الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحراوي يشتري خروفين والصحراوية تشتري لأصهارها الملابس..والميسور ينحر جملاً

الصحراوي يشتري خروفين والصحراوية تشتري لأصهارها الملابس..والميسور ينحر جملاً
17 نوفمبر 2009 00:13
يحتل عيد الأضحى مكانة مميزة عند المغاربة، وتختلف عاداتهم في الاحتفال بهذا العيد من منطقة إلى أخرى، وتتميز الصحراء جنوب المغرب بتفردها بعادات وتقاليد أصيلة حيث يحتفل الصحراويون بعيد الأضحى في أجواء عائلية ودينية تحترم خصوصية هذه المناسبة ومكانتها، ولا يخلو هذا العيد من طقوس وعادات يحرص عليها الصحراويون ويعتبرون أن فرحة العيد لا تكتمل دونها، ومن أهم هذه العادات إلزام الرجل بشراء أضحية عائلته وعائلة زوجته، فيما تحرص المرأة المتزوجة على شراء ملابس أصهارها قبل ملابس أطفالها. وتعتبر هذه العادة والتي تسمى بـ»الواجب» تقليدا أصيلا توارثه الصحراويون، وحرصوا عليه لإشاعة المودة والرحمة بينهم رغم الظروف الاقتصادية والتحولات الاجتماعية التي أثرت سلباً على الكثير من العادات والتقاليد. العيد المقدس تفرض عادات المجتمع الصحراوي على الرجل إهداء خطيبته هدية مناسبة في عيد الأضحى، كما تفرض العادات حضور الزوج للاحتفال وسط عائلته فمهما كانت ارتباطاته أو ظروفه العملية، لا يجد الرجل سبباً يبرر به غيابه عن البيت يوم العيد، فإن تخلف عن الاحتفال مع عائلته اعتبرت الزوجة ذلك دليلاً قاطعاً على رغبته في الانفصال عنها، وقد تترك البيت وتطلب الطلاق فوراً، مستغلة دعم عائلتها الرافضة لتصرف الزوج. ويعتبر هذا الحضور الإجباري للزوج من المعتقدات الشعبية التي يؤمن بها الصحراويون والمرتبطة بمناسبة عيد الأضحى، أو كما يطيب لهم تسميته بـ»العيد الكبير». ويبدأ العيد مبكراً حيث يقوم الناس بزيارة القبور للترحم على أرواح أقاربهم، وتجتهد النساء في تحضير ما لذ وطاب من أطباق وحلويات تقدم للزائرين والمهنئين، ويعتبر طبق الشواء أهم الأطباق التي تقدم في عيد الأضحى. وفي يوم العيد تتوقف الحركة التجارية بشكل تام بعد أن كانت الأسواق والمحال التجارية تغص بالمشترين، حيث يهتم الناس بمراسم العيد التي تبدأ صباحا بصلاة العيد في المصلى، ثم يعودون بعدها لذبح الأضحية وتناول الفطور في أجواء عائلية تقليدية، ويخصصون فترة ما بعد الظهر والمساء لتبادل الزيارات العائلية. ويعتبر العيد مناسبة للتسامح وتبادل التهاني بقدوم هذا اليوم السعيد، حيث يحرص الصحراويون على طلب الغفران والعفو من أقربائهم وذويهم وجيرانهم الذين حدثت بينهم خصومات سابقة. وبعد انتهاء الصلاة يحتفل الأطفال بارتداء الملابس الجديدة، ويحرصون على حضور ذبح الأضحية والحصول على العيدية التي يطلق عليها الصحراويون «انديونه» من الأهل والزوار والمهنئين. خروف أو جمل يحرص المغاربة على شراء خروف كبير الحجم للاحتفال بعيد الأضحى، غير أن الصحراويين يفضلون اقتناء أضحيتين للأسرة الواحدة، فيما يفضل الميسورون نحر جمل لما لهذا الحيوان من مكانة في المجتمع الصحراوي، ويحرص الصحراويون على توزيع لحم الأضحية على الفقراء والمساكين لإدخال فرحة العيد إلى قلوب المعوزين. وتعكس استعدادات الصحراويين لاستقبال العيد حجم التباين الكبير بينهم، حيث تجد أغلب الأسر صعوبة كبيرة في الاحتفال بالعيد وفق ما كانت تحلم به، ففي الأيام القليلة السابقة لشهر ذي الحجة تشهد أسعار المواشي في المناطق الصحراوية ارتفاعاً مذهلاً، وتواصل الأسعار ارتفاعها مع اقتراب العيد حين تعج أسواق بيع الأضاحي التي تسمى محلياً بـ»المربط» بطوابير المتسوقين. وعلى وقع ارتفاع أسعار الأضاحي ترتفع أسعار المواد الغذائية والملابس قبل العيد بأيام، مما يدفع الصحراويين إلى طلب القروض البنكية لتأمين مصاريف العيد التي تحتوي على لائحة طويلة من الطلبات فالعيد هو مناسبة لتبادل الزيارات وصلة الرحم وإقامة السهرات والحفلات العائلية مما يستلزم تخصيص ميزانية مهمة لهذه الزيارات. وتستقبل الأسر الصحراوية الزوار بشراب «أزريك» وهو المشروب المفضل لمختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية في الصحراء، ويتكون هذا المشروب من الحليب الممزوج بالماء والسكر، وبعد تبادل التحايا والتهاني تعد ربة البيت «أتاي» وفق الطريقة الصحراوية التي تشترط إعداده بالشاي الصيني الأخضر. وتقدم الأسرة لضيوفها الحلوى المغربية والمقبلات وتحرص على إعداد «شواء الكتف» مع طبقي «الكسكس المبروم» أو «الأرز مع اللحم».
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©