الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تطور «التعليم»

16 ابريل 2015 20:58
التطوير ظاهرة تطرأ على جميع مناحي الحياة، وتطال كافة الميادين والمجالات، وتظهر ملامحها، إما بشكل مباشر وسريع، أو تحتاج إلى سنوات طوال لبيان آثارها، ويعتبر النظام التعليمي من أكثر الأنظمة على مستوى العالم المعرضة للتطورات الدائمة لأسباب عديدة، يتمثل أهمها في أن التعليم هو انعكاس لاستراتيجيات الدول وخططها التنموية، فالدولة التي ترغب في أن تكون في مصاف الدول المتقدمة وتسعى لحجز المقاعد الأولى في صفوف التميز، دائماً ما يكون نظامها التعليمي وجهتها الأولى لتحقيق ذلك. ونحن في دولة الإمارات، نشهد تطورات دائمة ومستمرة تهدف إلى إعداد أجيال تتوافق إمكاناتها وقدراتها لمواءمة هذا التطور، فعندما تكون وجهة الاستثمار القادمة متمثلة في الاقتصاد المبني على المعرفة، ومشاريع الطاقة المتجددة، والفضاء، والطيران والتكنولوجيا، يستدعي ذلك وجود خطط تعليمية متوازية ومتكاملة مع تلك المشاريع. نؤمن جميعاً بأن ميدان التعليم هو التربة الخصبة التي نزرع فيها طموح المستقبل واستشرافه، والاهتمام العظيم الذي توليه قيادتنا الرشيدة علامة جلية على عميق إيمان القادة بالدور الحيوي الذي يلعبه التعليم في حياة الأمم. وللأسف يلقى التطوير في هذا المجال المقاومة في بعض الأحيان ظناً بأن التغيير سيؤثر سلباً على مستوى الطلبة وأدائهم التعليمي، لذلك وجب على صانعي القرار تعريف المجتمع بكافة شرائحه على التطوير والأسباب التي دعت إليه بمختلف الوسائل التي تضمن رسم صورة حقيقية عن الهدف المراد تحقيقه ألا وهو الارتقاء بمقومات المنظومة التعليمية وتخريج طاقات وطنية قادرة على مواكبة طموحات الدولة وآمالها. النظام التعليمي الناجح هو الذي يعمل على رفع مستوى خريجي التعليم، بحيث يكونوا مؤهلين للتكيف مع معطيات العصر الجديد، ومطبقين لمهارات القرن الحادي والعشرين والتي تتلخص في مهارات حل المشكلات، واتخاذ القرار، والتحليل، والتفكير الناقد وغيرها من المهارات التي تصقل شخصية الطالب وتصنع منه إنساناً قادراً على بناء دولته، حريصاً على سلامة أمنها، مثابراً في طلب العلم والتخصص النوعي الكفيل بإنجاح المشاريع المستقبلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©