الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رسول الله في رمضان (1)

رسول الله في رمضان (1)
6 سبتمبر 2008 02:04
رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الصائم الأول من المسلمين، وهو الذي نأخذ عنه حكم الصيام وأحكامه وبقية تعاليم الدين، فكيف كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟ وما أهمية الصيام في نفس الرسول؟ وما انعكاساته الاجتماعية والروحية؟ والأجوبة هنا تستدعي جملة من الأفكار والأحوال التي تشرح تطور الرسالة الفقهية حتى وصلت إلى درجة الاكتمال والإثمار· ؟ لقد شهد شهر رمضان بداية تنزّل الوحي على قلب المصطفى المختار، وكان الاختيار الإلهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مقترناً بنزول جبريل، لتبدأ مرحلة من التواصل بالسماء، تجعل من النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم مركز النور والوحي والرحمة، وتأنس الملائكة بلقائه ويأنس بلقائها وهي التي تتذكر قصة السجود لآدم، وترى اليوم هذا الاصطفاء لهذا النبي- صلى الله عليه وسلم- (الله أعلم حيث يجعل رسالته)· إنه شهر رمضان الذي يحمل دائماً تلك الذكرى المباركة يوم التقت الأرض بالسماء، وآذن هذا اللقاء بالجديد القادم الذي سيغير مجرى الحياة، ولذلك يسجل المولى سبحانه هذه اللحظة المباركة فيقول : (شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أُخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، ويقول سبحانه: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين)· وسيعرف المسلمون فيما بعد قيمة هذه اللحظة: لقاء جبريل الملك بالرسول- صلى الله عليه وسلم- الخاتم، وهو لقاء التكليف والتشريف والمساندة والتأييد، وفي شهر رمضان خاصة تحمل هذه الشخصية الملائكية أسمى التجليات الإلهية للنبي المختار، حيث المدارسة والتعلم والتأديب، فكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يكاد يتجرد من هذه الدنيا وحطامها، فيجود بها على الناس استغناءً بما كان يلقى من أنس وإيناس· روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة''· ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتشوق إلى رمضان، ويستشرف هلاله، وكان يقول إذا رأى الهلال: ''اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله'' رواه الترمذي وحسنه· وبالدعاء كان النبي يستقبل رمضان، وبه كان يضرع إلى الله حين يفطر بعد يوم مليء بالجهد والتعب، قال ابن عمر رضي الله عنهما: ''كان رسول الله إذا أفطر قال: ذهب الظمأ وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله''، والمشهور من دعائه عند الإفطار: ''اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت''·وإذا فطره أحد أصحابه دعا له بمثل هذا: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©