واشنطن تحث باكستان على توسيع هجومها ضد المتمردين

قتل 4 باكستانيين أمس بانفجار سيارة مفخخة استهدف مركزاً للشرطة في بيشاور شمال غرب باكستان. فيما قالت صحيفة نيويورك تايمز أمس ان الولايات المتحدة صعدت ضغوطها على باكستان لتوسيع نطاق معركتها مع متشددي “طالبان” والقاعدة وحذرتها من أن نجاح استراتيجية واشنطن في أفغانستان تعتمد على ذلك. وفي وقت مبكر من صباح أمس فجر انتحاري سيارة ملغومة بحوالي 200 كلغ من المتفجرات أمام مدخل مركز للشرطة في “بوده بر” الحي المكتظ بالسكان في بيشاور عاصمة الولاية الحدودية الشمالية الغربية، المدينة التي يقطنها حوالي 2,5 مليون نسمة. ووقع الانفجار بالقرب من مدرسة وقتل فيه طفل. وأدى الانفجار إلى تدمير مركز الشرطة بشكل شبه كامل، وغرفتين من مدرسة صبيان تقع قربه بينما كان الطلاب يدخلون الصفوف. وقال الطبيب ظافر اقبال احد مسؤولي المستشفى الرئيسي في المدينة ان 4 أشخاص قتلوا بينهم طفل. وهناك أيضاً 4 أطفال بين الجرحى الـ28. وقال الشاهد محمد شهيد “لقد شاهدت حطام السيارة يتطاير في الهواء وجثة على الأرض، إنه أمر مرعب”. في غضون ذلك، قالت صحيفة نيويورك تايمز أمس ان الولايات المتحدة صعدت ضغوطها على باكستان لتوسيع نطاق معركتها مع متشددي طالبان والقاعدة وحذرتها من ان نجاح استراتيجية واشنطن في أفغانستان تعتمد على ذلك. ومن المتوقع ان يعلن الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال الاسابيع القليلة القادمة عن استراتيجيته الجديدة في أفغانستان التي تتضمن ارسال 40 ألف جندي اضافي للمشاركة في الحرب الدائرة هناك منذ ثماني سنوات. وذكرت الصحيفة نقلاً عن مسؤول اطلع على رسالة بعث بها الرئيس الاميركي الى نظيره الباكستاني آصف علي زرداري انه قال له في الرسالة انه يتوقع منه أن يحشد المؤسسات السياسية والأمنية في حملة موحدة ضد المتطرفين. وقالت ان أوباما عرض في رسالته مجموعة من الحوافز على باكستان مقابل تعاونها منها تبادل معلومات المخابرات بدرجة أكبر والتعاون العسكري. وذكر التقرير ان الجنرال جيمس جونز مستشار الامن القومي لاوباما هو الذي سلم الرسالة وانه اجتمع مع مسؤولي حكومة اسلام آباد وقادة الجيش الباكستاني الجمعة الماضي. وأضافت نقلاً عن مسؤولين اميركيين قولهم ان جونز حذر المسؤولين الباكستانيين من ان الاستراتيجية الجديدة لواشنطن في أفغانستان لن تنجح الا اذا وسعت اسلام اباد معركتها حتى لا تقتصر فقط على المتشددين الذي يهاجمون مدنها بل الى الجماعات التي تستخدم اراضيها للتخطيط لشن هجمات على القوات الاميركية في أفغانستان. وقتل اكثر من 2500 شخص خلال اكثر من عامين في كل انحاء البلاد جراء موجة اعتداءات لا سابق لها نفذ القسم الأكبر منها انتحاريون من “طالبان باكستان” التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة والتي أعلنت الجهاد في صيف 2007 ضد إسلام آباد بسبب تحالفها مع الولايات المتحدة “في حربها ضد الارهاب” منذ نهاية 2001. وكثف المتمردون في الآونة الأخيرة حملة الاعتداءات وقتل الانتحاريون أكثر من 450 شخصاً في قرابة شهر. وتوعدت طالبان الذين يتعرض معقلها في وزيرستان الجنوبية لهجوم بري وجوي واسع النطاق يشنه الجيش، بالانتقام عبر تكثيف الهجمات في المدن الكبرى. والسبت فجر انتحاري سيارته المفخخة أمام مركز شرطة في بيشاور ما أدى إلى مقتل 15 شخصاً. وقبل ذلك بيوم قتل 25 شخصاً في هجومين انتحاريين احدهما استهدف مقر الاستخبارات الباكستانية في بيشاور والآخر مركزاً لشرطة في بانو بالقرب من وزيرستان. والثلاثاء قتل 32 شخصاً في اعتداء بالسيارة المفخخة في سوق شرسادا في ضواحي بيشاور وفي 8 نوفمبر وقع هجوم مماثل في سوق ماشية في بيشاور ما اسفر عن سقوط 15 قتيلاً