الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحاسة صفر» لـ أحمد أبو سليم

«الحاسة صفر» لـ أحمد أبو سليم
12 يناير 2012
صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في عمان، رواية “الحاسة صفر” للشاعر أحمد أبو سليم، وتقع الرواية في 332 صفحة من القطع المتوسط. في الوقت الذي بات فيه الكثير من الكتاب يرتجلون المكان والزمان في رواياتهم ويضطرون غالبا لتعويمه لسبب أو لآخر، نرى أن أحمد أبو سليم الشاعر يمسك بثنايا أمكنته وامتداد الزمن وكأنه امرأة صبورة تنسج لطفلها ما يجعله أجمل الأطفال. وفي الوقت الذي يفر فيه شعراء الروايات غالبا إلى لغة الشعر لعلها تغطي بعض ما فقدته القدرة السردية نجد أن أحمد أبو سليم يتتبع بناءه السردي بلغة شفيفة تتدثر معطف الشعر ولا تغرق فيه. تدور أحداث الرواية في الفترة الواقعة بين عام 1982 بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، حتى توقيع اتفاقية (أوسلو) عام 1993. وتقدم الرواية التي تدور أحداثها في بيروت وعمان ودمشق رؤية جديدة ومختلفة لمرحلة غاية في الأهمية من مراحل التاريخ النضالي الفلسطيني بلغة رشيقة، وأسلوب يمزج بين تقنيات الكتابة الروائية الجديدة وبين الكتابة الكلاسيكية، كما تصور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المخيم بطريقة جريئة جدا ضمن أسلوب شيق، ومثير، فلا تقع في مطب المدح والتمجيد، ولا تنزلق إلى القدح والإساءة، بل تحاول أن تعاين الواقع وتقدمه بصورة مختلفة وفريدة، مستقرئة النتائج من خلال مئات الخيوط التي تنسجها لأحداث واقعية جدا، مجنونة جدا، لكنها تظهر كلعبة كلمات متقاطعة كما ذكر المؤلف في إهدائه الموجه إلى القارئ في بداية الرواية. تحت عنوان “الشاعر حين يمسك بخيوط السرد” كتب الشاعر موسى حوامده: على عكس التوقعات، بل على عكس الصدمات التي شعرت بها حيال الكثير من روايات الشعراء، وجدت نفسي أمام نص روائي داهش، بل أكاد أقول إنه مكتمل، وكأنه استمرار لجيل الروائيين الكبار، من أمثال غالب هلسا، وجبرا، وكنفاني. أما القاص يوسف ضمرة فقد كتب مقالة تحت عنوان : أدب المقاومة بلا رتوش، جاء فيها: رواية «الحاسة صفر» تنسف الصورة النمطية للمقاتل الفلسطيني، وتقدم الصورة الطبيعية لهذا المقاتل، رجلاً كان أو امرأة. والصورة الطبيعية هي التي جعلتنا نتعاطف مع هؤلاء الناس تعاطفاً إنسانياً وجمالياً. أما مقدرة الشخص على إطلاق النار فهذه يمكن أي شخص أن يتعلمها ويتقنها، لكنها لن تكون كافية لوصفه بالمناضل. ومن الجدير ذكره أن الشاعر أحمد أبو سليم قد أصدر أربعة دواوين شعريَّة هي: دم غريب، ومذكرات فارس في زمن السقوط، والبوم على بقايا سدوم، وآنست دارا، وتعتبر (الحاسَّة صفر) هي التجربة الروائية الأولى له. «يوميّات شفق الزّغلول» لـ منى ظاهر صدر حديثًا كتاب يوميّات شفق الزّغلول 2006-2010 للشّاعرة والكاتبة الفلسطينيّة منى ظاهر، المقيمة في مدينة النّاصرة في الجليل الفلسطينيّ. غلاف الكتاب الأماميّ يحمل لوحة بعنوان شجرة الحياة للرّسّامة الفرنسيّة سيرافين لويس الملقّبة بسيرافين دوسينليس (1864-1942)، وهو من تصميم الفنّان نضال جمهور. أمّا الغلاف الخلفيّ فقد حمل كلمة للكاتبة والروائية العراقية لطفيّة الدّليميّ المقيمة في عمّان، نقرأ فيها: “نص إبداعي مخلص لفنّ الكتابة، محتشد وأنيق، مكتوب بلغة شعريّة عالية، لمنى ظاهر صوتها السّردي الخاص وسيرتها اللغويّة ومفرداتها التي لا تشبه إلا نفسها. عمل فاتن وأصيل وساخن، تجربة الاندغام بطبيعة المكان الفلسطيني وعلاماته من شجر وطير وأعشاب وتقاليد وروائح، هذه التّجربة، كرّست هويّة المكان جماليًّا ووجدانيًّا، وكشفت عن غنى وتنوّع وجلال الطّبيعة الفلسطينيّة، وعزّزت النّصّ بمنحه بُعدًا كونيًّا يوازي خصوصيّته المحلّيّة ووضوح هويّته الصّادحة. عمل خاص لا تكتبه سوى شاعرةٍ بارعة وسيّدةٍ من بنات الطّبيعة الكاشفات عن جذر الحياة وامتداد النّسغ من عصر الأساطير حتّى زمن الفتك الدمويّ، برؤيتها الأنثويّة شخّصت منى أوجاع الأرض وأهلها وأحزان نسائها شاهدات الفاجعة الشّامخات وعيًا وحضورًا...” مع العلم أنّه يتمّ إنجاز مشروع موسيقيّ غنائيّ لكلمات عدد من النّصوص النّثريّة والشّعريّة من “يوميّات شفق الزّغلول”، يعكف على تلحينها الفنّان والملحّن الفلسطينيّ فوزي السّعدي ابن النّاصرة. ويشارك في غناء هذا العمل الموسيقيّ، إضافة إلى صوت الفنّان فوزي السّعدي، عدّة أصوات فلسطينيّة محلّيّة متميّزة. يذكر أنّ “يوميّات شفق الزّغلول” هو الكتاب السّابع لمنى ظاهر، بعد أن صدرت لها ستّ مجموعات شعريّة ونثريّة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©