الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

امرأة نوح وامرأة لوط.. مثل للذين كفروا

20 يونيو 2017 18:41
القاهرة (الاتحاد) ضرب المثل في القرآن، يراد به تشبيه حالة غريبة ليعرف بها حالة أخرى مشابهة لها في الغرابة، وقد أكثر القرآن من ضرب الأمثال، لأن فيها تقريباً للبعيد وتوضيحا للغريب وتشبيه المعقول بالمحسوس حتى يرسخ في الأذهان، فيعرض النماذج الواقعية، ومنها مثل لزوجتين من زوجات الأنبياء ابتليتا بالنفاق والخيانة، قال تعالى: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَة نُوحٍ وَامْرَأَة لُوط كانَتا تَحْتَ عَبْدَينِ مِنْ عِبادِنا صالِحَينِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيئاً وَقيلَ ادْخُلا النّارَ مَعَ الدّاخِلين)، «سورة التحريم: الآية 10». قال الإمام الطبري، مثلّ الله مثلاً للذين كفروا من الناس وسائر الخلق امرأة نوح وامرأة لوط، كانتا تحت عبدين من عبادنا، فخانتاهما، وكانت خيانة امرأة نوح زوجها أنها كانت كافرة، تقول للناس إنه مجنون، فإذا آمن معه أحد أخبرت الجبابرة من قومه به، فكان ذلك من أمرها وأن خيانة امرأة لوط، أنه كان يسر الضيف، وتدل عليه، وكانت خيانتهما أنهما مخالفتان في الدين، ومشركتان، ولم يغن نوح ولوط عن امرأتيهما من الله لما عاقبهما على خيانتهما شيئاً، ولم ينفعهما أن كان زواجاهما نبيين، وقال لهما يوم القيامة ادخلا أيتها المرأتان نار جهنم مع الداخلين فيها. فلم يدفع نوح ولوط مع كرامتهما على الله تعالى عن زوجتيهما شيئاً من عذاب الله، تنبيها بذلك على أن العذاب يدفع بالطاعة لا بالوسيلة، وإن كفار مكة استهزؤوا وقالوا إن محمدا صلى الله عليه وسلم يشفع لنا، فبين الله تعالى أن شفاعته لا تنفع كفار مكة وإن كانوا أقرباء، كما لا تنفع شفاعة نوح لامرأته وشفاعة لوط لامرأته، وقيل لهما ادخلا النار مع الداخلين في الآخرة، كما يقال لكفار مكة وغيرهم. وفي التفسير «الوسيط»: ضرب سبحانه مثلين لنساء كافرات في بيوت أنبياء ولنساء مؤمنات في بيوت كفار لتزداد الموعظة وضوحاً وليزداد المؤمنون إيماناً على إيمانهم وليشعر الجميع ولا سيما أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنهم مسؤولون أمام الله تعالى عن أعمالهم، فجعل الله مثلاً لحال الكافرين امرأة نوح وامرأة لوط. ورغم سمو منزلة النبيين لما لهما عند الله تعالى، ووصفهما سبحانه بالصلاح، فإن هاتين المرأتين، خانتاهما ولم يوافقاهما على الإيمان ولا صدقاهما في الرسالة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©