غرف باللون الأزرق تساعد على الشفاء وتهدىء المزاج العصبي

تخيل نفسك تشعر بالعطش الشديد، وقد أثرت بك درجة الحرارة المرتفعة، ووجدت أمامك عبوتي ماء إحداهما باللون الأزرق والأخرى باللون الأحمر، فأيهما ستختار؟ وأيهما تعتقد بأن ماءه سيكون بارداً ومنعشاً؟ الاحتمال الأكبر أن يقع اختيارك الأول على العبوة الزرقاء، حسب نظريات علماء الطاقة وأساتذة علم النفس، فاللون الأزرق لديه القدرة على إرسال طاقة تعطي إحساساً، قد يكون وهميا بالبرودة، والعقل البشري يستجيب لهذا اللون بطريقة تختلف عن باقي الألوان، وتختلف الاستجابة من شخص لآخر بحسب حالته النفسية، وتعود هذه الأسباب إلى أن اللون الأزرق من الألوان الباردة، ويختلف تأثير البرودة فيه بحسب درجته والحاجة إليه، فإذا كنت تشعر بالحر فإن الهواء البارد سيريحك بالتأكيد، ولكن الأمر يختلف تماما إذا ما كنت تشعر بالبرد في الأصل، ففي هذه الحالة تكون الزيادة في انخفاض درجة الحرارة مزعجة وتسيء من حالتك، وهذا مماثل تماما لتأثير اللون الأزرق بنا، فالعائلة التي تتميز بأن معظم أفرد عائلتها من الأشخاص العصبيين وسريعي الاستثارة يلائمهم أن تكون جدران غرفهم باللون الأزرق إذا لم يكن البيت كله، فهذا اللون يساعد بشكل كبير على منح الشعور بالهدوء لمن يعاني من العصبية. كما ويمتص الطاقة السلبية منهم تماماً مثلما يفعل منظر البحر، خلال فترة النهار فتلك الزرقة الصافية ترسل كميات هائلة من الطاقة الباردة لمن يعانون من تعكر المزاج، وعلى النقيض من هذا فإن من يعاني من الاكتئاب يفضل أن لا يطلي جدران منزله باللون الأزرق، فالاكتئاب مرتبط عادة بالحزن والانطواء والبرود، فزيادة برودة هؤلاء الأشخاص سيدهور من حالتهم بالتأكيد، لذلك ينصح علماء الطاقة أن يتجنب من يعاني من الاكتئاب التواجد في غرفة زرقاء، وعادة لا يميلون هؤلاء الأشخاص لذهاب إلى البحر خلال النهر، فالوقت الملائم لهم هو قبل الغروب فتلك الألوان الدافئة تساعد في تحسين حالتهم ورفع معنوياتهم، ولعله السبب وراء تفضيل العديد من الأشخاص لمنظر غروب الشمس! الرجل والأزرق الملفت للانتباه أن العديد من الأشخاص في مجتمعنا لا يملكون الجرأة في اختيار اللون الأزرق لطلاء جدرانهم، واقتصر وجوده على جدران غرف الأولاد حصراً، وبالذات من هم حديثو الولادة، بالرغم من أن خطوط الموضة العالمية أذنت للرجال في ارتداء اللون الزهري، إلا أن عالم التصميم الداخلي لدينا لم يسمح للون الأزرق أن ينطلق خارج حدود غرف الأولاد، وهذا ما يبرره الدكتور غانم الحساني، طبيب نفسي في مستشفى الجيمي بالعين فهو يرى بأن اللون الأزرق هو الأنسب لشخصية الرجل وليس الزهري، وهذه العادة التقليدية في اختيار اللون الأزرق لصبيان هي عادة سليمة نفسيا وصحيحة علميا. ويقول:"العديد من الدراسات أثبتت ميول الرجال إلى اللون الأزرق، وتفسر هذا الميول استناداً لرغبة الرجل في التخلص من الضغوط التي تفرض عليه من قبل محيطه، فيتوقع غالبا من الولد أن يكن خشنا في التعامل مع أقرانه في حين يتوقع من الرجل أن يتحمل العديد من المسؤوليات سواء في المنزل أو خارجه، لذلك يميل الرجال والصبيان للبحث عن الطمأنينة والهدوء في هذا اللون الذي يمدهم بسخاء، وتعد فكرة طلاء جدران غرفهم بهذا اللون فكرة حكيمة وصحية". وهذا ما يؤكده أيضاً فؤاد عمر فيقول:"اللون الأزرق هو اللون المفضل لدي، وقد يكون معبراً لشخصيتي الهادئة، ولكن سبب حبي لهذا اللون هو الراحة النفسية والسلام الذي أشعر به حالياً في غرفتي الزرقاء، فأنا مؤمن تماماً بأن تأثيرا قويا للألوان على نفسيتنا، بعد أن كنت لا أصدق هذه الأقاويل، واعتبرها من التفاهات، وقد مررت بتجربة أثبتت لي صحة هذه النظريات، فعندما كان أحد جدران غرفتي مطلياً باللون الأحمر لم استطع النوم فيها، وكنت أشعر بالضيق والأرق، فسارعت لتغيير الجدار إلى اللون الذي أحب وشعرت فورا بالغرفة قد تغيرت تماماً، لا أقصد تغيراً شكلياً وإنما معنويا أيضاً، وكأن للغرفة شخصيتها الخاصة، ورضيت باللون الجديد، لذلك عندما اسأل عن أفضل لون لجدران غرفة النوم اقترح دائما اللون الأزرق". غرف الجراحة الزرقاء إلا أن د. الحساني ينصح باستخدام درجات مختلفة من اللون الأزرق لتعديل الحالة النفسية، نظراً لكون هذا اللون من ألوان الطاقة الشفائية التي تستخدم بكثرة في التصميم الداخلي للعديد من أقسام المستشفيات، يقول الحساني: "الديكور من العناصر المهمة التي تأثر في نفسياتنا، وبالتحديد الألوان المستخدمة في التصميم الداخلي، والتي يتم اختيارها عادة وفق دراسات معتمدة عند تصميم الأماكن العامة، فاللون الأزرق من الألوان التي تستخدم بكثرة في العديد من الجهات الرسمية التي تتعامل مع أشخاص يعانون من ضغوط وتوتر، فمثلا في الدول الأجنبية يكون الرداء الرسمي لموظفي الشرطة باللون الأزرق الذي يساعد على تخفيف حدة الهلع الذي قد يسببه رجل الشرطة لبعض الأشخاص، كما وأن معظم المستشفيات تعتمد اللون الأزرق لطلاء جدران غرف المرضى وأقسام الجراحة والأطفال لما له من دور كبير في التأثير الدماغي الذي يخفف الإحساس بالألم ويمنح المريض الهدوء والراحة المطلوبة لاستعجال شفائه، لذلك يمكن اعتماد هذا اللون في التصميم الداخلي للمنازل نظرا لدوره المثبت علمياً في الشفاء، ولكن يفضل استخدام دراجات فاتحة من اللون الأزرق لأنَّ تركيز اللون قد يؤثر سلباً على بعض الأشخاص وخاصة النساء اللاتي لديهن قابلية لشعور بالاكتئاب، فمثلا يمكن دمج درجات فاتحة من اللون الأزرق مع اللون الأصفر والبرتقالي ، واللذان لهما تأثير معاكس للون الأزرق، فهما لونان حيويان ويمدان بالحيوية والنشاط، ولكني أنصح بأن يتم اختيار ألوان الجدران بعناية بحسب شخصيات أفراد الأسرة وليس بحسب الموضة السائدة". واتباعا لنصيحة الدكتور يمكنك أن تصمم غرفتك الزرقاء بعد أن تحلل شخصيتك أولا ومن ثم تحدد إذا ما كان هذا اللون يناسبك أم لا وأي درجة من دراجته يمكنك الاستفادة منه، وبعدها تقوم بدمجها مع ألوان أخرى كاللون البني والأصفر والبرتقالي لكي لا يطغى اللون الأزرق على الغرفة، فيكن أن يكون الأثاث باللون البني ويطغى على الصور الجدارية اللون الأصفر في حين تكون الاكسسوارات الأخرى باللون الأحمر والبرتقالي لتوفير مصدر لدفء في هذه الغرفة المنعشة التي ستمنحك درجة حرارة معتدلة من دون أي تقلبات مزاجية بإذن الله.