إسرائيل تتوعد الفلسطينيين إذا أعلنوا دولتهم

هدد مسؤولون اسرائيليون أمس، الفلسطينيين بتدابير ثأرية إذا ما أعلنوا قيام دولة مستقلة دون موافقة اسرائيل،ورفضت الحكومة الفلسطينية خلال اجتماع عقدته أمس، تهديدات رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، واعتبرت انها تهدد أمن المنطقة واستقرارها ودعت المجتمع الدولي لـ”الاضطلاع بمسؤوليته” في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة ، ان اسرائيل “تبحث عن حجج وأعذار” لمنع قيام دولة فلسطينية. وأعلنت السلطة الفلسطينية انها تقدمت يوم الاثنين، بطلب رسمي من دول الاتحاد الاوروبي لدعم توجهها لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. إلا ان فرنسا أعلنت بلسان الناطق باسم وزارة خارجيتها برنار فاليرو، ان فرنسا ترى ان الاقدام على خطوة احادية الجانب تعلن دولة فلسطينية، قد يكون مضرا بقيامها. وجاء تحذير نتنياهو بعد تصريحات مسؤول فلسطيني، أشار فيها الى الرغبة في الحصول على دعم مجلس الأمن الدولي، لإعلان قيام دولة فلسطينية من جانب واحد.فقد حذر نتنياهو مساء الاحد، القيادة الفلسطينية ، من ان “كل خطوة احادية ستنسف مجموعة الاتفاقات السابقة وتؤدي الى خطوات من جانب واحد من قبل اسرائيل” مجددا دعوته السلطة الفلسطينية الى استئناف التفاوض الذي توقف منذ حوالى السنة “من دون شروط مسبقة”. ولم يوضح نتنياهو الخطوات التي يمكن ان يتخذها ،لكن عددا من وزراء حزبه (الليكود اليميني) أوضحوا سلسلة من التدابير الثأرية التي يمكن ان تتخذها اسرائيل، بما فيها ضم أحادي الجانب لمستوطنات الضفة الغربية المحتلة ما يعني إلغاء اتفاقات أوسلو للسلام لعام 1993 . واتهم وزير البيئة جلعاد اردان القادة الفلسطينيين “باللعب بالنار” في موضوع الدولة المستقلة. غير انه اعتبر ان الأمر لا يزيد عن “زوبعة في فنجان” و”مناورة داخلية غرضها تعزيز صورة (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس” الذي ضعُف موقفه. وأضاف هذا الوزير المقرب من نتنياهو “سيخسر الفلسطينيون الكثير، في حال اعلان الاستقلال بشكل أحادي”. وأشار الى احتمال ان تقوم اسرائيل “بقطع التحويلات المالية” التي تعود للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاقات موقعة حول التعرفة الجمركية. وتابع وزير البيئة الاسرائيلي انه بامكان اسرائيل التي تحتل الضفة الغربية، اعادة عدد من حواجز الطرق التي أزالتها في الاونة الاخيرة،الى المدن والقرى الفلسطينية. كما يمكنها بشكل اكثر جدية، القيام بـ”ضم رسمي لقسم من المستوطنات” اليهودية في الضفة الغربية. واعتبر وزير التجارة والصناعة بنيامين بن اليعازر (حزب العمل) انه “لا ينبغي ان يؤخذ على محمل الجد” احتمال اعلان الفلسطينيين الاستقلال من جانب واحد. لكنه اشار الى ان هذه الفكرة “تترجم ضيق الفلسطينيين الذين لا يرون نهاية للاحتلال المستمر منذ نحو 43 عاما”. وأعرب عن قلقه من “تنامي عزلة اسرائيل على الساحة الدولية” وحث الحكومة على “القيام بكافة الجهود لاعادة اطلاق المفاوضات بأسرع ما يمكن” بما في ذلك إعلان تجميد تام موقت للاستيطان. وقال عوزي لانداو وزير البنى التحتية “ أن تهديد الفلسطينيين باتخاذ خطوات أحادية الجانب وإعلانهم دولتهم، يهدف إلى تدمير جهود تنشيط العملية السياسية “. واضاف “ أن إعلان الفلسطينيين دولتهم لا يخيفنا، وأن عليهم أن يدركوا أننا سنقوم فورا باتخاذ خطوات أحادية الجانب بضم كافة مستوطنات الضفة الغربية ومناطق “سي” إلى إسرائيل، والإعلان عن الحق الديني والإلهي لدولة إسرائيل في هذه المناطق”. وقال إيهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي “ إن انسداد الأفق السياسي واستمرار حالة الجمود السياسي وغياب الإتفاق، او إمكانية الاتفاق، سيؤدي بالضرورة ، إلى زيادة الدعم الدولي لفكرة الإعلان أحادي الجانب بشأن الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من شهر يونيو عام 1967 “. وقال وزير الرفاه الاجتماعي يتسحاق هرتزوغ :”إذا أردنا إنقاذ قطاع من أرض الوطن مثل غوش عصيون أو معاليه أدوميم، يتوجب علينا القيام بخطوات قاسية مثل تقسيم الوطن وإنشاء دولة فلسطينية”