السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

النازحون اليمنيون.. 6 أسر في خيمة واحدة

النازحون اليمنيون.. 6 أسر في خيمة واحدة
17 نوفمبر 2009 00:41
مع استمرار الحرب التي يشنها الجيش اليمني ضد جماعة التمرد الحوثي منذ 11 أغسطس الماضي، يتضح جليا أن الخاسر الأكبر في المعركة هو المواطن البسيط الذي فقد الشعور بالأمان، خاصة مع تصاعد حجم الازمة إثر دخول القوات السعودية في الثالث من نوفمبر الجاري، الحرب ضد المتمردين. مخيم المزرق في محافظة حجة الذي يعد أكبر مخيمات النازحين في اليمن والواقع على بعد 30 كيلومترا شرق مدينة حرض الحدودية، يستقبل النازحين يوميا.. بعضهم جاء من محافظة صعدة هربا من جحيم الحرب المستعرة هناك منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وآخرون قدموا من منطقة الخوبة السعودية التي كانوا نزحوا إليها مع اندلاع الشرارة الأولى لمعارك اغسطس، إلا أن دخول القوات السعودية هذه الحرب وان كان عبر حدودها، أجبرهم على العودة مرة أخرى إلى داخل اراضي اليمن. مشاهدات مؤلمة يقول النازح من صعدة سيف قاسم سعيد “نزحنا في رمضان الماضي إلى منطقة الخوبة في السعودية، إلا أن السلطات السعودية أجبرتنا على مغادرة البلاد الأسبوع الماضي”. ويضيف “منذ وصولنا المزرق لم يتم تسليمنا خيما تؤوينا، أو أي شي من أدوات الطبخ أو المواد الغذائية”. لافتا إلى أنه يسكن حاليا مع خمس أسر نازحة في خيمة واحدة. ويقول يحيى حياش، وهو يمني كان مقيما في الخوبة الحدودية “ان 500 أسرة يمنية نزحت من الخوبة إلى المزرق منذ الجمعة الماضية”. ويضيف “منذ وصولنا لم نتسلم أي خيمة وما زلت أسكن مع أسرتي في خيمة الاستقبال التي تضم العشرات من النازحين”. لدى تجولك بين أروقة المخيم، محاطا بعشرات الشكاوى من نازحين متبرمين من سوء الوضع المعيشي في المخيم، الذي تقول الحكومة اليمنية إنه كلفها 230 مليون ريال كميزانية تشغيلية، تلاحقك نظرات “مستهجنة” من بعض النازحين، ولسان حالهم يقول ماذا صنع لنا زملاؤك الصحفيون الذي سبقوك بزيارة المخيم. ضعف في التغذية وعوز في المأوى وانعدام للتيار الكهربائي- بالرغم من وجود محولين كهربائيين منذ إنشاء المخيم-، هي أبرز شكاوى النازحين، الذين أبدوا تبرمهم أيضا من عدم وجود حمامات أو قنوات تصريف صحية، الأمر الذي دفع بعضهم، وبالتنسيق مع إدارة المخيم، إلى القيام بحفر حفر يصل عمقها إلى ثلاثة أمتار أمام خيمهم، لتكون مكانا للخلاء أو بيتا للراحة. يقول قاشف علي عيضة، وهو نازح من مديرية حيدان بصعدة منذ أكثر من شهرين “ان التغذية تكاد تكون منعدمة، كما أن أربع بطانيات وأربعة فرش لا تكفي لعائلتي المكونة من 11 فردا”. بينما تقول النازحة جليلة علي “ان سوء التغذية تسبب في وفاة طفلين صغيرين، وإن الجوع والملاريا على الارجح السبب الرئيسي لحالتي الوفاة”. وكانت سيجريد كاج مديرة مكتب “اليونيسيف” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اشارت في بيان الجمعة الماضي الى أنه تم تسجيل وفيات بين الأطفال في مخيم المزرق حيث بلغ سوء التغذية وهو مشكلة مزمنة في اليمن مستويات مزعجة. وأضافت “أن أكثر من 600 طفل في المعسكر يعالجون الآن من سوء تغذية حاد”. 900 نازح إضافي يومياً لا توجد إحصائية دقيقة عن عدد النازحين في المخيم. وفيما توقع مسؤول التسجيل بالمخيم حسين حدادي أن يصل عددهم إلى أكثر من 15 ألف نازح، قال نائبه محمد جزيلان إن عدد النازحين يتجاوز الـ25 ألف نازح. ويبرر حدادي هذا التضارب بانتقال إدارة المخيم منذ ثلاثة أيام من السلطة المحلية بمديرية حرض ومحافظة حجة إلى منظمة الإغاثة الإسلامية التي اتهم مندوبها بالتقصير. اما تقديرات منظمة “اليونيسيف” فتشير إلى أن عدد النازحين بالمخيم وصل إلى أكثر من 30 ألف نازح، بسبب التدفق اليومي للنازحين الذي يصل إلى حوالي 900 نازح يوميا. في وقت اعتبرت مفوضية شؤون اللاجئين أن الطاقة الاستيعابية للمخيم تبلغ 10 آلاف نازح، وما يزيد عن ذلك فهو يثقل كاهل القائمين على المخيم. ويلحظ أي زائر للمخيم، وجود دعم دولي، فشعار مفوضية اللاجئين مرسوم على كل خيمة منصوبة، وخزانات المياه القليلة التي لا تخلو من تزاحم النازحين حولها، تحمل شعارات منظمة اليونيسيف. وحسب الحدادي المسؤول عن خدمة المياه “فإنه يوجد بالمخيم 88 خزانا يتم تزويدها بالمياه يوميا، وأن منظمة اليونيسيف هي الجهة المسؤولة عن تزويد المخيم بالمياه” . وقالت الناشطة الفرنسية الحقوقية إيمي جينيا التي تعمل في منظمة فرنسية تدافع عن حقوق الحيوان، كانت زارت مخيم المزرق للاطلاع على أوضاع الحيوانات والمواشي الخاصة بالنازحين “إن أعداد النازحين بالمخيم هائلة وهو ما يشكل عائقا أمامهم لإخراج المواشي إلى المراعي”. وأوضحت في تصريحات لـ”الاتحاد” أن هذا الازدحام يحمل النازحين طاقة وجهدا كبيرين في جلب العلف لمواشيهم إلى المخيم. ودعت الجهات الحكومية والدولية للعمل مع بعضهم البعض من اجل تحسين الاوضاع الانسانية للنازحين. وهكذا فيما الحرب مستعرة، فإن أعداد النازحين في تزايد مستمر، حيث تشير المصادر الحكومية إلى أكثر من 100 ألف نازح. فيما تتحدث المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن 175 ألف نازح، كلهم بحاجة إلى اهتمام ورعاية حكومية ودولية أكبر، يخففان عليهم كارثة الحرب. الى ذلك اكد الأمين العام للمجلس المحلي لمديرية حرض اليمنية حمود محجب لـ”الاتحاد” “الشروع في إنشاء مخيم للنازحين مجاور لمخيم المزرق بهدف المساعدة في التخفيف من الازدحام الموجود في المخيم الرئيسي”. وأوضح أن الطاقة الاستيعابية لهذا المخيم الذي من المتوقع أن يتم تدشينه الأسبوع المقبل تبلغ ألف أسرة. واشار الى ان جمعية الصالح الاجتماعية الخيرية ستتولى مسؤولية إدارة المخيم”.
المصدر: المزرق - اليمن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©