الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة بيونج يانج... فرصة للتقارب الأميركي- الصيني

15 ابريل 2013 22:00
برادلي كلابر ولارا جيكس محللان سياسيان أميركيان بعد اندلاع الأزمة الكورية الشمالية الأخيرة وتنامي التهديدات الأمنية، اتفقت الولايات المتحدة والصين يوم السبت الماضي، على ضرورة أن تتخلص بيونج يانج من أسلحتها النووية، فيما يعتبره المراقبون اختباراً حقيقياً للقوتين في مدى قدرتهما على تنحية سنوات من المنافسة والخلاف جانباً، وفسح المجال أمام التعاون لتكريس الاستقرار العالمي. وفيما عدا المحاولات المشتركة بين الصين وأميركا لضبط كوريا الشمالية، أحبطت التطورات الأخيرة في شبه الجزيرة الكورية البلدين ما يكفي لتدفعهما إلى نسج علاقات مختلفة قد تنسحب، في حال كتب لها النجاح، على قضايا أخرى ما زالت تنغص العلاقات بين البلدين. لكن قبل الوصول إلى هذا المستوى من التعاون، يتعين على القوتين أولاً تنقية العلاقات الثنائية بين الحكومة الشيوعية في بكين، وبين الإدارات الأميركية المؤيدة لاقتصاد السوق والديمقراطية، دون أن ننسى بأن البلدين يتنافسان على الصعيد الاقتصادي مع تحفظ صيني واضح تجاه الانخراط في القضايا الدولية، وعدم رغبتها في التدخل في شؤون الدول. ومع ذلك قد تشكل الأزمة الكورية فرصة سانحة لإرساء علاقات جديدة من التعاون بين الصين والولايات المتحدة، وهو الأمر الذي أشار إليه وزير الخارجية الأميركي، يوم السبت المنصرم، عندما تحدث عن «تلاقٍ» بين البلدين لتحقيق الأمن العالمي وبلوغ الازدهار الاقتصادي، حيث قال «كيري» أمام الصحفيين في بكين: «لدينا مصلحة في نجاح الصين، وأعتقد أيضاً أن الصين لديها مصلحة أكيدة في نجاح الولايات المتحدة. وهو ما اتضح على نحو جلي خلال مناقشاتنا اليوم بعد الاتفاق على بناء شراكة بناءة بيننا تقوم على المصالح المتبادلة»، وكان كيري قد التقى الزعيم الصيني الجديد لمناقشة عدد من القضايا، والتي تأتي في مقدمتها التهديدات التي أطلقتها كوريا الشمالية ضد الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان خلال الأشهر القليلة الماضية. ويبدو أن كوريا الشمالية تستعد لإطلاق صاروخ جديد تقول الولايات المتحدة إنه الثالث من نوعه منذ شهر ديسمبر الماضي، مع تباين الآراء في واشنطن حول ما إذا كانت بيونج يانج قادرة على تطوير صاروخ يحمل رؤوساً نووية، حيث أكد أحد تقييمات الاستخبارات الأميركية أن كوريا الشمالية تملك القدرة على تركيب رؤوس نووية في الصواريخ التي تطلقها، حتى وإن كانت التكنولوجيا المعتمدة غير متطورة. وأعلن كل من كيري ونظيره الصيني أن البلدين سيعملان معاً على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، ما يعني إجبار بيونج يانج على التخلي عن ترسانتها النووية، ومعروف أن كوريا الشمالية وقائدها الشاب، كيم يونج أون، أكثر استعداداً للإصغاء إلى الصين التي تمثل الشريك الاقتصادي والدبلوماسي الأول للشمال منها لأي طرف دولي آخر. وفي حديث أمام الصحافة، أكد «يانج جيشي» أن موقف الصين تجاه كوريا الشمالية «حاسم»، مطالباً بيونج يانج بالرجوع إلى المباحثات «السداسية» التي انهارت قبل أربع سنوات، وكانت تهدف إلى إزالة الخطر النووي بالمنطقة، وأضاف «يانج» أمام الصحفيين أن «الصين ملتزمة التزاماً تاماً بالحفاظ على السلام والاستقرار ودعم عملية نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. ونحن نعتقد أن الأزمة عليها أن تحل سلمياً ومن خلال الحوار». لكن كيري أوضح من جانبه أن الولايات المتحدة ستراقب عن كثب كيف ستتعامل الصين مع كوريا الشمالية «للتأكد من أن الأمر ليس مجرد خطاب، بل سياسة حقيقية على أرض الواقع». هذا ولم يكن الموضوع الكوري الشمالي سوى واحداً من ضمن القضايا الأخرى المطروحة على طاولة النقاش بين كيري والمسؤولين الصينيين، وإن كان قد حظي بالأولوية في أجندة الحوار، فالولايات المتحدة والصين يملكان أكبر اقتصادين في العالم، كما أنهما أكبر مستهلكين للطاقة على الصعيد الدولي، لذا اتفقا على عقد مباحثات رفيعة المستوى حول التغير المناخي وتسهيل استثمار الشركات، كما أثار كيري خلال مباحثاته إمكانية خفض الولايات المتحدة لوجودها العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادي، بعد أن تحل الأزمة الكورية الشمالية، لا سيما في ظل الاستياء الصيني من نشر واشنطن لأنظمة صاروخية في كوريا الجنوبية واليابان. وعن هذا الموضوع، قال كيري: «لا شك أنه في حال اختفى الخطر النووي من كوريا الشمالية لن يعود هناك مبرر للحفاظ على الأنظمة الصاروخية». لكـن الخبراء في الغرب لا يتوقعون تحولاً مفاجئاً في موقف الصين تجاه كوريا الشمالية، أو أن تصبح حليفاً موثوقاً للولايات المتحدة، فالقيادة الصينية متشككة في سياسة إدارة أوباما القاضية بنقل اهتمامها إلى آسيا، حيث ترى في ذلك محاولة لاحتواء القوة الصاعدة للصين. ومن غير المرجع أن تقطع الصين علاقاتها مع بيونج يانج، فقد استثمرت بكين كثيراً في كوريا الشمالية، سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية خلال العقود الماضية، فضلاً عن تاريخهما المشترك وقتالهما جنباً إلى جنب في الحرب الكورية ضد القوات الأميركية، هذا بالإضافة إلى تزويد كوريا الشمالية بأغلب احتياجاتها من الطاقة والغذاء. ويخبرنا التاريخ أن الصين تملك سجلاً حافلاً في تغيير مواقفها من كوريا الشمالية بعد تشديد لهجتها في البداية، ففيما كان المسؤولون الأميركيون أواخر العام 2010 يغدقون على بكين بعبارات الإشادة والثناء لجهودها البناءة التي بذلتها بعد قصف الشمال لجزيرة تابعة للجنوب، أقدمت شركة صينية مباشرة بعد ذلك على استثمار ملياري دولار في منطقة صناعية بكوريا الشمالية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©