكردستاني”.
وأضاف جيفري “أن حزب العمال الكردستاني عدو مشترك لتركيا والولايات المتحدة، وأننا ندعم بقوة الجهود التي يبذلها حلفاؤنا الأتراك لوضع حد لهذا التهديد الإرهابي”. وتابع يقول إنه “لم يحصل أي تغيير على مستوى تبادل خدمات الاستخبارات الأميركية والتركية بشأن حزب العمال الكردستاني في شمال العراق”.
وكان متمردو حزب العمال الكردستاني شنوا هجوماً صباح السبت الباكر على القوات التركية، واستهدفوا موقعاً تركياً متقدماً على الحدود مع العراق. ورد سلاح الجو التركي بغارة استهدفت قواعد خلفية للمتمردين الأكراد في شمال العراق.
كما توغل الجيش التركي في الأراضي العراقية بعمق عشرة كيلومترات فجر الأحد وقتل أربعة أشخاص، بحسب السلطات العراقية. وندد العراق بهذا التوغل الثاني من نوعه في خمسة أيام، فيما لم يؤكد الجيش التركي قيامه بهذا التوغل.
عدد اليوم
