الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الولايات المتحدة تفشل في التوصل لاتفاقيات تجارية مع اليابان وماليزيا

الولايات المتحدة تفشل في التوصل لاتفاقيات تجارية مع اليابان وماليزيا
27 ابريل 2014 21:10
قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق أمس، إنه والرئيس الأميركي باراك أوباما اتفقا على رفع مستوى العلاقات بين البلدين، لكنه ألمح إلى أن بلاده ليست مستعدة بعد لتوقيع اتفاق تجاري تقوده واشنطن بسبب «حساسيات» داخلية. وتأتي زيارة أوباما لماليزيا بعد زيارة لليابان فشل خلالها في إبرام اتفاق تجاري مهم مع اليابان كان سيضخ الزخم لاتفاق الشراكة التجارية عبر المحيط الهادي المؤجل والذي يضم 12 دولة. واصطدم طموح عبدالرزاق لإشراك ماليزيا في خطة أميركا التجارية بالنفوذ المتنامي للجناح المحافظ داخل حزبه الحاكم بعد أداء ضعيف في الانتخابات العام الماضي. وفي وقت سابق هذا الشهر، نُسب إلى وزير في الحكومة الماليزية قوله: إن البلاد لا يزال أمامها شوط طويل قبل أن تتمكن من توقيع اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي، وإن الأولوية يجب أن تكون للاندماج الاقتصادي داخل رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان». وقال عبدالرزاق، إن ماليزيا ملتزمة بالتجارة الحرة، ونفى أن تكون واشنطن «ضغطت» على بلاده للانضمام للاتفاق التجاري. وقال عبدالرزاق خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأميركي في بوتراجايا العاصمة الإدارية للبلاد «نحاول أن نتجاوز الحساسيات والتحديات التي أشرت إليها في نقاشي مع الرئيس أوباما». وأضاف «أبدى أوباما تفهماً كاملاً للحساسيات الداخلية، وسنجلس معاً لحل ذلك بهدف محاولة التوصل لاتفاق في المستقبل القريب». وقال أوباما، إن المعارضة الداخلية للاتفاقات التجارية ليست أمراً مفاجئاً، وإن الولايات المتحدة على استعداد لإبداء مرونة، لا سيما في القطاعات الحساسة مثل أسعار الأدوية الحيوية التي يقول منتقدون إنها سترتفع في ظل اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادي. وعطل محتجون كلمة أوباما في وقت لاحق أمس، خلال اجتماع مع شبان ماليزيين بإحدى الجامعات، ورفعوا لافتات مناهضة لاتفاق الشراكة قبل أن تبعدهم قوات الأمن. ويكمن التحدي في رحلة أوباما التي تستمر أسبوعاً، وتشمل أربع دول في المنطقة في إقناع الشركاء الآسيويين بأن واشنطن جادة بشأن زيادة نفوذها في آسيا دون الإضرار بالعلاقات مع الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقال أوباما «نريد العمل مع حلفائنا القدماء وشركائنا المهمين ومع الصين. نريد أن نرى صعوداً سلمياً للصين». وأعلن نجيب أنه اتفق مع أوباما على رفع مستوى العلاقات إلى درجة «الشراكة الشاملة»، وهي خطوة سبق واتخذتها ماليزيا مع الصين العام الماضي عندما زار الرئيس شي جين بينج البلاد بشكل رسمي. إلى ذلك، قال مسؤول ياباني كبير، إن اليابان والولايات المتحدة وجدتا «أرضية مشتركة» لإبرام اتفاقية تجارية، ولكن ربما لا تستطيعان حل النقاط العالقة المتبقية في وقت مناسب قبل اجتماع يعقد في منتصف مايو المقبل لكبار المفاوضين الساعين للتوصل لاتفاقية إقليمية واسعة. وحققت محادثات مطولة جرت خلال زيارة باراك أوباما الرسمية لطوكيو الأسبوع الماضي تقدماً رحب به الطرفان بوصفه «معلماً رئيسياً» ولكن الطرفين لم يصلا إلى حد إعلان اتفاقية مهمة لتكتل الشراكة عبر المحيط الهادي (تي بي بي) الذي يضم 12 دولة ويمتد من آسيا إلى أميركا اللاتينية. ولكن هذه اللهجة المتفائلة تتناقض مع التشديد على «الفجوات» بعد الجولات السابقة من المحادثات بشأن إبرام اتفاقية ثنائية أدى إلى تعثرها الخلافات بشأن حرية الوصول إلى سوق الزراعة اليابانية وسوق السيارات في كل من البلدين. وقال المسؤول الياباني الكبير لـ «رويترز»: «ما أسفرت عنه زيارة أوباما بعد مفاوضات كثيرة مطولة أرضية مشتركة يعتقد الجانبان أن بإمكاننا استناداً عليها مواصلة العمل لإيحاد حل مقبول للطرفين». وطلب المسؤول عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات. ولكنه أضاف أنه «غير متفائل» بتمكن واشنطن وطوكيو من تسوية القضايا المتبقية «خلال شهر أو شهرين». ومن المقرر أن يلتقي مفاوضون من كتلة «تي. بي. بي» في فيتنام في منتصف مايو يعقبه تجمع لوزراء تجارة آسيا والمحيط الهادي في الصين يومي 17 و18 مايو. ومن المرجح أن يلتقي أوباما ورئيس وزراء اليابان شينزو آبي في المرة القادمة خلال اجتماع قمة آسيا والمحيط الهادي في الصين في نوفمبر المقبل. ولكل من أوباما وآبي جمهور من الناخبين في الداخل يحرص على أن يرى زعيمه متمسك بمواقف تتعارض مع مواقف الطرف الآخر، فأميركا تطلب أن تلغي اليابان كل التعريفات الجمركية في حين تتعهد اليابان بأن تحمي المزارعين في خمسة قطاعات، من بينها الأرز ولحوم الأبقار والخنازير. ومع ذلك، فكل من الزعيمين حريص على التوصل لاتفاق، حيث إن هذا الاتفاق أمر محوري بالنسبة لسياسة أوباما العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية في آسيا. (كوالالمبور، طوكيو - رويترز)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©