الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصور الوسيلة الأسهل لتحفيز «التوحدي» على الكلام

الصور الوسيلة الأسهل لتحفيز «التوحدي» على الكلام
16 ابريل 2015 21:00
خورشيد حرفوش (أبوظبي) غالباً ما يشكو ذوو التوحد، ولا سيما محدودي الخبرة في التعامل مع هذا الطيف، من معاناتهم وأطفالهم في كيفية التعاطي مع احتياجات الطفل الضرورية، وعدم إمكانه الربط بين مسميات الأشياء في محيطه وما يريد أن يفعله. ويبذل الأهل جهداً كبيراً في إكساب الطفل مسميات الأشياء في البيئة من حوله، وكيفية استيعاب العلاقة السببية بين الشيء واستخداماته. ودائما ما ينصح خبراء العلاج والتأهيل ذوي التوحد بتبسيط المفاهيم والمعاني والجمل المركبة، والاعتماد على تجزئتها إلى مفردات وجمل بسيطة غير معقدة حتى يألفها ويستوعبها الطفل التوحدي. من دون كلام الدكتور أحمد عبدالخالق، اختصاصي أمراض التخاطب والنطق وعلاج التوحد في دبي، يفسر هذه المعوقات، والطريقة التي ينصح بها الأم كي تتعامل معها بشكل سليم، ويشير إلى شكوى واقعية لإحدى الأمهات، وتتلخص في أن طفلها عمره خمس سنوات، وتم تشخيصه في الرابعة من عمره بأنه يعاني من توحد «خفيف»، وأنه عالي المهارات، ولديه قدرا جيدا من الذكاء. وأوصت الطبيبة المعالجة بأن نشجعه على الكلام والتواصل اللفظي حتى لا ينخفض ذكاؤه مع الوقت. وبدأت الأسرة معه بحصص التخاطب، ولاحظنا ارتفاع تركيزه في اللعب لكن دون كلام. ولوحظ أنه يفهم كلام المحيطين به، وتعبيرات الغضب أو الفرحة على الوجوه، كما يفهم الطلبات البسيطة، ويرتدي ملابسه وحده تقريبا، ويجهز أدوات الطعام بنفسه، ويأكل ويستخدم الحمام وحده بنجاح. بعد أشهر من الدواء والحمية الغذائية بدأ يقلد أصوات الحروف، وألحان الكلمات، لكن مشكلته أنه أنه يجيد نطق كلمة «بي.. بي» كتعبير عن «التواليت»، لكنه حين يحتاج قضاء حاجته لا يقول الكلمة، بل يحاول أن يشد الأم لتغادر أي مكان هما فيه. وفي أغلب الأحيان تفهمه، وحين تردد الكلمة يعيدها لها، لكنها حائرة ولا تعرف كيف تعلمه أن يقولها حين يحتاج قضاء حاجته، أو عندما يريد أن يغسل يديه أو وجهه؟ أهمية الربط يجيب الدكتورعبدالخالق،على تساؤل الأم، موضحاً: «إن نطق الكلام وترديد بعض الكلمات انجاز كبير جدا، لكن هذه بداية فقط، ولابد من تكملة الطريق، فلابد أن تعرف أن طفل التوحد طفل مختلف عن الأطفال الطبيعيين. فالطفل الطبيعي يجيد الربط بين الأشياء ويفهم العلاقة بينها. فعلى سبيل المثال نجد أن الطفل الطبيعي يقول «حمّام.. أو تواليت» وبعد فترة قصيرة سوف يربط بين اسم المكان والفعل الذي يقوم به، ويعرف أنه لابد من أن يقول «حمام» كي يذهب ليقضي حاجته. لكن طفل التوحد لا يستطيع أن يربط بين الأشياء بشكل جيد فهو ضعيف جدا في هذا، ولا يجيد فهم العلاقة تلك. ونجد الأم صاحبة الشكوى تتوقع أن طفلها يستطيع الربط بين الاسم والفعل مع التكرار، وهذا خطأ شائع. إنه يحتاج إلى تبسيط وتجزئة الأشياء والمواقف والعلاقات السببية حتى يفهمها، وإن فهمها فسوف ينفذها بامتياز. لذلك، ننصح الأمهات ـ حسب المثال ـ أن يستخدمن صور «طفل يغسل يديه، أو طفل في الحمّام، ويمكن نطق جملة أغسل يدي، أو «حمام» بالإشارة إلى الصورة، مع تكرار كلمة «غسيلى» أو كلمة «بي.. بي» ويمكن استخدام أكثر من صورة، حتى يدرك العلاقة بين الكلمة والفعل، ويُسأل: ما يفعل الطفل فلان في الصورة؟ وتجيبيه الأم « يغسل يديه» أو «حمّام» وتكرر الموقف لمدة أسبوع تقريباً، ثم عندما تريد منه أن ينظف يديه، أو يرغب في قضاء حاجته، تظهرله الصورة المناسبة، وتسأله: ماذا يفعل الطفل هنا؟ وتحفزه للرد: « يغسل يده» أو يعمل «حمام» ولمدة أسبوع أيضاً، ويمكنها لصق الصورة على باب «دورة المياه»، وعند الحاجة تشيرإلى الصورة، وهو يقول «أغسل يدي» أو أريد الـ «حمّام» لمدة أسبوع أيضا، ثم تبدأ أن تظهر له عدم فهمها له عندما يسحب يدها لرغبته في غسل يديه أو وجهه، أو عندما يريد «الحمّام»، وتسأله: «ماذا تريد؟ أنا لا أفهمك»، كنوع من أنواع الضغط والتحفيز حتى ينطق، ومع تكرار ذلك، تشجعه بالابتسامة والتصفيق ومسح رأسه بحنان إن نطق الكلمة المطلوبة، وأن تظهرارتياحها، وستكتشف أنه بالصبر والتدريب سيقول الكلمة المطلوبة في وقتها ومحلها. أما بخصوص كونه لا يتكلم بشكل جيد، فهذا يرجع إلى أنه لا يتدرب على التخاطب بشكل كافٍ، وأن هناك مشكلة في طريقة تدريبه خاصة أن الطفل لا يرفض الكلام، وإنما هو يستطيع تكراره بشكل جيد، لذا فهو في حاجة إلى تدريب مستمر. وإن وجدت أنه لا يتحسن خلال ثلاثة أشهر، فمعنى ذلك أن هناك مشكلة، وعليه أن ينخرط في برنامج تأهيلي في مركز متخصص في أقرب وقت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©