مكاسب كبيرة لـ”الأبيض” من التجارب القوية

في ثاني تجربة قوية للأبيض بقيادة المدرب السلوفيني كاتانيتش نجح منتخبنا الأول في الظهور بصورة مشرفة وأداء طيب مستعيداً توازنه ومزيحاً الوجه السلبي الذي قدمه في تصفيات المونديال. ويعد الفوز على منافسين قويين هما مانشستر سيتي والمنتخب التشيكي تأكيداً حقيقياً على دخول المنتخب مرحلة جديدة يسودها التفاؤل في ظل البوادر الإيجابية التي برزت في منتخبنا الوطني والتغير الحاصل سواء في طريقة أدائه أو في روح الانتصارات التي تسوده. وبالرغم من ان الفوز على نادي مانشستر سيتي بهدف نظيف لم يعتبره البعض مقياساً حقيقياً لتقييم منتخبنا بسبب غياب نجوم الفريق الإنجليزي إلا أن مباراة التشيك أمس الأول كانت مواجهة قوية أمام منافس صعب المراس يملك تاريخاً عريقاً وأسلوبا كرويا مميزا، حيث أثبت لاعبونا حقيقة مستواهم والنقلة التي حدثت في صفوف الأبيض منتزعين فوزاً مستحقاً بعد ان لعبوا الند للند مع التشيك وحسموا الفوز بركلات الترجيح. وكشفت المباراة التي جاءت ضمن افتتاح مشاركة الأبيض بالدورة الدولية الودية الشخصية التي بدأت تتبلور لدى الأبيض من خلال استقرار الجهاز الفني على بعض الاختيارات الموفقة والتي قدمت الإضافة المرجوة سواء من حيث التنظيم في الأداء أو الانسجام بين اللاعبين أو رفع روح الانتصار. ومن أبرز النقاط الإيجابية التي سجلتها تجربة التشيك توصل الجهاز الفني إلى وضع العمود الفقري للأبيض من خلال الاقتناع ببعض العناصر كركائز أساسية في التشكيلة نظراً لثبات مستواها وقدرتها على تقديم الأدوار المطلوبة منها وخاصة في خط الدفاع. وثبت كاتانيتش ياسر سالم ويوسف جابر على الطرفين ومحمد قاسم وحمدان الكمالي في قلب الدفاع مازجاً بذلك روح الشباب بالخبرة مما ولد صلابة في الخط الحلفي ونجاحاً في تطبيق التوجيهات وإيقاف خطورة المنافسين حيث لم يتلق دفاع منتخبنا أي هدف في تجربتين قويتين الأمر الذي يعد عنصراً إيجابياً مقارنة بعدد الأهداف الكبير التي تلقاها منتخبنا في المرحلة السابقة. وميز خط الدفاع قدرة لاعبيه على تقديم الكثير من الأدوار داخل الملعب حيث يملك الظهيرين قدرة عالية على دعم الجانب الهجومي والتقدم من الأطراف خاصة يوسف جابر والذي يلعب في مراكز كثيرة وعادة ما يشكل خطراً حقيقياً في تقدمه لدعم الهجوم بفضل كراته العرضية أو تسديداته القوية إلى جانب مساعدته الهجوم في الكرات الثابتة بفضل طول قامته. وأثبت الكمالي قائد منتخب الشباب انه ركيزة أساسية في الخط الخلفي مستفيداً من طول قامته في إيقاف خطورة المنافس وصد الكرات الهوائية بنجاح. ومن العناصر الإيجابية أيضاً التنشيط الهجومي الناجح من قبل لاعبي الأطراف في خط الوسط وقدرتهم على التوغل ورفع الكرات العرضية عن طريق اللاعبين محمود خميس وعلي الوهيبي حيث كشفا عن سرعة في شن الهجمات ومهارة في الاختراق وقدرة على إمداد المهاجمين بكرات دقيقة لتهديد مرمى المنافس. وفي خط الوسط أيضاً ثبت كاتانيتش سبيت خاطر في خطة صانع ألعاب بفضل خبرته الطويلة وقدرته على أداء دور قيادي داخل الملعب لتوجيه زملائه وتطبيق التعلميات الفنية المطلوبة، بالإضافة إلى محمد الشحي الذي يلعب دوراً مهماً في الهجوم ومساندة الوسط من خلال تحركاته المتواصلة وقدرته على التحرك بنجاح داخل الملعب، وبالإضافة إلى هذه العوامل كشفت تجربة التشيك أيضاً ثقة المدرب في بعض اللاعبين الشباب الذين أظهروا إمكانات طيبة وأكدوا قدرتهم على تقديم الإضافة المرجوة مثل عامر عبدالرحمن وذياب عوانة في خط الوسط حيث منحها حركية وسرعة في أداء الأبيض في الشوط الثاني وساعدا الهجوم بشكل كبير وشكلا الكثير من الصعوبات على المنافس الأمر الذي أجبر لاعبو التشيك على ارتكاب العديد من المخالفات والحصول على إنذارات. ومن أبرز الإيجابات أيضاً الروح القتالية للاعبين والحماس الذي يؤدي به المنتخب من البداية وحتى النهاية وهو ما افتقده الأبيض في المرحلة الماضية حيث ظهر حرص كبير على الفوز والخروج بنتيجة إيجابية مما كان له الدور في التغلب على الخصائص التي يتميز بها المنتخب التشيكي مثل القوة البدنية وطول قامة لاعبيه. وبفضل روح الشباب اكتسب الأبيض شخصية جديدة في آخر تجربتين وغير من صورته وعدل من مساره وأكد إنه منتخب واعد قادر على المنافسة بجدية والوقوف أمام المنافسين الأقوياء مفتتحاً بذلك مرحلة جديدة مليئة بالتفاؤل. بالرغم من الإيجابيات الكثيرة التي تحققت في هذه الفترة القصيرة إلا ان الجانب الهجومي بحاجة إلى المزيد من الدعم خاصة في ظل ندرة عدد المهاجمين في أنديتنا حيث يحتاج الأبيض إلى أعداد أكبر ومواهب حقيقية في الخط الأمامي تقدر على تتويج جهود المنتخب بتسجيل الأهداف. وبعد ان استدعي كاتانيتش أحمد خليل وعلي مبخوت من منتخب الشباب ضم أمس أحمد علي لاعب الوحدة ومنتخب الشباب أيضاً من أجل منحه فرصة تأكيد مستواه وإبراز مؤهلاته التي كشف عنها في مونديال مصر حرصاً على الاستفادة من كافة المهاجمين القادرين على إفادة الأبيض في المرحلة المقبلة. وتدرب أحمد علي أمس مع المنتخب في أول ظهور له مع الأبيض الكبير. بعد راحة قصيرة يعود الأبيض للتدريبات مساء اليوم بمدينة العين لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة التي يواجه بها المنتخب العراقي غداً في الدورة الدولية الودية. ومن المنتظر أن يمنح كاتانيتش الفرصة للاعبين آخرين من بين القائمة وذلك بهدف إشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين والاطمئنان على إمكانات مختلف العناصر خاصة وإنها تجربة أخيرة في البرنامج قبل تجمع ديسمبر المقبل. ومن المنتظر ان تقتصر التغييرات على خطي الوسط والهجوم في منتخبنا بينما يواصل المدرب تثبيت الدفاع نظراً لخطورة المنافس وإمكاناته الهجومية الكبيرة على ان يختبر عناصر جديدة في الوسط والهجوم منذ البداية. الوهيبي: أهداف “الأبيض” تتحقق تدريجياً العين (الاتحاد) - أشاد علي الوهيبي لاعب منتخبنا الوطني بالفوائد التي اكتسبها الأبيض من وراء خوض سلسلة من المباريات القوية أمثال تجربة مانشيستر سيتي والتشيك ثم العراق وذلك باعتبارها مدارس كروية كبيرة ولها تاريخ مهم في كرة القدم. وأكد الوهيبي أن منتخبنا حقق العديد من الايجابيات مثل عودة الروح للأبيض واستعادة الحماس وانسجام اللاعبين الجدد مع القدامى في توليفة ناجحة كان لها الأثر الايجابي في تحسين المستوى وتقديم عروض طيبة. وأضاف: بغض النظر عن النتائج المسجلة في مختلف المباريات الودية فان الأهداف التي تم وضعها من قبل الجهازين الفني والإداري للمنتخب بدأت تتحقق على أرض الواقع متمنياً أن تكتمل بنهاية الدورة الحالية حتى يصل منتخبنا إلى أفضل درجات الجاهزية قبل مباراة ماليزيا في تصفيات أمم آسيا يناير المقبل. وأوضح الوهيبي أن المدرب أشرك كافة اللاعبين خلال المباريات الودية ومنحهم فرصة الاحتكاك والاستفادة وإبراز حقيقة مستواهم استعداداً للمرحلة المقبلة. وحول تقييمه لتجربة التشيك أكد الوهيبي ان المباراة كانت قوية أمام جدية المنافس وامتلاكه لاعبين طوال القامة وضغطهم المباشر على حامل الكرة إلا ان الأبيض تحكم في الكرة ونجح في السيطرة على اغلب الأوقات في الشوط الثاني وهدد مرمى المنافس بجدية. وأكد الوهيبي ان التأهل للمباراة النهائية دفعة لمعنويات اللاعبين لأنه يشجعهم لمزيد تقديم الأفضل في المباراة المقبلة وتحسين الأداء والمستوى. وعن مباراة العراق في النهائي قال الوهيبي: ان المنافس قوي ويضم لاعبين مميزين مما يساعد على تحقيق الاستفادة من التجربة وبالتالي فانه بغض النظر عن النتيجة بامكان المنتخب تقديم عرض قوي ومشرف. يوسف جابر: لم نتهيب قوة وسمعة الضيوف العين (الاتحاد) - أكد يوسف جابر الظهير الأيسر لمنتخبنا الوطني أن القائمة الحالية للأبيض متميزة حيث إنها تضم عناصر الخبرة بجانب مجموعة من الشباب الذين يعول عليهم الشارع الرياضي كثيراً سعياً لحصد الانتصارات والإنجازات المشرفة والعودة مجدداً بالمنتخب إلى سابق عهده وإلى المنافسة على الألقاب. وعبر جابر عن تطلعاتهم بتقديمهم مباراة جيدة أمام المنتخب العراقي في نهائي البطولة الودية والتي تقام غداً متمنياً أن يكتب فيها الفوز للأبيض. وقال: السمعة الكبيرة التي يتمتع بها المنتخب التشيكي لم تؤثر على معنوياتهم ولم تمنعهم من تقديم المستوى الرائع والمنتظر منهم وتهديد مرمى خصمهم وحسم المواجهة عبر ركلات الجزاء الترجيحية والوصول إلى نهائي الدورة. وقال جابر: قدمنا مباراة قوية ورائعة المستوى الفني أمام المنتخب التشيكي والذي يعد من المنتخبات القوية على مستوى القارة الأوروبية رغم أنه لم يتأهل إلى نهائيات مونديال كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، مشيراً إلى أن المباراة تعتبر أفضل احتكاك للاعبين بعد التجربة القوية التي قدموها أمام نادي مانشيستر سيتي الإنجليزي الأسبوع الماضي. وتوجه يوسف جابر بالشكر إلى الجماهير على حرصها على الحضور إلى ملعب القطارة وتشجيعهم ومساندتهم للاعبين على مدى 90 دقيقة. الرميثي يلتقي هاشيك العين (الاتحاد) - التقى محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة بين شوطي مباراة الإمارات والتشيك أمس الأول ايفان هاشيك رئيس الاتحاد التشيكي لكرة القدم حيث تبادلا الدروع واستعرضا العديد من المسائل التي تخص تطوير اللعبة بين البلدين والاستفادة من الخبرات الثنائية في المستقبل خاصة وان هاشيك يكن احتراماً كبيراً للإمارات وحريص على ترجمة الأفكار على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة. راحة للكأس وعلاج للحمادي العين (الاتحاد) - أكد الدكتور محمد بن عزيب طبيب المنتخب الوطني أن الإصابة التي تعرض لها لاعب ومهاجم الأبيض سعيد الكاس خفيفة ولن تمنعه من المشاركة في المباريات التي تشهدها الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن الكاس حصل على راحة حتى يشفى تماماً من الكدمة التي تعرض لها خلال تدريبات المنتخب. وأوضح محمد بن عزيب أن اللاعب إسماعيل الحمادي يحتاج إلى وقت حتى يشفى من الإصابة التي تعرض لها خلال بطولة دوري المحترفين مما أدى إلى منحه الراحة الكافية قبل الانضمام إلى قائمة المنتخب. يذكر أن الحمادي كان قد تم استدعاؤه من قبل المدرب السلوفيني كاتانيتش لينضم إلى صفوف الأبيض عقب مباراة مانشيستر سيتي الإنجليزي الودية، وبالفعل حضر اللاعب ظهر السبت الماضي إلى مقر بعثة المنتخب بفندق روتانا بالعين، وبعد خضوعه للكشف من قبل الطبيب بن عزيب اتضح أنه ما زال يعاني من الإصابة ليغادر المعسكر ويعود إلى دبي لمواصلة رحلة العلاج